الأمين العام لحلف الناتو: الكرة "في ملعب روسيا" للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا

logo
العالم

بعد "اللقاء الثلاثي".. هل ينجح ترامب في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟

بعد "اللقاء الثلاثي".. هل ينجح ترامب في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟
دونالد ترامب وإيمانويل ماكرونالمصدر: رويترز
10 ديسمبر 2024، 4:16 م

مهدت أول رحلة خارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب - منذ فوزه بفترة رئاسية ثانية - الطريق لإطلاق الضوء الأخضر نحو إبرام اتفاق لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بعد اجتماعه بالرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطلع الأسبوع الجاري داخل قصر الإليزيه.

وكشفت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية تفاصيل محادثاته مع الرئيسين الفرنسي والأوكراني، مؤكدةً أن زيلينسكي مستعد لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا، مشيرًا إلى رغبته في تحقيق السلام ووقف إطلاق النار.

أخبار ذات علاقة

روسيا: اقتربنا من تحقيق أهدافنا العسكرية في أوكرانيا

وأوضحت أن ترامب وفريقه يعملون حاليًا على صياغة تصور لإنهاء "تلك الحرب السخيفة"، بحسب وصف ترامب.

وخلال الاجتماع، انتقد ترامب علنًا المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، وتصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.

وتخشى الحكومة الأوكرانية أن يطالبها ترامب بتقديم تنازلات كبيرة لموسكو مقابل تحقيق السلام. ورغم ذلك، أكد زيلينسكي ضرورة أن يكون أي اتفاق مع روسيا عادلًا.

وقال إن "الأهم هو ضمانات السلام والأمن العادلة، وضمانات أمنية قوية لأوكرانيا"، موجهًا الشكر لنظيره الأمريكي على مواقفه الثابتة تجاه الحرب الأوكرانية.

وأشار إلى أن المحادثات في الإليزيه كانت "جيدة ومثمرة"، لكن يبقى التساؤل الأبرز: هل تنجح جهود ترامب في تنفيذ وعوده الانتخابية وحل الأزمة الأوكرانية، في ظل الإصرار الروسي والأوكراني على مواصلة الحرب التي أوشكت على دخول عامها الثالث؟

وقال آصف ملحم، مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لم يكن يرغب في لقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال الاجتماع الثلاثي الذي جمعه بالرئيسين الفرنسي والأمريكي في قصر الإليزيه، إلا أن ماكرون أقنعه بذلك.

وأشار إلى أن اللقاء عُقد على هامش حفل افتتاح كنيسة نوتردام، واستمر 35 دقيقة فقط، مما يجعل من الصعب القول إن الأطراف الثلاثة توصلوا إلى توافق حول العديد من القضايا.

وأضاف ملحم لـ"إرم نيوز" أن اللقاء يعد "رسالة إعلامية" أمام المجتمع الدولي، بينما تشير التسريبات إلى اتفاق الأطراف الثلاثة على ضرورة بذل جهود لإحداث سلام في أوكرانيا. وأوضح أن كييف تحاول التركيز على إجبار الغرب على دعم انضمامها إلى حلف الناتو، معتبرًا أن الأسلحة الغربية تعد ضمانًا أوليًا لأوكرانيا قبل تحقيق ذلك.

وأشار ملحم إلى أن زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية قوية تشمل نشر قوات غربية أو تزويد بلاده بأسلحة نوعية، لكنه في الوقت ذاته يرى أن استمرار الحرب ضروري لتحقيق هذه الضمانات.

769b62a7-2728-4676-baa8-3db8f5d536da

وأوضح ملحم أن ترامب عاد إلى الولايات المتحدة مؤكدًا ضرورة وقف إطلاق النار كبداية لبدء المفاوضات، مما يعكس عدم اقتناعه بالمطالب الأوكرانية.

ولفت إلى أن هناك تسريبات تتحدث عن إمكانية تجميد الصراع، مشيرًا إلى أن الأمر يرتبط برغبة روسيا في مواصلة الحرب للحفاظ على نفوذها.

أما السفير مسعود معلوف، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، فأكد لـ"إرم نيوز" أن ترامب يركز منذ بداية حملته الانتخابية على إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا في وقت قياسي، دون تقديم تفاصيل واضحة حول خطته.

وأشار معلوف إلى أن الاجتماع الثلاثي قد يكون إشارة إلى تقارب محتمل، لكنه استبعد اتخاذ ترامب أي خطوات حاسمة قبل تنصيبه رسميًا في 20 يناير القادم، مبينا أن الحل قد يتضمن قبول روسيا وقف الحرب مقابل الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها منذ بداية النزاع.

تحديات أمام تحقيق السلام

ورغم المؤشرات الإيجابية، أشار معلوف إلى عقبات أخرى مثل الوضع في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، الذي يعد ضربة لروسيا قد تؤثر في موقفها بأوكرانيا. وأضاف أن قبول روسيا وقف الحرب الآن قد يُفسر كضعف في موقف بوتين، وهو ما يسعى دائمًا لتجنبه.

واختتم معلوف بالقول إن الحرب الأوكرانية لا تزال معقدة، ورغم وجود محاولات لإنهائها، فإن علامات الاستفهام حول وقفها تظل قائمة، ما يضيف مزيدًا من الغموض إلى المشهد السياسي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC