حزب الله يقول إنه قصف بالصواريخ تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في ثكنة "زرعيت"
منذ فبراير / شباط 2022، واندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، لم تغادر الطائرات الروسية الانتحارية سماء كييف، ولكن يبدو ومع احتدام المعركة وتوغل الدب الروسي في الأراضي الأوكرانية بشكل غير مسبوق، حان وقت الإعلان عن ضيف روسي جديد لجبهة القتال الجوي داخل السماء الأوكرانية.
وللمرة الأولى، وخلال الساعات الماضية، أعلنت موسكو عن اختبار طائرات انتحارية جديدة تُسمى "تريبونال"، وتم تصميم هذه المقاتلات داخل الأراضي الروسية، وتحديدًا في"نوفوسيبيرسك" منطقة العمليات العسكرية لموسكو، بحسب تقرير لوكالة "تاس" الروسية.
المقاتلات الروسية الجديدة "تربيونال"، يزيد مدى طيرانها على 10 كيلومترات، ولديها القدرة على حمل 3 كيلو غرام، وتستهدف المسيرات الأوكرانية، وتحديدا في جنوب غرب البلاد.
ويطلق عليها في موسكو "مقبرة المسيرات الأوكرانية"، بعد نجاحها في اعتراض وتدمير مئات المسيرات خلال الساعات الماضية.
وحول المقاتلة الجديدة، قال نيكولاي زيرنوف، ممثل الشركة التي طورت المقاتلات الانتحارية "تريبونال": إن "ردود الفعل من الجبهة إيجابية، وتم إرسال نحو 500 طائرة دون طيار إلى الخطوط الأمامية منذ سبتمبر / أيلول الماضي، فيما تخطط الشركة لإمداد القوات، برقم مماثل شهريا.
طائرات إسرائيلية ثم إيرانية
وتعليقًا على هذا، قال العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن "روسيا حتى وقت قريب لم تكن لديها طائرات مسيرة، واعتمدت في بداية الأمر على طائرة إسرائيلية مسيرة في المراقبة العسكرية، ثم دخلت في تعاون كبير مع إيران والتي قامت بتزويدها بنحو "2000" طائرة مسيرة".
وأشار الخبير العسكري، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن دخول روسيا لمرحلة تصنيع وإنتاج طائرة قتالية بدون طيار والتي تم الإعلان عنها باسم "تريبونال" وتلقب بالطائرة "الانتحارية"، هو تغير نوعي، فرضته الحرب مع أوكرانيا، ويأتي في إطار توجهات روسيا لزيادة إنتاجها من السلاح.
وشدد العميد ملاعب، على أن الطائرات الانتحارية الروسية الجديدة «تريبونال»، قد يكون لها دور كبير في مساعدة القوات الروسية، وتدعيم تقدمها داخل الأراضي الأوكرانية، لتعزيز موقفها على جبهات القتال المختلفة، وضرب الأهداف بكفاءة عالية من خلال الأقمار الصناعية.
وأكد الخبير العسكري ملاعب، أن العالم يتجه الآن لإنتاج الطائرات المسيرة، باعتبارها سلاحا فعالا في الحروب، وهو أقل تكلفة مقارنة بالأسلحة الأخرى، ويمكنها أن تلعب دورًا إستراتيجيًّا في المعارك الحربية، ولكن يبقى تقدم القوات على الأرض هو العنصر الحاسم في أي معركة.
ومن جهته، قال آصف ملحم، مدير مركز «JSM» للأبحاث والدراسات الروسية، إن "إنتاج الدرون "التريبونال" الروسي الجديد الانتحارية، تم إنتاجها في إحدى المؤسسات الهندسية العلمية في "نوفوسيبيرسك"، وهي مقاطعة توجد بها العديد من المؤسسات العملية البحثية والفنية الهندسية وغيرها، وحتى الآن تم إنتاج حوالي 500 نوع من هذا الدرون الانتحاري، ويبلغ مداه للطيران حوالي 10 كم بعد الاختبار، أما وزنه فحوالي 3 كم.
وأكد مدير مركز «JSM» للأبحاث والدراسات الروسية، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن هذا النوع من المسيرات يتمتع باستقرارية عالية، وفي الواقع فإن من أهم التحديات التي كانت تواجه روسيا هي صناعة «الدرونات» القتالية والصغيرة الحجم.
وفيما يتعلق بالدرون القتالي، كانت بشكل عام تستخدم في روسيا للتطبيقات المدنية، ولكن بعد الحرب الروسة الأوكرانية، تبين أن لها أهمية كبيرة، وبالتالي بدأت تتجه روسيا نحو صناعات الدرون القتالي كبير الحجم.
مناورات قتالية
وفيما يتعلق بالدرونات صغيرة الحجم، فتنبع أهميتها، بحسب ملحم، من صعوبة رصدها بواسطة الرادارات، وتستطيع المناورة، مستخدمة في ذلك الظروف الطبيعية للوصول إلى المدن والأهداف بسهولة، خاصة في روسيا التي تواجه نقصا كبيرا في الأيدي العاملة في المؤسسات الصناعية العسكرية، وبين المقاتلين على الجبهات، وبالتالي فإن وجود مثل هذا الدرون الصغير، سينوب عن الجندي تقريبًا.
وأشار ملحم، إلى أن درون "تريبونال" الانتحاري الصغير في الحجم، سيكون له دور مهم في المعركة بالمستقبل، لكن نظرا لأن عدد الدرونات التي تم إنتاجها من هذا النوع "تريبونال"، محدود، فلا يمكن أن نعطي تقييمًا موضوعيًّا عن أثر هذا الدرون في القتال الآن.
ومع صناعة عدد أكبر من هذه الدرونات الانتحارية، سيكون لها أثر كبير في سير المعارك بشكل عام والمعركة الحالية مع الأوكران بشكل خاص، وفق ملحم.
