تقرير: هكذا ورط اعتقال الصحفي الإيراني "روح الله زم" استخبارات الحرس الثوري
لا تزال واقعة اختطاف الحرس الثوري واعتقاله للصحفي الإيراني ومدير موقع "آمد نيوز" المعارض، روح الله زم، تُثير جدلًا في الأوساط السياسية الإيرانية؛ وذلك لما تكتنفه الواقعة من غموض سواء في تفاصيل اعتقاله وكذلك هُوية الجهات والشخصيات داخل إيران التي كانت تمده بالمعلومات والتقارير.
وألقى تقرير إخباري، اليوم الخميس، نشره موقع "إيران واير" المعارض الضوء على واقعة اعتقال روح الله زم، حيث رأى أنه رغم ما أعلنته طهران من انتصار من قدرة أجهزة استخبارات الحرس الثوري على الإيقاع بالصحفي الذي يترأس أحد المنابر المعارضة للنظام إلا أن هذا الملف وضع استخبارات الحرس في موقع حرج ومعقد للغاية.
وأوضح التقرير أن العديد من المسؤولين في الداخل الإيراني باتوا اليوم في دائرة الشك حول ضلوعهم في التعاون مع الصحفي روح الله زم، لافتًا إلى أن محتوى ومعلومات تقارير الموقع المعارض "آمدنيوز" تُشير إلى تعاون طيف واسع من المسؤولين، لا سيما الأمنيين والحكوميين مع الموقع.
وأشار إلى أن استخبارات الحرس الثوري تعكف هذه الأيام بعد اعتقالها الصحفي المعارض واستدعائه إلى طهران على التحقيق معه بهدف الوصول إلى اعترافات تكشف العديد من المسؤولين والجهات المتورطة في مده بالمعلومات التي يستخدمها الصحفي لنشر تقارير مفصلة عن حالة الشارع والأجواء داخل إيران.
واعتبر التقرير أنه في حال اعترف روح الله ستطال اعترافاته مسؤولين بارزين في النظام الإيراني لن يخرجوا عن دائرة القوة القضائية والمؤسسات الخاضعة للمرشد بل وأجهزة الحرس الثوري ذاته.
ورأى أن مدير جهاز استخبارات الحرس الثوري، حسين طائب، سيواجه أزمة معقدة فضلًا عن فشل جهازه في قضية الصحفي روح الله وهي رد فعل جهازه ومواجهته للتيارات والجهات والمسؤولين الذين سيكشف عنهم الصحفي المعارض ضمن اعترافاته.
ونوَّه إلى أن "روح الله زم" اعترف حتى الآن بصلته بمدير موقع "عماريون" محمد حسين رستمي، وتعاون الأخير مع موقع "آمد نيوز" المعارض، الأمر الذي أثار ردة فعل شديدة بالنفي من قبل رستمي؛ وهو من أُدين سابقًا بالتجسس لصالح إسرائيل عن طريق موقع "آمدنيوز" ذاته في العام 2017.
وكشف أن مدير موقع عماريون والذي يقضي حاليًا مدة سجنه في معتقل إيفين في طهران، نشر تسجيلات صوتية ضمن نفيه معرفته وتعاونه مع موقع "آمد نيوز" ومديره روح الله زم، فيما هاجم في تسجيله مدير استخبارات الحرس حسين طائب بل وهدده بكشف معلومات عن علاقته به.
وعلّق التقرير على أزمة استخبارات الحرس ومديرها حسين طائب، قائلًا:"إن واقعة اعتقال روح الله زم تُضاف إلى سوابق حسين طائب في رئاسته لجهاز استخبارات الحرس من حوادث تصفية، واختطاف المعارضين، لا سيما من هم خارج إيران، الأمر الذي سيتطلب منه توضيح نشاط استخبارات الحرس".
ووصف تقرير "إيران واير" اعتقال الصحفي روح الله بالطُعم الذي أطلقه حسين طائب واستخبارات الحرس الثوري للإيقاع ببعض معارضي النظام والجهات التابعين لها، معتبرًا أن هذا الطُعم ذاته يُمكنه أن يقف في حلق صائده لما له من عواقب من الممكن أن تكشف تورط مسؤولين بارزين بالتعاون مع المعارضين للنظام.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، منتصف أكتوبر الجاري، اعتقال الصحفي المعارض روح الله زم، في "عملية استخباراتية معقدة"، فيما أشارت تقارير إخبارية إلى احتمالية تعاون أجهزة فرنسية وعراقية في اعتقال الصحفي المعارض، فيما لم تعلن السلطات الإيرانية أي تفاصيل عن اعتقاله حتى الآن.
