logo
العالم

قاآني في بغداد.. احتواء للميليشيات أم رسائل ردع لإسرائيل؟

قاآني في بغداد.. احتواء للميليشيات أم رسائل ردع لإسرائيل؟
آثار عودة القتال في غزةالمصدر: (أ ف ب)
22 مارس 2025، 2:11 م

أدخلت إسرائيل تعديلات على حالتها الأمنية في مواجهة التحديات التي قد تطرأ على جبهاتها المختلفة، عقب الضربات التي بدأتها الجبهة اللبنانية، والاتهامات التي طالت ميليشيا حزب الله اللبناني.

وكانت الميليشيا اللبنانية تكتفي بإصدار بيانات إدانة بعد عودة القتال في غزة، إلا أن "جبهة الدعم" لم تُفتح إلا اليوم، كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، فإن اختيارات حزب الله لمواقفه الأخيرة تعود بشكل أساسي إلى أسباب داخلية لبنانية، تفرض عليه ألا يكون الطرف الذي يدمّر عملية إعادة الإعمار في البلد الجار، أو الذي يجرّه إلى حرب جديدة لمصالح خارجية.

كما أن الميليشيات الموالية لإيران، التي واجهت إسرائيل في السابق، خاصة من خلال إطلاق الطائرات المسيرة من أراضي سوريا والعراق، قد التزمت الصمت منذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

ولا يعد بمقدور الميليشيا الآن شن هجمات بسهولة من الأراضي السورية ضد إسرائيل أو القواعد الأمريكية في المنطقة، حيث تطورت الأوضاع بعد وصول أحمد الشرع إلى السلطة في دمشق، ما زاد توتر العلاقة بين سوريا والعراق.

كما تخشى بغداد من تصاعد العناصر الجهادية على حدودها، كما تفيد التقييمات الإسرائيلية.

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا بالنسبة للميليشيات الموالية لإيران في العراق، حيث أظهرت بغداد رغبتها في كبح جماح هذه الميليشيات حتى قبل وصول الشرع إلى دمشق، ساعية للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة مع الولايات المتحدة.

ومع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، ازدادت الضغوط على العراق جراء مخاوفه من العقوبات والهجمات على أراضيه، ما دفع الميليشيات إلى تقليص أنشطتها بشكل ملحوظ.

وبحسب موقع "شفق نيوز" العراقي الإخباري، فإن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الإيراني، زار بغداد هذا الأسبوع، حيث التقى مع قادة الميليشيات والمسؤولين الحكوميين.

وأكدت مصادر مطلعة على الاجتماع أن قاآني قد حثّ على دعم الموقف الحكومي في بغداد والحفاظ على التوازن الداخلي في العراق.

وأشار إلى أن إيران لن تبقى صامتة في حال تعرض العراق لأي هجوم إسرائيلي، وأنها ستدعم الحكومة العراقية وجميع الإجراءات التي تتخذها الميليشيات في هذا السياق.

وقد شمل الرصد الإسرائيلي الميليشيات المندرجة تحت "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي كانت قد استهدفت إسرائيل بشكل مستمر خلال الحرب الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أن بعض قادة الميليشيات قد قاموا بتغيير أماكن إقامتهم، في خطوة ربما تهدف إلى تأمين أنفسهم من أي هجمات إسرائيلية محتملة.

وفي هذا السياق، أعرب داني سيترينوفيتش، الرئيس السابق لفرع إيران في قسم الأبحاث الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية، عن احتمالية استئناف الميليشيات لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.

وأوضح سيترينوفيتش أن إيران تسعى لتقليص وجودها المباشر في مواجهة الأنشطة الأمريكية، محاولات تفادي مزيد من التصعيد، لكنه أضاف أن زيارة قاآني تذكره بزيارة سابقة له بعد الهجوم على القاعدة الأمريكية على الحدود الأردنية في يناير 2024، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

وأضاف الخبير الإسرائيلي أن إيران تسعى في الوقت الراهن لتقليل الاحتكاك مع الأمريكيين، رغم أن العراق كان قد أبدى مخاوف من أي هجوم إسرائيلي عليه، خاصة بعد وصول ترامب إلى السلطة.

ولفت إلى أن الضغوط الأمريكية على بغداد قد تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ما قد يقلل من احتمال تدخل الميليشيات ضد إسرائيل بالطريقة التي حدثت في السابق.

وفيما يخص إمكانية استهداف الميليشيات للقواعد الأمريكية مجددًا، أكد سيترينوفيتش أن الميليشيات قد تهاجم القواعد الأمريكية في العراق لتخفيف الضغط على الحوثيين في سياق النشاط الأمريكي، لكن هذا الهجوم قد يضعها في خطر جدي، في ظل تزايد عداء الأمريكيين تجاه مثل هذه الهجمات في الوقت الحالي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات