الرئاسة الفرنسية: قرار الجزائر بطرد دبلوماسيين غير مبرر
تشهد ولاية براندنبورغ الألمانية التي كانت تاريخيًّا معقلًا للحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، تصاعدًا غير مسبوق لليمين المتطرف، بحسب تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية.
ويعد "الاشتراكي الديمقراطي"، من أقدم الأحزاب السياسية في ألمانيا وأكبرها من حيث عدد الأعضاء.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى "سباق غير متوقع" بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي واليمين المتطرف (AfD)، قبل الانتخابات الإقليمية المقررة يوم الأحد المقبل.
وبحسب الصحيفة، تقع مدينة شوانتي في وسط مناظر خلابة، وقد شهدت لحظة حاسمة في تاريخ ألمانيا، ففي 7 أكتوبر/تشرين الأول 1989، أدى اجتماع سري في بيت القس المحلي إلى تأسيس "SPD" الألماني الشرقي، قبل فترة وجيزة من سقوط جدار برلين.
وأضافت الصحيفة، أنه "منذ إعادة التوحيد، ظلت براندنبورغ الولاية الألمانية الوحيدة التي تحتفظ بسيطرة الحزب الاشتراكي الديمقراطي باستمرار".
وأكدت الصحيفة، أنه مع ذلك، "يواجه هذا المعقل السياسي تحديات غير مسبوقة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن اليمين المتطرف قد يحصد حوالي 30% من الأصوات، مع تراجع الفارق مع الحزب الديمقراطي في الأيام الأخيرة".
بدوره، يقول توماس كاي، وهو موظف سابق في بنك البوندس، وهو ناشط في "AfD": "الأمور تتغير. تتضمن حملة اليمين شعارات بسيطة وجذابة تهدف إلى التفاعل مع السكان المحليين".
واشارت "لوموند"، إلى أن "نتيجة هذه الانتخابات تحمل أهمية تتجاوز ولاية براندنبورغ، إذ سيكون انتصار اليمين ضربة لأولاف شولتز، الذي يعاني بالفعل من ضعف في ائتلافه، ما يعقد المشهد السياسي".
بدورهم، يعبر السكان المحليون عن إحباطهم من ارتفاع الأسعار وفقدان الثقة في الحزب الاجتماعي الديمقراطي.
وبحسب التقرير، فإنه على الرغم من هذه الشكاوى، تحسنت الأوضاع الاقتصادية في براندنبورغ خلال العقدين الماضيين، حيث انخفضت معدلات البطالة عن المتوسط الوطني، مدعومة باستثمارات كبيرة، بما في ذلك مصنع تسلا الذي تم تأسيسه في جنوب الولاية.
ومع ذلك، تبقى المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الطاقة، التي ازدادت بنسبة تقارب 50% منذ عام 2020؛ بسبب وقف واردات الغاز الروسي مواضيع محورية في النقاشات.
وتضيف المناخات الجيوسياسية مزيدًا من التعقيد، ففي ولاية براندنبورغ، المواقف تجاه روسيا تحمل طابعًا متناقضًا.
ويعبر العديد من السكان عن عدم ارتياحهم مع التصور السائد في الغرب بأن روسيا هي عدو واضح.
ومع اقتراب الانتخابات، يعتمد المرشحون عبر الطيف السياسي خطابًا غامضًا "يؤيد السلام"، غالبًا ما يكون نقديًّا لإمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وحتى الحزب الديمقراطي المحلي، ابتعد عن خط الحزب الفيدرالي، إذ دعا أخيرًا إلى حل دبلوماسي للصراع.
وأضاف التقرير، أنه "بينما تستعد شوانتي للانتخابات، تكشف المشاعر بين السكان عن مزيج معقد من الحنين والإحباط، والرغبة في التغيير".
ولفت إلى أنه "بينما يبقى البعض مخلصًا لـ SPD، تشير الديناميات السياسية إلى إمكانية إعادة تشكيل المشهد الانتخابي في الولاية، مع تداعيات بعيدة المدى على السياسة الألمانية".