حراك أمريكي - إسرائيلي جديد بشأن "صفقة القرن"
حراك أمريكي - إسرائيلي جديد بشأن "صفقة القرن"حراك أمريكي - إسرائيلي جديد بشأن "صفقة القرن"

حراك أمريكي - إسرائيلي جديد بشأن "صفقة القرن"

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الخميس، عن تفاعل أمريكي - إسرائيلي جديد بشأن خطة السلام المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

وتزعم التقارير الإسرائيلية أن واشنطن سلمت تل أبيب رسائل تتضمن اشتراطها لإعطاء الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، قبول الأخيرة الخطة الأمريكية كاملة، بما في ذلك البند الخاص بإجراء مفاوضات مع الجانب الفلسطيني بناء على الأسس التي حددها الرئيس دونالد ترامب.

وتشهد الفترة الحالية حالة من الزخم فيما يتعلق بمخطط إسرائيلي لضم غور الأردن وشمال البحر الميت والكتل الاستيطانية الكبرى بالضفة الغربية المحتلة للسيادة الإسرائيلية، لا سيما أن الاتفاق الائتلافي الذي جرى التوصل إليه بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وزعيم "أزرق أبيض" بيني غانتس، يضع مسألة ضم المستوطنات على رأس أولويات حكومة الوحدة التي يفترض أن تتشكل.

ووفق تقرير لقناة "الأخبار 13" العبرية، الخميس، فقد أكدت الرسائل الأمريكية لتل أبيب، والتي تسلمها نتنياهو وذهبت منها نسخ إلى مستشاريه المكلفين بالعمل على هذا الملف، فإن البيت الأبيض "سيعطي إسرائيل الضوء الأخضر لضم الضفة لو أعلنت الأخيرة قبول خطة ترامب بالكامل".

وطرح الرئيس الأمريكي خطة السلام أو ما تعرف بـ"صفقة القرن" في كانون الثاني/ يناير الماضي، عقب اجتماعين منفصلين مع نتنياهو وغانتس في البيت الأبيض، وبمقتضاها ستبقى مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لليهود، فيما سيكون على الفلسطينيين الاعتراف بذلك وتأسيس عاصمة دولتهم في بلدة أبو ديس، على أن يطلقون عليها المسمى الذي يرغبون، بما في ذلك مسمى "القدس".

القناة العبرية أكدت الخميس، أن الرسائل وصلت إلى نتنياهو وفريق عمله، عبر عدة قنوات إحداها دبلوماسية، من خلال السفير الأمريكي في إسرائيل، المحامي اليهودي دافيد فريدمان، وهذا الأخير كان قد أشار عقب اجتماع اللجنة الإسرائيلية – الأمريكية المكلفة بترسيم خرائط الضفة قبل أكثر من شهرين، إلى أن واشنطن "بحثت مع تل أبيب حول تطبيق خطة السلام وليس تطبيق مسألة ضم الضفة الغربية بشكل خاص".

المسؤولون الأمريكيون الذين كشفوا مسألة الرسائل قالوا للقناة إنهم أوضحوا أمام نتنياهو أنهم لن يعملوا بناء على أجزاء فقط من خطة ترامب، وشددوا على أن إسرائيل "لن يكون بمقدورها تطبيق البنود التي تفضلها وتتجاهل البنود التي لا تفضلها، وأن عليها قبول الخطة كحزمة واحدة".

ونقلت القناة عن المسؤولين الأمريكيين أن واشنطن ستكون مستعدة للاعتراف بضم الضفة للسيادة الإسرائيلية كجزء من مسيرة واسعة تتفق فيها تل أبيب مع السلطة الفلسطينية على الأسس التي وردت في خطة ترامب، ونقلت عنهم أيضا: "ينبغي أن يكون الضم جزءا من مقترح إقامة دولة فلسطينية على أساس شروط محددة، من ناحية المساحة وحجم المساعدات الاقتصادية السخية التي ستقدم للسلطة".

وتابعت القناة العبرية أن البيت الأبيض حاليا في انتظار إدلاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة بالقسم، كما أن الأسبوع الماضي شهد اتصالا هاتفيا بين غاريد كوشنير، ومستشار الرئيس الأمريكي وصهره، وبين زعيم "أزرق أبيض" بيني غانتس، من دون أن يتم تسريب تفاصيل الاتصال.

ويترقب البيت الأبيض، وفق تقرير القناة، أن يعلن نتنياهو عقب تشكيل الحكومة ويعترف بخطة السلام الأمريكية، وأن يكون مضمون الإعلان مقبولا بالنسبة لشريكه غانتس، لأن البيت الأبيض على قناعة بأن كل خطوة ستتم على صعيد الملف الفلسطيني، بما في ذلك إعلان ضم الضفة الغربية، ينبغي أن يحظى بإجماع إسرائيلي واسع النطاق، وألا تأتي الخطوة بشكل متعجل أو عبر حكومة ضيقة.

يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، كان قد أبدى يوم الأربعاء الماضي، ترحيبا كبيرا بالتوصل إلى اتفاق ائتلافي بين نتنياهو وغانتس، وأعلن أن تنفيذ إجراءات ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل "قرار يعود اتخاذه إلى تل أبيب".

وأجرى نتنياهو، في الأيام الأخيرة، حوارا بتقنية الفيديو مع ممثلين عن الحركة الإنجيلية، صاحبة النفوذ والتأثير الكبير على صناعة القرار بالولايات المتحدة الأمريكية، وأكد أمامهم أنه على قناعة بأن الرئيس ترامب سينفذ تعهداته بشأن "صفقة القرن"، وأنه سيعمل على تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، معربا عن مخاوفه من حدوث مفاجآت في الانتخابات الأمريكية المقبلة، من بينها عودة الديمقراطيين للبيت الأبيض.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com