صفقة "الإقرار بالذنب" لهانتر تضع بايدن في مرمى الانتقادات

قد لا يواجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مشكلة حقيقية تضر بمشواره السياسي، الذي يمتد لزهاء نصف القرن، أكثر من القضايا التي تورط فيها ابنه هانتر، والتي كان يرى "بايدن" أنها شخصية بالنسبة له وحساسة إلى أبعد الحدود، حيث جعلته في مرمى انتقادات معارضيه.

وشكلت "صفقة الإقرار بالذنب" التي عقدها هانتر بايدن، مقابل تجنب عقوبة سجنه، مع المدعي العام بولاية ديلاوير ديفيد فايس، الثلاثاء الماضي، نهاية لتحقيق دام خمس سنوات، في قضايا اتهم فيها بـ"التهرب الضريبي" و"مخالفة قانون اقتناء سلاح ناري".

لكن هذه الصفقة، لم تجنب الابن هانتر، الانتقادات اللاذعة من خصوم والده بايدن، والذين اشتكوا فوراً من أن الابن "الضال"، بحسب وصفهم، تمت معاقبته بسهولة كبيرة، بحسب "نيويورك تايمز".

واتهم هانتر في قضية تهرب ضريبي، حيث تشير المعلومات إلى أنه ارتكب جريمتين ضريبيتين في عام 2017، وعام 2018، حيث كان لديه دخل خاضع للضريبة ويزيد عن 1.5 مليون دولار، لكنه لم يدفع المبالغ الضريبية المطالب بها، والتي بلغت أكثر من 100 ألف دولار، بحسب المدعي العام.

أما القضية الثانية فهي حيازته سلاحا ناريا عام 2018، عندما ضبط وهو يحمل مسدس colt cobra وكان يتعاطى المخدرات، حيث يعاقب القانون الأمريكي حيازة حمل الأسلحة للأشخاص المتعاطين، ويمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن 10 سنوات.

معاملة خاصة
 
ووفقًا لاستطلاع رأي جديد، فإن نصف الأمريكيين - بما في ذلك ثلث الديمقراطيين -  يعتقدون أن هانتر حصل على "معاملة خاصة" من المدعين العامين الفدراليين بعد موافقتهم على صفقة إقراره بالذنب، لتجنب سجنه.

وقد تباينت الردود على استطلاع "رويترز/إبسوس" بشكل كبير، حيث يعتقد 75% من الجمهوريين أن هانتر تلقى معاملة خاصة، بينما يرى 33% من الديمقراطيين الشيء نفسه.

ومع ذلك، يعتقد معظم المستجوبين أيضًا، أن محنة هانتر، لن تؤثر على قرارهم بالتصويت لإعادة انتخاب الرئيس جو بايدن في عام 2024.

وقالت نيويورك تايمز إن "بايدن يدرك أن صفقة الاعتراف بالذنب لن تكون نهاية الموضوع، حيث يجري أعضاء الكونغرس الجمهوريين تحقيقات خاصة ونشر المزيد من الاتهامات المثيرة للجدل حول ابنه، حتى وإن كانت الأدلة التي تدعم ادعاءاتهم مفقودة".

وأضافت الصحيفة، أنه بعد أشهر من الانتظار لحل قضية هانتر، كان بايدن مرتاحاً لتسوية صفقة الاعتراف بالذنب، آملا أن يخفف عن ابنه، دون أن يثير الحديث حول إدمانه من جديد، وفقاً لأشخاص مقربين منه.
وأشارت إلى أن بايدن بقي صامتاً، ليس خوفاً من التداعيات السياسية، ولكن خشية من إلحاق المزيد من الضرر بابنه هانتر.
وتعليقاً على الصفقة، قال جو بايدن للصحفيين في فعالية لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي في ولاية كاليفورنيا: "أنا فخور جدا بابني".

المصدر: نيويورك تايمز + رويترز