عاجل

الجيش الإسرائيلي: الطائرات الحربية دمرت نحو 1000 فوهة لإطلاق الصواريخ لحزب الله

logo
العالم

تليغراف: اختيار ترامب لفانس نائبا "ناقوس موت" للمحافظين

تليغراف: اختيار ترامب لفانس نائبا "ناقوس موت" للمحافظين
دونالد ترامب وجيه دي فانس المصدر: غيتي
17 يوليو 2024، 4:35 م

قالت صحيفة "تليغراف" البريطانية إن اختيار الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض، دونالد ترامب، للسناتور جيه دي فانس نائبا له، بمثابة "ناقوس موت" للمحافظين في الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة أنه "بالنسبة للبعض، كان اختيار ترامب للسناتور من ولاية أوهايو لمنصب نائب الرئيس، يوم الاثنين، مجرد ومضة أخرى في واحدة من أكثر الدورات الإخبارية إثارة للدهشة في الذاكرة الحية".

لكنها أشارت إلى وصف آخرين لهذا الاختيار بأنه "ناقوس الموت الذي كان بمثابة علامة نهاية لحركة المحافظين الأمريكيين كما تشكلت منذ منتصف القرن العشرين حتى الآن".

ويعود تاريخ ميلاد الحركة عادة إلى عام 1955، عندما أسس ويليام إف باكلي جونيور مجلة "ناشونال ريفيو"، وهي مجلة مخصصة للتبشير بفضائل السوق الحرة ومخاطر النظرية الاجتماعية التقدمية، فضلاً عن شن حرب أيديولوجية مفتوحة على الشيوعية، ذلك الشر العظيم في زمن باكلي.

واستمر رونالد ريغان في إعادة التأكيد على هذه المبادئ من خلال ملاحظة أن الحزب الجمهوري، الذي أعيد تشكيله على النحو الذي كان يتصوره باكلي، كان مقيداً بـ "مقعد ثلاثي الأرجل" يتألف من النزعة المحافظة الاجتماعية والمالية، فضلاً عن مناهضة الشيوعية. 

وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، تم تعديل هذا المبدأ الثالث بشكل غير رسمي؛ للتأكيد على أهمية القيادة الأمريكية على المسرح العالمي.

ووفق التقرير، فإنه رغم أن الحزب الجمهوري كان يمثل هذه القيم دائما بدرجات متفاوتة، فإن ترامب كان أول من اختبر موقف الحزب بجدية خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري في عام 2016. 

وأضاف التقرير أنه "من خلال الوعد بتنفيذ التعريفات الجمركية، وترك استحقاقات الضمان الاجتماعي من دون مساس، والسعي إلى التقارب مع روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، يكون ترامب قد هدد بركل اثنتين على الأقل من أرجل الحركة الثلاث من تحتها".

وأردف: "مع ذلك، فإن قراره بتعيين مايك بنس، الشديد التعصب للسياسة "الريغانية"، نائبا له في الانتخابات، هدأ مخاوف العديد من المحافظين، وهم محقون في ذلك". 

وتابع: "ومع بعض الاستثناءات الملحوظة، مارس ترامب الحكم إلى حد كبير كما كان يأمل المحافظون التقليديون، فخفض الضرائب والروتين التنظيمي، في حين واجه أعداء الولايات المتحدة في بكين وطهران وحتى موسكو".

واستطردت الصحيفة البريطانية: "لكن إذا كان بنس بمثابة غصن زيتون مطمئن للتيار المحافظ الأمريكي التقليدي، فإن فانس كان بمثابة طلقة في مرمى هذه الحركة".

ولفتت إلى أنه "من خلال جعل فانس وريثه الواضح، لم يحدد ترامب النغمة التي قد تبدو عليها ولايته الثانية فحسب، بل أيضا ما سيمثله الحزب الجمهوري في السنوات التالية".

واعتبرت "تليغراف" أن "فانس ليس مجرد مدافع عن سياسة خارجية تكون أكثر تحفظا، بل هو غوغائي مبتلى بهوس أحادي التفكير: مكافأة بوتين على شن حرب دموية غير مبررة على أوكرانيا". 

واستكملت أنه "في مجلس الشيوخ، اعتبر فانس أن حرمان أوكرانيا من المزيد من المساعدات العسكرية هو ثاني أكبر أولوياته، في حين يقوم بتشويه سمعة زملائه الذين لا يشاركونه وجهة نظره".

