ضربات أمريكية على صنعاء وصعدة معقل الحوثيين شمالي اليمن
تُثار تساؤلات حول إمكانية نجاح المساعي الصينية على صعيد المفاوضات الروسية الأوكرانية وإنهاء الحرب بين الطرفين، لا سيما مع إعلان الكرملين، أمس الأربعاء، أن روسيا لم ترفض أبدا إجراء محادثات مع أوكرانيا.
الموقف الروسي يأتي في خضم المحادثات الصينية الأوكرانية، وما أعلنه وزير خارجية كييف دميتري كوليبا، عن استعداد الجانب الأوكراني للتفاوض مع روسيا.
ويؤكد مراقبون أن المساعى الصينية قد تؤتي ثمارها لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، حال التزام موسكو بالجلوس على مائدة المفاوضات.
وما يعزز هذه المساعي هو موقف الناتو ومطالبته الصين بالتدخل لحل الأزمة بعد تعثره في تحقيق ذلك.
تغيرات كبيرة على صعيد السياسة الدولية.
رولاند بيغاموف، محلل سياسي
المحلل السياسي الروسي، رولاند بيغاموف، يؤكد أن المساعي الصينية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية تأتي في توقيت مهم، نظرًا للتغيرات الجيوسياسية الأوروبية، ومحاولات الناتو توسيع الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، وهو ما يوسع رقعة الصراع، ليس بين موسكو وكييف فقط، بل أيضا بين موسكو ودول الحلف.
ويضيف المحلل الروسي أن روسيا ليست ضد عملية المفاوضات، وأن من المتوقع مشاركتها في قمة السلام التي تسعى كييف لعقدها خلال الأيام المقبلة، وهو ما أعلن عنه المتحدث باسم الكرملين.
واستطرد بيغاموف: "الأمور تغيرت بشكل كبير على صعيد السياسة الدولية، وهذه المعطيات تتطلب تضافر جميع القوى السياسية إلى جانب بكين لإتمام عملية التفاوض ووقف إطلاق النار، خاصةً أن المحاولات الصينية وما ينتج عنها مبشرة للجانبين وقد تؤتي ثمارها في حالة وقف الناتو قراراته وعقوباته ضد روسيا".
في المقابل، يرى مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سعيد سلام، أن أوكرانيا حاولت مرارًا الجلوس على مائدة التفاوض في أعقاب العملية الروسية، إلا أنها لم تأت بأي نتائج.
ويؤكد أن سيناريو تعثر المساعي التركية في مارس آذار 2022 سيتكرر مجددًا مع الوساطة الصينية، إلا في حالة تغاضي الجانب الروسي عن "شروطه التعجيزية"، حسب وصفه.
ويضيف سلام أن السلام الدائم نقطة أساسية تُطالب بها أوكرانيا في مباحثاتها، وأن من الملاحظ مع المساعي الأوروبية والصينية على حد سواء أن التحركات تشير إلى "تجميد الصراع" وليس إنهاء الصراع، معتبرا هذا الأمر "انتحاريا" لأوكرانيا وغير مقبول من جانبها.
ويتوقع سلام أن يشهد مؤتمر السلام المقبل في أوكرانيا تغيرات في مسار المفاوضات بعد الضغوط الأوروبية التي تمارس ضد روسيا، وآخرها مصادرة أرباح الأصول الروسية، ويعتقد أن تحذير الكرملين من الرد الروسي السريع على ذلك، "مجرد زوبعة سياسية".
ومن جهته، قال الكاتب والباحث السياسي، إلهام لي، إن الصين أصبحت قوة رئيسية ولاعبا فاعلا على الساحة السياسية الأوروبية، وهو ما ظهر جليًا بعد طلب حلف الناتو من الصين التدخل لإجراء الوساطة بين أوكرانيا والصين.
وأضاف لي أن الصين حاولت مرارًا تقديم مقترح للبدء في مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن ذلك لم ينجح بسبب "التدخل الغربي" وتحديدًا الولايات المتحدة وانحيازها لطرف دون الآخر، متوقعًا عدم نجاح مؤتمر سويسرا للسلام أو أي مساع لوقف الصراع حال عدم حضور الجانب الروسي المفاوضات.