خبير: خطة ألمانيا لوقف حرب أوكرانيا "مسرحية"

يرى الباحث في الشؤون الروسية، محمود الأفندي، أن الاتفاق الذي أعلنه المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "مجرد مسرحية يحاولون إجراءها بدون وجود روسيا".

جاء ذلك في حوار أجراه "إرم نيوز" مع الأفندي، تناول أبرز المستجدات التي تشهدها الحرب الروسية الأوكرانية، ويسلط الضوء على سيناريوهات الخطة الألمانية لوقف الزحف الروسي، وأيضاً موقف حلف شمال الأطلسي من التحركات العسكرية.

الخطة الألمانية

وقال الأفندي، إن "ألمانيا دولة غير محايدة، وبالتالي هي طرف في الحرب، وتعتبر ثاني دولة تزود أوكرانيا بالأسلحة بعد الولايات المتحدة الأمريكية".

وأكد أن "مؤتمرات السلام دون دعوة روسيا ليس لها معنى، إلا إذا صدرت الدعوات من دول محايدة.. فمن الممكن أن تنضم إليها روسيا وتوافق عليها، لكن هذا مشروط بخروج القوات الأوكرانية من ‏كورسك".

وبشأن خطة برلين لوقف الحرب، أجاب: "‏في الحقيقة لا يوجد خطة ألمانية لوقف الحرب؛ لأن ببساطة ألمانيا هي تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وهي محتلة سياسيًّا وعسكريًّا حتى النخبة ‏السياسية في ألمانيا لا تعطي أي اهتمام بألمانيا نفسها".

وفي رده على سؤال بشأن اتهامات كييف لطهران بتزويد موسكو بالصواريخ، يعتقد الباحث السياسي أن "الأمر غير صحيح، خاصة وأن روسيا من عمالقة التصنيع العسكري في العالم، وتمتلك القدرة على تصنيع 4 آلاف صاروخ شهريًّا"، لافتا إلى أن "الغرب لم يقدِم على اتهاماته إلا الآن؛ بهدف شن حرب إقليمية على طهران لحماية إسرائيل من التهديدات المتزايدة".

 كما تساءل عن عدم انتشار "مثل هذه التقارير عن كوريا الشمالية، على الرغم من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن العلاقة التي تجمعه بنظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون".

عملية كورسك

وقال الباحث في الشؤون الروسية، إن الهجوم الأوكراني على كورسك"، لا يحمل "هدفا استراتيجيًّا .. كان الهدف في المقام الأول هو إعلامي بامتياز ليعطي صورة للغرب على أن الجيش الأوكراني ما يزال يحتفظ بقدراته".

وتابع: "الحرب كانت إعلامية أكثر، والحرب الآن هي حرب استنزاف، ونلاحظ الآن تراجعًا في دونباس لأوكرانيا وخسائر هائلة، وكل يوم تخسر أوكرانيا ألفي قتيل بخلاف أعداد الجرحى، وكييف غير قادرة على سد هذه الثغرة في كورسك".

وتوقع الأفندي "طرد القوات الأوكرانية من كورسك، في بداية العام المقبل".

صراع غربي روسي

وفي تعليقه على ما تردد بانتهاك طائرة روسية مسيرة المجال الجوي الروماني، وهي الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، يعتقد أن هذه التصريحات "هدفها التصعيد السياسي والإعلامي لتجهيز الشعوب لزيادة عدائها مع موسكو استعدادًا للحرب".

وفسَّر الأفندي سبب رفض الولايات المتحدة استخدام أسلحتها لضرب العمق الروسي؛ "لأنه ببساطة المواجهة المباشرة تعني حربا عالمية ثالثة"، مبينا أن واشنطن ليس لها مصلحة للدخول في تلك الحرب.

وأشار إلى أن القوات الأوكرانية تشهد "حالة استنزاف" وضعف، رغم الدعم المقدم من 52 دولة، مؤكداً "بدء زوال" القوة الضاربة للجيش الأوكراني، في ظل تدريب الجنود الجدد لأسبوعين فقط.