الخارجية الأمريكية: نحث مواطنينا على عدم السفر إلى لبنان والمتواجدين هناك على المغادرة

logo
العالم

قبيل الانتخابات الفرنسية.. انقسام اليسار في مواجهة "اليمين المتطرف"

قبيل الانتخابات الفرنسية.. انقسام اليسار في مواجهة "اليمين المتطرف"
14 يونيو 2024، 9:39 ص

اعتبر محللون فرنسيون أن الانقسامات العميقة داخل أحزاب اليسار قد تحول دون تكوين اتحاد قوي في مواجهة صعود "اليمين المتطرف" في فرنسا.

يأتي ذلك بعد حل البرلمان الفرنسي، وقرار إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في فرنسا، في 30 يونيو/حزيران، والإعادة في 7 يوليو/تموز.

وسيقدم حزب البيئة والخضر في فرنسا، وحزب فرنسا المتمردة، والحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي، مرشحين فرديين في كل دائرة انتخابية.

ولكن تظل العديد من التساؤلات بلا إجابة، وأبرزها: أين سيكون موقع زعيم حزب فرنسا المتمردة اليساري المتطرف، جان لوك ميلانشون، الذي أصبح شخصية معارضة للعديد من حلفائه السابقين؟

ومن جانبه، قال أستاذ علوم الإعلام والاتصال في جامعة باريس أرنو ميرسييه لـ"إرم نيوز": "إذا كان جان لوك ميلانشون قادرا على الاستفادة من الديناميكية الانتخابية الوطنية للانتخابات الرئاسية في عام 2022، فإن هذا السياق لم يعد ذا صلة اليوم".

وأضاف أنه "يبدو أن جان لوك ميلانشون نفسه لا يرغب في إعلان نفسه مرشحا ليصبح رئيسًا للوزراء ويدخل قصر "ماتينون" لرئاسة الوزراء، خلال هذه الانتخابات التشريعية".

وداخل الاتحاد اليساري، تود القوى الثلاث الأخرى (الحزب الشيوعي والاشتراكي والبيئة) الاستغناء عنه، إذ أعلن الزعيم الاشتراكي أوليفييه فور صباح الثلاثاء على محطة "تي.إف.1" الفرنسية، أنه "لا يوجد منطق" في أن يكون زعيم فرنسا المتمردة "مرشح" اليسار لمنصب رئيس الوزراء.

وقال الشيوعي فابيان روسيل لقناة فرانس 2: "إن زعيم فرنسا المتمردة لم يرد اسمه في المناقشات حول اختيار مرشح الائتلاف".

ويتعرض جان لوك ميلانشون لانتقادات متزايدة بسبب ميله إلى التصرف بمفرده دون تشاور، بمواقفه من أعمال الشغب في الضواحي، وبفرض إستراتيجيته في عرقلة إصلاح نظام التقاعد، حيث تراجعت شعبيته.



فيما قالت أستاذة العلوم السياسية وعلم الاجتماع في كلية كيدج للأعمال فيرجيني مارتن لـ"إرم نيوز"، إن عددًا كبيرًا من الأشخاص على اليسار ابتعدوا عن ميلانشون، لا سيما بسبب القضايا النسوية، كما يُنظر إليه على أنه شخصية شبيهة بشخصية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن".

وفي المقابل، فإن شخصية جان لوك ميلانشون وتعليقاته جعلت منه محبوبا لدى العديد من الفرنسيين وجزء من الناخبين اليساريين، بحسب قناة "فرانس 24".

بيرغر أم روفين؟

ولكن بعد ذلك، كيف يمكن تحديد الشخصية التي من المحتمل أن تصبح رئيسًا للوزراء في حال فوز اليسار في الانتخابات التشريعية؟

زعيم الحزب الاشتراكي، رافائيل جلوكسمان اقترح تعيين الأمين العام السابق لائتلاف النقابات العمالية، لوران بيرغر، رئيسًا للوزراء.

يمكن أن تختار الجبهة الشعبية عدم ترشيح مرشح لقيادة حكومة التعايش التي ستخرج من صناديق الاقتراع.
ريمي لوفيفر، أستاذ علوم سياسية

وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فور، الذي يدعو إلى حكومة منفتحة على المجتمع المدني: "هذا يسمح لنا بالقول إن الجبهة الشعبية ليست مجرد اتفاق بين الأحزاب السياسية، بل يجب أن تكون شيئًا أوسع نطاقًا".

بينما طرحت النائبة المدافعة عن البيئة ساندرين روسو خيارا آخر، وهو المنشق عن حزب فرنسا المتمردة، فرانسوا روفين.

من جانبه، حذر أستاذ العلوم السياسية المتخصص في اليسار، ريمي لوفيفر، في حديثه لـ"إرم نيوز" من أن "جان لوك ميلانشون وحزبه لن يسمحا لفرانسوا روفين بتولي زمام الأمور".

وقال: "سيرفض ميلانشون دائمًا السماح لروفين بقيادة الائتلاف، لأنه يعتبره الآن منافسًا محتملًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2027".

وأضاف: أمام غياب شخصية موحدة، يمكن أن تختار "الجبهة الشعبية" عدم ترشيح مرشح لقيادة حكومة التعايش التي ستخرج من صناديق الاقتراع في 7 يوليو/تموز.

وواصل الخبير قائلًا: "يمكن أن تتم الحملة مع متحدثين رسميين، واحد لكل حزب... يجب عليهم أولاً الاتفاق على البرنامج والدوائر الانتخابية، وهو أمر معقد للغاية بالفعل خلال أسبوع".

إعادة توزيع الأوراق

ومع تصريحهم بالإجماع على أن اتحاد اليسار حول "جبهة شعبية" للانتخابات التشريعية المرتقبة لن يتم تحت قيادة جان لوك ميلانشون، فإن حلفاء فرنسا المتمردة، الاشتراكيين والشيوعيين والبيئيين يعيدون توزيع الأوراق.

ودعا هؤلاء إلى "ترشيحات فردية من الجولة الأولى" للانتخابات التشريعية في 30 يونيو/حزيران لتقديم بديل للتجمع الوطني، وحزب النهضة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

واستؤنفت المفاوضات يوم الثلاثاء 11 يونيو/حزيران لبلورة برنامج مشترك وتوزيع الدوائر الانتخابية البالغ عددها 577 دائرة، لكن اختيار شخصية تجسد هذا الاتحاد لا يزال معلقًا.

أخبار ذات صلة

حل الجمعية الوطنية وتعليق مجلس الشيوخ.. فرنسا تواجه عطلا تشريعيا

           
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC