"خلطت أوراق الخصم".. ما حظوظ هاريس أمام ترامب؟

رصد محللون مختصون في الشأن الأمريكي حظوظ المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس وفرصها أمام المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، على الرغم من أنها في خطواتها الأولى لحملتها الانتخابية.

ويرى خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "ترامب" يعيش قلقًا في إثر الانقلاب الذي ضرب حساباته كلها، بعد انسحاب بايدن الذي بدا خصمًا ضعيفًا في إثر المناظرة.

حظوظ هاريس تتصاعد

 إلا أن ترشح هاريس وحد صفوف الحزب الديمقراطي، فضلًا عن سعي هاريس إلى برامج تستهدف "جمهوريين" رافضين لترشح "ترامب".

وكان استطلاع للرأي أجراه مركز "إبسوس" لاستطلاعات الرأي قد كشف مؤخرًا عن تقدم المرشحة الديمقراطية بفارق نقطة مئوية واحدة على المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ حصلت على دعم 43% من الناخبين المسجلين مقابل 42% لترامب.

واختارت هاريس أمس الثلاثاء تيم والز لمنصب نائب الرئيس، وذلك بعد أن ضمنت ما يكفي من أصوات مندوبي الحزب لتصبح المرشحة رسميًّا لانتخابات الرئاسة، لتكون أول امرأة متعددة الأعراق تترشح لأعلى منصب في الولايات المتحدة.

ومن نيويورك يقول المحلل السياسي أحمد محارم إن حظوظ "هاريس" تتصاعد من يوم إلى آخر، ويوجد شواهد تتمثل في الدفع بها من جانب الرئيس "بايدن" والتنازل عن مكانته لها وحشده لـ"الديمقراطيين" وراءها.

 

 وأضاف أن ترشحها وحّد الديمقراطيين في الـ 50 ولاية إلى جانب مساندة قيادات الديمقراطيين المؤثرين لها، ثم استطاعت في مدة وجيزة أن تجمع تبرعات ضخمة، وبات لديها مطبخ سياسي وورشة عمل.

وأوضح "محارم" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن ترشح "هاريس" يقلب الطاولة على "ترامب" الذي كان يتخيل أن انتصاره على "بايدن" في المناظرة الأولى جعله قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى البيت الأبيض، حسب تصوره المبكر.

 وأضاف بأن هاريس والملقبة بـ"امرأة الظل" التي لم يكن لديها خلال 3 سنوات ونصف في منصب نائب للرئيس أي حضور قوي، أصبحت الآن وخلال أسبوعين صاحبة حضور طاغٍ، وتتقدم في استطلاعات الرأي، ما يقوي حظوظها.

توحيد الحزب الديموقراطي

وتطرق "محارم" إلى مشاهد تدل على ذكائها على حد وصفه وتقوي من حظوظها، منها مشهد عدم حضور جلسة بنيامين نتنياهو بالكونغرس، ثم خروجها بأحاديث على هامش ذلك تشير إلى أن موقفها من حرب إسرائيل على غزة سيكون مختلفًا في حال فوزها، متوقعًا أن يكون لديها موقف "شكلي" مختلف إلى حد ما عن مواقف "بايدن" تجاه الحرب الإسرائيلية على القطاع.

من جانبه، يؤكد الباحث السياسي الأمريكي سعد يوسف، أن حظوظ "هاريس" تتصاعد بعد أن وحد ترشحها الحزب الديمقراطي وكتلته التصويتية، بل وذهبت إلى التعامل مع الكتلة التصويتية لـ"الجمهوريين" الذي يرفض جزءًا منهم ترشيح الحزب لـ"ترامب".

 وأشار إلى أن ترشح "هاريس" الذي قوى أوصال حزبها من جهة، وتحركت من جانب آخر إلى البيت السياسي لـ"ترامب"، في إشارة إلى الحزب الجمهوري الذي تستهدفه ببرامج جذب الناخبين، على الرغم من أن هذا الأمر لن يكون مؤثرًا بالدرجة الكبيرة، ولكنه يحمل أبعادًا معنوية قد تستخدمها على أقل تقدير في مناظرتها معه.

الرهان على الولايات المتأرجحة

ويشير يوسف في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أنه وضح من اختيار "هاريس" لحاكم ولاية مينيسوتا "والز" أنها لا تراهن فقط على الولايات المتأرجحة لكونه قادمًا من أحد تلك الولايات وممثلًا عنها، ولكنها أيضًا تسعى وتستفز أصوات العرب والمسلمين في ظل خطتها التي تُدَار بتفوق في شيطنة "ترامب" لا سيما لدى من لم يحسموا حتى الآن موقفهم ما بين الذهاب إليها، أو إلى المرشح الجمهوري.

وتناول "يوسف" في حديثه، إعداد تشكيل الفريق الرئاسي لـ"هاريس" في هذا التوقيت، لا سيما أنها لن تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الفريق الذي كان يعده "بايدن" في هذه الانتخابات، ولكن يوجد مواصفات بالتأكيد تتعلق أيضًا باستمرار الرهان على الولايات المتأرجحة، ووجود عناصر منها في الفريق الرئاسي، بالإضافة إلى تمثيل الأقليات أو ذوي الأصول المهاجرة.

وأضاف يوسف بأنه إلى جانب كل ذلك عليها أيضًا أن تختار مستشارين من النساء لاستكمال صورة أنها مرشحة تمثل الجميع، وأن أمريكا ليست مقتصرة على جماعة أو فئة بعينها.