إعلام حوثي: غارات أمريكية على جزيرة كمران في الحديدة
بينما يلوح عام 2024 في الأفق، تغرق الولايات المتحدة في كومة من الملفات السياسية والاقتصادية التي واجهتها خلال 2023، وقد تجعل مستقبل الرئيس الديمقراطي جو بايدن على المحك قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل.
لا شك أن أبرز هذه الملفات هو الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والموقف الأمريكي المتحيز "بشكل أعمى" إلى جانب الدولة العبرية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، سارعت الولايات المتحدة إلى دعم الهجوم الإسرائيلي سياسيًا وتسليحًا، رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق إنساني وفوري للحرب.
وتعرضت الولايات المتحدة، في ديسمبر/الجاري، لانتقادات دولية، بعد استخدامها حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار قدمته دولة الإمارات العضو العربي في مجلس الأمن، لوقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة.
وأكدت واشنطن رفضها لأي وقف إطلاق نار في غزة، واكتفت بدعوة إسرائيل لـ"تقليل" الخسائر في صفوف المدنيين، وهي قضية زادت من الحديث عن ازدواجية المعايير الأمريكية.
وتسبب الموقف في انتقادات داخلية وصلت إلى داخل إدارة الرئيس جو بايدن، في وقت أظهرت فيه استطلاعات الرأي انخفاض شعبية بايدن في صفوف الشباب والأمريكيين العرب والمسلمين.
أوكرانيا.. صداع مزمن
وبجانب غزة، شكلت الحرب في أوكرانيا صداعًا للإدارة الأمريكية، منذ بدء العام وحتى ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد أن اصطدمت مساعي الديمقراطيين بعراقيل الجمهوريين في الكونغرس.
ويريد المشرّعون الجمهوريون وقف الدعم ورفضوا المصادقة على حزمة جديدة، ما لم يوافق الديمقراطيون أولاً على إجراءات صارمة لكبح الهجرة عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
ورغم أن الرئيس بايدن جعل المساعدات لأوكرانيا أولوية وقدم لها مليارات الدولارات، إلا أن الحرب في غزة حرفت أنظار الإدارة الأمريكية قليلاً، وهو ما أثار مخاوف من خسارة استراتيجية جديدة أمام الدب الروسي بعد خسائر الغرب في أفريقيا.
وفي أبريل/نيسان، تعرضت واشنطن لإحراج عالمي بعد أن تم تسريب وثائق خطط البنتاغون بشأن أوكرانيا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحتوي على مخططات وتفاصيل بشأن الجيش الأوكراني وعدد الضحايا لكل من أطراف الحرب وما يحتاجه الجيش الأوكراني من معدات وغيرها من المعلومات الحساسة وصُنفت الوثائق على أنها سرية للغاية.
الصين وأمريكا
شهد التنافس العالمي بين الولايات المتحدة والصين، توترًا منذ بداية العام بدءًا من التداعيات المستمرة لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان في نهاية 2022، وحتى دخول منطاد تجسس صيني، في يناير/كانون الأول، إلى الأراضي الأمريكية قبل إسقاطه، مطلع فبراير/شباط.
وفاقمت الأنشطة العسكرية الصينية حول تايوان التوتر في العلاقات، فضلاً عن القلق الأمريكي المتزايد من توسع الترسانة النووية والبحرية للمارد الآسيوي.
وفي مواجهة انتقادات أمريكية، اتهمت بكين واشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية، من خلال دعم الانفصاليين في تايوان، والسعي إلى عرقلة صعود الصين على مستوى العالم.
وفتحت حرب غزة بابًا آخر للتوتر بين الدولتين، إذ رفضت الصين إدانة حركة حماس بعد الهجوم على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وبعد الهجوم، التقى جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ، في كاليفورنيا وعقدا قمّة أعادت إطلاق الحوار بين البلدين المتنافسين، لكنها أخرجت أيضًا إلى العلن الخلافات التي تباعد بين واشنطن وبكين، لا سيّما حول ملف تايوان.
صدمات خاصة وأزمات مالية
وإلى جانب انشغالها الولايات المتحدة بالأزمات الخارجية، كان لديها مشكلاتها الداخلية بشكل مبكر منذ بداية العام، إذ شهد يناير/كانون الثاني، مقتل رجل أسود على يد الشرطة في حادثة جددت الاحتجاجات والمطالبات بإصلاح الشرطة.
وفي الشهر ذاته، بدأت بوادر مصاعب مالية، مع وصول الحكومة إلى سقف ديونها المسموح بها، ما أدى إلى أزمة سقف الدين، وهي قضية أشغلت الرأي العام في البلاد طيلة 2023، إضافة للمخاوف من ارتفاع التضخم والركود الاقتصادي.
ويمكن اعتبار مارس/آذار، شهر انهيار البنوك في أمريكا، بعد أن عانى بنكان كبيران من فشل، بينما دخل بنك آخر في التصفية تحت ضائقة مالية.
وأعلن البنك الأول، بنك سيلفر جيت أنه سيتوقف عن ممارسة أعماله، بعد ذلك بيومين، حدث هلع مصرفي في بنك وادي السيليكون، الذي كان قد قدم قروضًا كبيرة لشركات التكنولوجيا الناشئة، مما تسبب في انهياره، وبعد ذلك بأيام كانت الجهات التنظيمية تغلق بنك سيغنتشر، الذي يتعامل بشكل متكرر مع شركات العملات المشفرة.
وشهد الشهر ذاته تقديم لائحة اتهام ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، في التورط في دفع مبالغ مالية لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، وأخرى تتعلق بسجلات تجارية مزورة، وهو أول رئيس أمريكي يواجه اتهامات من هذا النوع.
ومثل ترامب أمام القضاء في عدة قضايا أخرى أبرزها سوء تعامله المزعوم مع وثائق سرية عقبَ انتهاء فترة رئاسته.
ولم يمر العام 2023 دون كوارث في أمريكا، إذ تعرضت ولاية هاواي الأمريكية، تحديدًا جزيرة ماوي، في أغسطس/آب لحرائق غابات واسعة أدت إلى عمليات نزوح وإخلاء، وخسائر مادية فادحة، وقتلت أكثر من 100 شخصًا.
وديع الفيوم
قتل وديع الفيوم، وهو طفل أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 6 أعوام، عندما تعرض للطعن 26 مرة في منزله في بلاينفيلد، إلينوي، على خلفية هجوم "حماس"، كما تعرضت والدته لجراح خطيرة.
ووصفت السلطات الأمريكية الهجوم بأنه مناهض للمسلمين، ومعادٍ للفلسطينيين، لكن وسائل إعلام ربطت الحادثة بازدواجية الإعلام الأمريكي، وبث مزاعم إسرائيلية دون التحقق منها.
