الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صافرات الإنذار تدوي في مسغاف عام ومرجليوت على الحدود مع لبنان
يقول الخبير السياسي المصري أحمد عطا، لـ"إرم نيوز"، إن الردّ الإسرائيلي على الضربة الإيرانية محكوم بالعديد من العوامل، منها: التوترات السياسية والدبلوماسية مع المجتمع الدولي، والتأثير الذي قد يشكله الرد العسكري على العلاقات الخارجية لإسرائيل.
ويؤكد عطا، في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، أن الجيش الإسرائيلي يلقى مواجهة شرسة مع حزب الله في جنوب لبنان، مشيرًا إلى خطة إسرائيلية وهي احتلال أجزاء من لبنان وسوريا والعراق في المرحلة الأولى، وسيكون الجنوب اللبناني هو الممر لتحقيق هذه الخطة.
ويعتقد الخبير السياسي أن الحرب الإقليمية هي عبارة عن قرار مؤجل حبيس أدراج نتنياهو والإدارة الأمريكية، ولكن لن تكون هناك حرب شاملة، إلا بعد الانتخابات الأمريكية.
توقيت الرد الإسرائيلي على ضربة إيران.. هل حان؟ ومتى؟
يوجد في العلوم العسكرية مصطلح يُعرف بـ"ضباب الحرب"؛ ويشير إلى صعوبة التنبؤ بكل مخرجات الحرب، وهذا ما يحدث تمامًا بين إسرائيل وحزب الله - التحرك داخل الكواليس بين أمريكا وإسرائيل من جهة، وبين أمريكا وإيران من جهة أخرى.
فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على تحديد التوقيت المناسب للرد على هجوم عسكري من إيران، منها: قد يتم النظر في القدرة العسكرية لإسرائيل ومدى إمكانية تحقيق الفوز في حالة الرد، وكذلك التوترات السياسية والدبلوماسية مع المجتمع الدولي، والتأثير الذي قد يشكله الرد العسكري على العلاقات الخارجية لإسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم الأخذ في الاعتبار الأضرار المحتملة للعملية العسكرية وتكلفتها البشرية والمادية. لذلك، لا يمكن تحديد توقيت محدد للرد على ضرب إيران عسكريًّا، ويجب أن يتم تقييم كل حالة على حدة وبناءً على الظروف المحيطة بها.
التوغل الإسرائيلي البري في لبنان.. ما الذي تحقق منه؟ وإلى أين سيصل؟
حتى هذه اللحظة، الجيش الإسرائيلي يلقى مواجهة شرسة مع حزب الله في جنوب لبنان، فهو يحاول التقدم باتجاه القرى الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة في القطاع الشرقي.
حاول الجيش الإسرائيلي، في اليومين الماضيين، استحداث محاور تقدم جديدة في القطاع الغربي من اتجاه موقعي رأس الناقورة وجل العلام باتجاه المشيرفة واللبونة، محاولًا الاستفادة من التضاريس التي يعتقد أنها ستساعده..
عاود الجيش الإسرائيلي، مرة أخرى، من خلال ثلاث محاولات متكررة، التقدم باتجاه بلدة لبونة، فتصدى له حزب الله في كل محاولة بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة وأجبروه على التراجع متكبدًا خسائر فادحة في صفوف جنوده..
معنى هذا، أن فكرة هزيمة حزب الله واحتلال إسرائيل جنوب لبنان ضرب من ضروب الخيال المستحيلة، إن لم يحصل على مشاركة عسكرية أمريكية، وهذا لن تفعله أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، بل ستكتفي بالدعم المالي واللوجستي والتسليحي.
لهذا، عندما تحرك نتنياهو نحو جنوب لبنان، كان الهدف غير المعلن بالنسبة له أن يصرف نظر العالم عن ما يحدث في قطاع غزة، الذي أمضى فيه عامًا كاملًا.
هل ستمتد تداعيات حربي غزة ولبنان إلى ما هو أبعد؟ ما خطورة الأمر؟
نعم، هناك خطة إسرائيلية وهي احتلال أجزاء من لبنان وسوريا والعراق في المرحلة الأولى، وسيكون الجنوب اللبناني هو الممر لتحقيق هذه الخطة. لهذا، فهذه الحرب التي تدور بين حزب الله وإسرائيل بنظام الفوتومونتاج؛ أي حرب مرحلية، ستمتد لفترة زمنية لا يمكن تحديدها..
إسرائيل تراهن على هذه النوعية من الحروب اعتمادًا على ضعف البنية الاقتصادية والعسكرية لحزب الله، وهو ما حدث مع حماس والفصائل الفلسطينية بعد مرور عام من المواجهات، والنتيجة دُمرت غزة بالكامل، وتمت إبادة الأطفال والنساء بشكل يفوق ما فعله النازيون، فأمريكا تحارب في جبهات مختلفة بتخطيط أمريكي ودعم عسكري غربي.
وما المخاوف التي تعتري مصر من هذه الحرب؟
هي ليست مخاوف بقدر ما هي تأثيرات مدمرة على الاقتصاد المصري – فقد كانت جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية خير دليل على ما حدث للاقتصاد المصري، فماذا لو نشبت حرب إقليمية وتوقفت الملاحة في البحر الأحمر؟
ستتوقف وقتها عوائد قناة السويس، التي انخفضت بسبب استهداف السفن في البحر الأحمر من قبل الحوثي إلى %40 خلال العام الجاري – والاقتصاد المصري من الاقتصادات الهشة التي لا تقوى على الكوارث والحروب ونتائجها المدمرة.
هل لا تزال هناك مخاوف من نشوب حرب إقليمية أو حرب شاملة؟ وما مؤشرات ذلك؟
الحرب الإقليمية هي عبارة عن قرار مؤجل حبيس أدراج نتنياهو والإدارة الأمريكية، ولكن لن تكون هناك حرب شاملة، إلا بعد الانتخابات الأمريكية، وإذا وقعت حرب ستكون في الربيع القادم، لأن الشتاء يصعب فيه حدوث حرب شاملة، إلا أن توقيت هذه الحرب بيد أمريكا وإسرائيل..
في الوقت نفسه، نتنياهو يتحرك في مسارين الآن، هما: تصفية قيادات حزب الله في لبنان أولًا، وإضعاف البنية العسكرية لحزب الله بشكل مرحلي ثانيًا.
في رأيك، ما أفق وقف الحرب في غزة ولبنان؟
أفق وقف الحرب هو أن تتخلى إسرائيل عن مشروعها التاريخي، التي تمهد فيه لاستقبال المسيح المخلص، وهذا لن يحدث ولن يوافق عليه يهود أمريكا الذين يباركون تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير وقيادة إسرائيل للمنطقة العربية.