وقال فانس، في لحظة مضللة بشكل خاص وغير مفهومة بصراحة، إن "هناك أشخاصا قد يقتطعون أموال الضمان الاجتماعي، ويرمون أجدادنا إلى الفقر. لماذا؟ حتى يتمكن أحد وزراء زيلينسكي من شراء يخت أكبر".

وفي لحظة أخرى، اتهم فانس الولايات المتحدة بـ "السير نائمة نحو الحرب العالمية الثالثة" من خلال إعطاء الضوء الأخضر لضربات أوكرانية على أهداف عسكرية في الأراضي الروسية. 

وقالت الصحيفة إنه "ربما يدعي أنه يضع أمريكا أولا، ولكن من الأفضل أن نفهم فانس باعتباره عضوا في حشد "إلقاء اللوم على أمريكا أولا" الذي استنكره المحافظون ذات يوم. وبالمثل، لا يمكن تمييز نظرته الاقتصادية عن خصوم أسلاف اليمين".

وأضافت: "بينما زعم فانس ذات مرة أن الطبقة العاملة الأمريكية يجب أن "تتوقف عن إلقاء اللوم على أوباما أو بوش أو الشركات المجهولة، وأن نسأل أنفسنا عما يمكننا القيام به لجعل الأمور أفضل"، لجأ إلى ديماغوجية اليسار البسيطة والمحملة بالحسد منذ دخوله معترك العمل السياسي".

وأردفت: "هو من داعمي رفع الحد الأدنى للأجور والحمائية العشوائية. إنه يعارض "قوانين الحق في العمل" والتخفيضات الضريبية. إنه مفتون بلينا خان، المعينة من قبل بايدن المناهضة لقطاع الأعمال، والتي تعيث فساداً في "هيئة التجارة الفيدرالية"، وأشارت إلى أن السيناتور بيرني ساندرز (اشتراكي)، وإليزابيث وارن (شبه اشتراكية)، هما المرشحان المفضلان لديه بين المرشحين الديمقراطيين للرئاسة لعام 2020".

علاوة على ذلك، فإن إعطاء فانس الأولوية لطموحه الشخصي على كل شيء آخر يلقي حتى بادعائه بأنه محافظ اجتماعي ملتزم موضع شك. وبينما أصر فانس خلال الحملة الانتخابية على أنه يعارض الإجهاض حتى في حالات الاغتصاب وسفاح القربى، فقد خرج منذ ذلك الحين لصالح إتاحة الوصول الحر إلى عقار الإجهاض الميفيبريستون لجعل موقفه يتماشى مع موقف ترامب، بحسب التقرير.

وأشارت إلى أن "هذا لا ينبغي أن يكون مفاجئا. يدّعي فانس الآن أنه فخور بكونه نائبًا لرجل قارنه ذات مرة بهتلر، ووافق على أنه وحش جنسي متسلسل".

يقول السير روجر سكروتون في كتابه "كيف تكون محافظًا": "تبدأ النزعة المحافظة من شعور يمكن لجميع الأشخاص الناضجين مشاركته بسهولة. الشعور بأن الأشياء الجيدة يمكن تدميرها بسهولة، ولكن لا يمكن خلقها بسهولة."

لقد روى باكلي وريغان ومعاصروهم حقائق لا تحظى بشعبية. وكما لاحظ باكلي نفسه في عام 1955، فإن اليسار كان يدير "كل شيء تقريباً"، بما في ذلك الحزبان السياسيان الرئيسان. 

وعلى مدار عقود من الزمن، قاتلوا وانتصروا في معركة شاقة لإعادة التباين الذي تشتد الحاجة إليه، ناهيك عن الحكمة، إلى السياسة الأمريكية.

ووفق التقرير، فإنه على النقيض من ذلك، اتسم صعود فانس السريع بتملقه تجاه شخصية كاريزمية واحدة كان يأمل ركوب أذيالها.

وزاد: "مع ترسيخ ترامب وفانس باعتبارهما واجهة " النزعة المحافظة" الأميركية في المستقبل المنظور، فليس من قبيل المبالغة أن نقول إن قيم وروح الحركة المحافظة التي شكلها باكلي وريغان أصبحت خاملة وظيفيا، إن لم تكن ميتة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC