سموتريتش: مقتل السنوار لم يكن صدفة وكانت لدينا تقديرات بوجوده في منطقة تل السلطان في رفح

logo
العالم

بعد ضرب قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية.. ما الذي تخفيه تل أبيب؟ (صور وفيديو)

بعد ضرب قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية.. ما الذي تخفيه تل أبيب؟ (صور وفيديو)
قاعدة "نيفاتيم"
03 أكتوبر 2024، 12:57 م

محمد صالح الفتيح

أكدت إيران مساء الاثنين، 1 أكتوبر/تشرين الأول، أن المواقع التي استهدفتها بصواريخها الباليستية هي مواقع عسكرية واستخبارية، ولا يوجد بينها أي أهداف مدنية.

الأهداف التي أعلنت عنها إيران تشمل قواعد جوية ومركزاً لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وثلاث قواعد جوية، هي حتسريم ونيفاتيم وتل نوف، فضلاً عن استهداف رادارات وتجمع للدبابات وناقلات الجند في محيط غزة.

مقاطع الفيديو التي ظهرت بعيد الضربة أكدت، بحسب تحليل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن واحداً من الصواريخ الإيرانية على الأقل انفجر على بعد 1 كيلومتر من مقر الموساد من دون أن يصيبه بشكل مباشر. 

المقر الرئيس للموساد يقع في معسكر غليلوت في جنوب تل أبيب الكبرى، عند أحد التقاطعات المرورية النشطة، وبالتالي فهو موقع معروف ويمكن لأي من يمر بجانبه التحقق؛ مما كان قد أصيب بالفعل. ولم يتوفر منذ مساء الاثنين ما يتناقض مع التقديرات الأولية أن موقع الموساد لم يصب. كما لم تتوفر صور أقمار صناعية، أو تقارير إعلامية من غزة، تؤكد استهداف القوات الإسرائيلية هناك. 

تركيز المراقبين انتقل سريعاً إلى القواعد الجوية الثلاثة. صور الأقمار الصناعية التي ظهرت أمس لم تكن واضحة بسبب الغيوم. ولكن الصور التي توفرت صباح اليوم تظهر أن قاعدة نيفاتيم قد أصيبت بالفعل، فيما لم تتوفر صور واضحة بعد تؤكد إصابة قاعدتي حتسريم وتل نوف.

قاعدة نيفاتيم، أو القاعدة 28 لسلاح الجو الإسرائيلي، تقع في صحراء النقب، جنوب شرق بئر السبع وشمال منطقة ديمونا. وهي أحد أكبر قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، وتضم ثلاثة مدارج طويلة يتراوح طولها بين 2600 و3900 متر.

تتكون القاعدة من قسمين رئيسين: قسم شمالي لعمل المقاتلات الحربية وجنوبي يستخدم للطائرات الكبيرة غير المقاتلة. قسم المقاتلات الحربية يضم عدة أسراب بينها السرب 140 "النسر الذهبي" الذي يضم قسماً من مقاتلات F-35. 

أما القسم الجنوبي، فيضم أنواعاً عدة من الطائرات غير المقاتلة، بينها طائرات للنقل المتوسط، مثل C-130، وطائرات التزويد بالوقود Boeing 707 Re’em، وطائرات G550 المعدلة لمهام الحرب الإلكترونية والتجسس، والتي تطلق عليها إسرائيل اسم "نحشون". القسم الجنوبي يستخدم أيضاً من قبل طائرات نقل الشخصيات الهامة، وأحياناً من قبل طائرة رئيس الحكومة المعروفة باسم "جناح صهيون". 

صور الأقمار الصناعية التي توفرت اليوم تظهر أن الإصابات هي في الجزء الجنوبي للقاعدة، المستخدم للطائرات غير المقاتلة. الضرر الرئيس الذي ركزت عليه وسائل الإعلام هو لهنغار كبير من خمسة أقسام وبطول إجمالي 200 متر.

f728779f-bc44-4420-a7fa-7778c073bc56

وتظهر الصور تضرره في المنتصف تقريباً. هذا البناء يستخدم لحماية طائرات النقل الكبيرة مثل طائرة  Boeing 707 Re’em. ولكن بالإضافة لهذه الإصابة هناك أربعة آثار أخرى لإصابات على الممرات. وأحدها قد تكون أدت بالفعل لإصابة طائرة من طراز C-130  وهي طائرة متوسطة الحجم للنقل.

ولكن حتى الآن لا تظهر صور الأقمار الصناعية المتوفرة ضرراً في مواقع المقاتلات الحربية والذي يبعد حوالي 2.5 كيلومتر عن المواقع التي تأكد إصابتها.

515a4441-4da6-441d-aecb-d5ecb770913e

هذا ما يثير التساؤل عما إذا كانت الضربة الإيرانية غير دقيقة أساساً وفشلت بالوصول للقسم الذي تربض فيه مقاتلات F-35 التي أكد الحرس الثوري الإيراني إصابتها. بالرغم من عدم إصابة هذا القسم الحيوي من قاعدة نيفاتيم، يبقى من المرجح أن الضربة الإيرانية كانت دقيقة بالفعل.

فالإصابات الخمس الظاهرة ضمن صور الأقمار الصناعية تقع ضمن دائرة قطرها حوالي 700 متر وهذا ما يعني أن الصواريخ كانت دقيقة إلى حد بعيد، وعملت ضمن هامش الخطأ المتوقع لهذه الفئة من الصواريخ وهو حوالي 50 إلى 100 متر.

ولكن إذا كان بالإمكان توجيه الصواريخ بمثل هذه الدقة، فلماذا لم يتم توجيه الصواريخ بمثل هذه الدقة لكي تصيب القسم الشمالي الخاص بالمقاتلات الحربية؟ هناك احتمالان منطقيان.

الأول أن إيران قدرت أن صواريخها لن تخترق الهنغارات الخاصة بالمقاتلات الحربية. وهي هنغارات مصممة للتعامل مع القنابل الخارقة للتحصينات. فيما لا تمتلك الصواريخ البالستية الإيرانية مثل هذه القدرة، وهذه القدرة عموماً لا تتوفر سوى للقليل من أنواع الصواريخ البالستية الحديثة حول العالم.

9426af48-6340-49df-9b69-0eb472b3a2da

فاختراق الهنغارات المحصنة يتطلب رأساً حربياً ثقيلاً يكون ثلثه إلى نصف وزنه الإجمالي من هيكل معدني قادر على تحمل الاصطدام مع الهنغار المبني من الخرسانة المسلحة، لحين اختراقها، ومن ثم الانفجار داخلها لتدمير الأصول الثمينة التي يحميها هذا الهنغار. مع عدم امتلاك إيران لهذه القدرة، لا معنى لاستهداف هذا الجزء من قاعدة نيفاتيم. 

e3629c39-af61-4333-8c7d-fc39878a164a

الاحتمال الثاني أن إيران فضلت أن تظهر لإسرائيل قدرتها على الوصول لتلك القاعدة، وأن توجه ضربة دقيقة (خمسة صواريخ ضمن دائرة صغيرة نسبياً)، ولكن من دون أن تؤذي هذه الضربة قدرات إسرائيل القتالية بشكل كبير، وبالتالي تقلل من احتمالات الرد الإسرائيلي.

فإيران تدرك أن سلاح الجو هو السلاح الحيوي لإسرائيل بوصفه "الذراع الطويلة" التي تدعم بشكل مباشر نظرية الأمن القومي الإسرائيلية التي وضعت أسسها في 1953. هذه النظرية تنص على ضرورة استخدام الهجوم لردع الخصم، وعلى نقل الحرب لأرض الخصم وإجباره على الانتقال من الهجوم للدفاع.

بالمجمل أرادت إيران أن ترسل لإسرائيل رسالة مفادها أن الضرر الكبير الذي لحق بقدرات "حزب الله" لم يحرم إيران من القدرة على الوصول لإسرائيل. وأن ما يقوله بعض المدافعين عن إسرائيل، مثل جاريد كوشنر، من أن الضربة التي لحقت بـ"حزب الله" سحبت المسدس الذي كانت إيران تضعه في رأس إسرائيل، هو قول غير صحيح.

كما أن الضربة هي رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وجه خطاباً مصوراً، عصر الاثنين 1 أكتوبر، للشعب الإيراني يعدهم فيه بالتغيير وأن النظام الإيراني الحالي لن يبقى، وأن الديمقراطية ستصل لإيران.

المختصر، يبدو أن إيران وإسرائيل وصلتا لمرحلة من التبادل المباشر للرسائل، السياسية والعسكرية منها. ولكن حتى الآن لم تخرق أي من الخطوط الحمراء للطرفين.

أخبار ذات علاقة

محللون: إسرائيل استدرجت إيران لاستهداف العمق الإستراتيجي لطهران

فلا قدرات إسرائيل العسكرية الأكثر أهمية قد أصيبت، ولا منشآت إيران النووية أو النفطية أو البالستية الصاروخية قد ضربت. ولكن، من ناحية أخرى، نحن نعيش مرحلة غير مسبوقة واحتمالات تصاعد الصدام تتفوق على غيرها. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC