غوتيريش: قلق من تحويل لبنان إلى غزة أخرى
روسيا تراقب.. الغموض يخيم على مستقبل القوات الأمريكية في تشاد
يثير التضارب حول طلب الولايات المتحدة من تشاد إعادة نشر القوات الأمريكية على أراضيها، ونفي نجامينا هذا الطلب، تساؤلات وغموضا بشأن مستقبل حضور واشنطن العسكري في تشاد، الأمر الذي قد يشكّل تحفيزا للأخيرة للبحث عن شركاء جدد مثل روسيا، بحسب خبراء ومحللين تحدثوا لـ "إرم نيوز".
وفي مقابلة مع "صوت أمريكا"، قال عضو القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال كينيث إيكمان: إن "الجيش الأمريكي سيعيد انتشاره في تشاد" بطلب من نجامينا، التي نفت ذلك.
وقال وزير الخارجية التشادي، عبد الرحمن كلام الله، في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية، إنه "لم يكن لدينا أي اتصال عسكري، ونحن ننفي هذه المعلومات بشكل قاطع، لم نناقش مع الحكومة الأمريكية بشأن عودة قواتها إلى بلدنا".
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية عمرو ديالو على هذه التطورات بالقول إن "تشاد قلعة أخرى قد يخسرها الغرب؛ بسبب عناده وإصراره على التعالي أمام الدول الأفريقية، إذ من غير الممكن الخروج بهكذا تضارب إلى العلن بين الولايات المتحدة وتشاد".
وأضاف ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز": "صحيح أن مثل هذه الحوادث والحالات لا تبرر أصلا الاستعانة بروسيا، لكن المؤكد أن تجاهل الولايات المتحدة لتشاد والإعلان بشكل منفرد عن عودة قواتها إلى البلاد، قد يشكل استفزازاً لنجامينا، وتحفيزا لها للبحث عن شركاء جدد مثل روسيا".
وتساءل ديالو: "كم عدد القوات الأمريكية في تشاد؟ كانوا حوالي مائة، والجنرال إيكمان يقول "إنه سيتم خفض هذا العدد، لذلك هل يستحق الأمر كل هذا الاستعجال الذي لم يصب في مصلحة الولايات المتحدة؟" وفق تعبيره.
واعتبر ديالو أنّه "لا يمكن التكهن الآن بما إذا كانت الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها العسكري في تشاد من عدمه، لا سيما في غياب تفاهمات مسبقة أو إعلان مشترك بين البلدين يحسم الجدل بشأن ذلك".
من جانبه، قال المحلل السياسي محمد الحاج عثمان: إن "هذا الإعلان يزيد الغموض، خاصة بعد أن نفى كلام الله طلب بلاده عودة القوات الأمريكية، والكثيرون ينتظرون تغييرا جذريا في سياسة تشاد الخارجية، وأعتقد أن هذا النفي يمهد لذلك"، وفق تقديره.
وأضاف الحاج عثمان، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أنه "بعد زيارات متتالية إلى موسكو من قبل مسؤوليها، وفي مقدمتهم الرئيس ديبي، لا أستبعد أن تلجأ تشاد إلى التحالف مع روسيا، أسوة بدول الساحل الأخرى التي سئمت الشراكة غير المجدية مع الغرب".
وفي يونيو الماضي، سحبت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها من تشاد، ثم قالت إنه "إجراء مؤقت"، لكنها كشفت أيضا أنها بصدد إجراء مراجعة لتعاونها الأمني مع هذا البلد.
وتشهد تشاد منذ سنوات فوضى أمنية وسياسية، تفاقمت إثر مقتل الرئيس إدريس ديبي الذي كان يقاتل على الجبهة، لكن تم انتخاب نجله قبل أشهر رئيسا، على أمل أن يعيد الأمن إلى البلاد.
