هل يحسم "كورونا" مصير السباق الأمريكي الصيني على الكعكة الأفريقية؟
هل يحسم "كورونا" مصير السباق الأمريكي الصيني على الكعكة الأفريقية؟هل يحسم "كورونا" مصير السباق الأمريكي الصيني على الكعكة الأفريقية؟

هل يحسم "كورونا" مصير السباق الأمريكي الصيني على الكعكة الأفريقية؟

في الوقت الذي تستعد فيه أفريقيا للتعامل مع انتشار فيروس كورونا المستجد، تدعي كل من الصين والولايات المتحدة أنها أكبر داعم لأفريقيا، ولكن خطر هذا التنافس المتصاعد يتعلق بما هو أكثر من مجرد مكافحة الفيروس.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أشار إلى أنه لا توجد أية دولة تنافس ما تفعله الولايات المتحدة فيما يتعلق بمكافحة كورونا في أفريقيا، وقال "ما من دولة دعمت أو ستدعم الصحة العالمية أكثر من الولايات المتحدة".
ووفقًا لصحيفة "بي بي سي أونلاين" البريطانية، تحدث بومبيو في مؤتمر عبر الهاتف مع مجموعة صغيرة من الصحفيين الأفارقة والمقيمين في أفريقيا.
ولا يعتبر هذا الأسلوب غريبا على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي كانت من الواضح أنها تحاول تلميع صورتها الدولية في أعقاب قرارها بإدارة ظهرها لمنظمة الصحة العالمية في ذروة أزمة صحية عالمية.
وأشار الصحافي في "بي بي سي"، أندرو هاردينغ، إلى أن مبلغ الـ 170 مليون دولار من المساعدات الجديدة التي كان بومبيو يتباهى بإعطائها لأفريقيا، تضاهيها تبرعات أحد مليارديرات الصين، مثل جاك ما.
وقبل بضعة أيام، كُتِبَ مقال عن أفريقيا في صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية التي تديرها الدولة، وسلط الضوء على مدى تحول أفريقيا إلى زاوية صغيرة في ساحة المعركة الجديدة للحرب الباردة بين واشنطن وبكين، والتي تحولت فيها أزمة كورونا إلى نوع من الصراع بالوكالة.



هجوم على الديمقراطية الغربية

وتفاخر مقال "غلوبال تايمز"، بأن "النظام السياسي القوي في الصين عزز نجاحها في مواجهة كورونا، وجادل بأن الوقت قد حان لكي تنهي الدول الأفريقية تجربتها الفاشلة مع الديمقراطية الغربية متعددة الأحزاب، وهي تجربة أدت إلى عدم المساواة، والانقسامات العرقية والدينية، والعنف، وتدمير الأرواح والممتلكات، وأصرت على أن تتبع أفريقيا مسار الدولة الواحدة الصين".
وبعد ذلك بوقت قصير، كتب مقال آخر في صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية التي تديرها الدولة، وأشاد بـ تأثير "الدومينو" لمبادرة الحزام والطريق الطموحة في أفريقيا، وهي إستراتيجية عملاقة للاستثمار والبنية التحتية، من شأنها تسريع إنقاذ القارة من العبودية والاستعمار والسيطرة الاستعمارية الجديدة ووباء كورونا.
وكان رد بومبيو على ذلك قصيرا، حيث أشار إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يفرض "مبلغًا كبيرًا من الديون على الدول الأفريقية بشروط مرهقة للغاية، ستؤثر على الشعوب الأفريقية لفترة طويلة".
وبعد بضعة أيام على محادثة افتراضية على تطبيق زووم حول العلاقات الصينية الأمريكية في أفريقيا، والتي وصفها المشرف بأنها "مبارزة متزايدة السمية"، جادلت البروفيسور الصينية، تشانغ يانكيو، بأن الفيروس التاجي يساعد الصحافيين الأفارقة على تقدير فضائل الإعلام الصيني.
وقالت"تركز وسائل الإعلام الغربية على الأخبار السيئة والسلبية، لكن القراء أرادوا المزيد من القصص الإيجابية خلال فترة الأزمة".
وبعبارة أخرى، قالت إنهم "يريدون نموذج الصين للصحافة البناءة"، وذكرت أنها واجهت في الآونة الأخيرة حماسًا واضحًا تجاه النموذج بين الصحافيين الإثيوبيين، ولكن هل ستتأثر الصحافة الأفريقية بهذه السهولة؟
وعندما سُئل بومبيو عما إذا كان يعتقد أن صورة أمريكا في أفريقيا قد تضررت بسبب تعليقات الرئيس ترامب الأخيرة حول استخدام المطهرات أو الأشعة فوق البنفسجية لعلاج الفيروس، لم يجب وزير الخارجية على السؤال مباشرة، واقترح بدلاً من ذلك أن تصريحات ترامب العامة أسيء فهمها أو تم تحريفها عمداً من قبل وسائل الإعلام المتحيزة ضده أو التي تسيطر عليها الحكومة.
وعلى مدى عقود، سعت الدبلوماسية الأمريكية إلى تعزيز وحماية الصحافة المستقلة في أفريقيا ضد الأنظمة الاستبدادية والرقابة إلى حد ما، ولكن الآن، يرفض الرئيس الأمريكي نفسه بشكل روتيني الصحافيين في بلاده، ويهاجمهم ويصفهم بأنهم "مزيفون وأعداء الشعب".
وعند الاستماع إلى بومبيو، بدا فجأة أن وجهات نظر بكين وواشنطن حول الصحافة البناءة لم تعد متباعدة.



إساءة فهم ترامب

من الصحيح أن الولايات المتحدة، قد فعلت الكثير لتعزيز الرعاية الصحية في أفريقيا، من خلال خطة الطوارئ الضخمة للرئيس السابق جورج بوش، وبرنامج الإغاثة من مرض "الإيدز"، ولكن من الواضح أيضًا أن الصين تستخدم غطاء كورونا، والعديد من عوامل التشتيت والنضالات الحالية في أمريكا، لتعزيز مخططها السياسي في القارة بجرأة وفعالية متزايدة.
وهذا لا يعني أن الدول الأفريقية أو الصحافيين، هم بمثابة بيادق يمكن التلاعب بها من قبل القوى العالمية، فهناك العديد من الحكومات في القارة المثقلة بالديون للبنوك الصينية وتحت الضغط الاقتصادي المتزايد المصاحب لوباء كورونا، والتي قد تميل إلى التخلي عن النظام متعدد الأحزاب، لصالح مرونة النظام السياسي الصيني.

 

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com