هل يكشف "الاختبار المعرفي" قدرات ترامب وبايدن العقلية؟

مع اشتداد موسم الانتخابات الأمريكية لعام 2024، برزت إلى الواجهة أسئلة حول اللياقة العقلية للمرشحين جو بايدن ودونالد ترامب، وهما أكبر، وثاني أكبر، رؤساء في التاريخ الأمريكي.

وبحسب تقرير نشره موقع USA Today، واجه كلا المرشحين دعوات لإجراء اختبارات معرفية، ما أثار جدلاً حول كيفية تحديد هذه التقييمات لقدرتهما على شغل المنصب.

مخاوف بشأن الصحة المعرفية

يخضع الرئيس جو بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، للتدقيق بعد مناظرة مع منافسه بدا فيها أنه يعاني صعوبة في الحفاظ على سلسلة أفكاره.

وفي مقابلة أجريت مؤخراً مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة ABC، رفض بايدن الإقرار بحاجته إلى أداء اختبار معرفي رسمي، قائلاً: "لدي اختبار معرفي كل يوم".

وفي حالة فوزه بإعادة انتخابه، سيكون عمر بايدن 86 عامًا في نهاية فترة ولايته.

 وعلى نحو مماثل، واجه الرئيس السابق دونالد ترامب، البالغ من العمر 78 عاما، أسئلة تتعلق بقدراته المعرفية، وخلال فترة رئاسته، خضع ترامب للاختبار المعرفي MoCA بناء على طلب من طبيبه في البيت الأبيض آنذاك، الدكتور روني جاكسون، وقد حصل فيه على الدرجة الكاملة 30/30.

وكثيرًا ما يتباهى ترامب ببراعته المعرفية، على الرغم من أن بعض مزاعمه حول محتوى الاختبار قد شَكَّك فيها مطور الاختبار نفسه، الدكتور زياد نصر الدين.

فهم الاختبارات المعرفية

تم تصميم الاختبارات المعرفية، مثل اختبار MoCA لتقييم القدرات العقلية الأساسية، مثل الذاكرة والتفكير والوعي، وتُجْرَى عادةً عندما تكون هناك علامات ملحوظة للتدهور المعرفي، سواء أُبْلِغ عنها ذاتيًا، أم لاحظها الآخرون. ولا تتطلب الاختبارات الواضحة التحضير، وتهدف إلى تحديد المشكلات المحتملة في وقت مبكر.

على سبيل المثال، يتضمن اختبار MoCA، وهو اختبار مدته 15 دقيقة، مهام مثل حفظ الكلمات وتسمية الأشياء ونسخ الأشكال. اما الاختبار الشائع الآخر، وهو اختبار الحالة العقلية المصغرة (MMSE)، فيتضمن العد التنازلي، وتحديد الأشياء، وتحديد التاريخ، بينما يتطلب اختبار Mini-Cog، وهو أقصر هذه الاختبارات، حفظ الكلمات ورسم ساعة.

حدود الاختبارات المعرفية

ومن الأهمية بمكان أن نفهم أن الاختبارات المعرفية تقيس الحد الأدنى من القدرات المعرفية، وليست مؤشرات شاملة للياقة العقلية لأدوار متطلبة مثل الرئاسة. كما تعمل أدمغة كبار السن بشكل مختلف عن أدمغة الشباب، حيث توجد نقاط قوة ونقاط ضعف في كل عمر.

وفي حين أن الأفراد الأصغر سنا قد يتعلمون معلومات جديدة بسرعة، إلا أن الأفراد الأكبر سنا غالبا ما يتفوقون في تجميع المعلومات وتطبيق الحكمة.

 كما قد لا يتمكن اختبار معرفي واحد من رصد التدهور الذي يعانيه فرد عالي الأداء، وبما أن الاختبارات متاحة للعامة، فمن الممكن دراستها مقدما.

ومع ذلك، يمكن أن يوفر الفحص المعرفي المنتظم الذي يبدأ في منتصف العمر صورة أكثر دقة للصحة المعرفية مع مرور الوقت.

ورغم التركيز السياسي على الاختبارات المعرفية، فإن الفحوصات الطبية السنوية لكل من الرئيس بايدن والرئيس السابق ترامب لا تتضمن هذه التقييمات، ما يدل على اتجاه أوسع حيث لا يقوم معظم الأطباء بإجراء اختبارات معرفية روتينية على المرضى الأكبر سنا، على الرغم من الرغبة في الكشف المبكر عن أمراض الدماغ بين الجمهور.

تقييم اللياقة الرئاسية

يرى الخبراء أن الاختبارات المعرفية المتاحة بسهولة ليست مقاييس كافية لملاءمة المرشح للرئاسة، كما لا توجد طريقة مثالية لتقييم اللياقة العقلية المطلوبة لمثل هذا المنصب. كما يمكن أن تؤدي الاتهامات بالخرف أو التدهور المعرفي إلى تسجيل نقاط سياسية، ولكنها تخاطر بوصم كبار السن وردع أولئك الذين لديهم مخاوف حقيقية من طلب المساعدة.

ومع اقتراب الانتخابات، يؤكد التركيز على الصحة المعرفية على أهمية فهم ما يمكن أن تخبرنا به هذه الاختبارات وما لا يمكن أن تخبرنا به عن قدرة المرشح على قيادة الأمة.