مزيج من "الاستمرارية والتغيير".. كيف ستختلف سياسة هاريس إذا فازت بالرئاسة؟

يشير التاريخ السياسي لنائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس والمرشحة المحتملة في الانتخابات الأمريكية القادمة المزمع إجراؤها في نوفمبر / تشرين الثاني 2024، إلى أنها قد تختار مسارًا مختلفًا عن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في حال فوزها ووصولها للحكم، ومن المرجّح أن تركز رئاستها على الإصلاحات التقدمية، خاصة بمجالات العدالة الاجتماعية، والهجرة، والتكنولوجيا.

وفي هذا الجانب، يتناول مقال لصحيفة "تلغراف" البريطانية، كيفيّة أخْذ كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالية، نهجا مختلفا في إدارة البيت الأبيض، إذا خلفت جو بايدن في منصب الرئيس.

وبحسب صحيفة الـ" تلغراف"، فإن هاريس قد تمثل الاستمرارية بسياسة بايدن في بعض المجالات، ولكن تاريخها السياسي ومواقفها، يشيران إلى أنها يمكن أن ترسم مسارًا مختلفًا عن سلفها، خاصة وأنها لعبت دورًا مهمًا على الساحة الوطنية منذ عام 2021، إذ تولّت مهام رئيسية مثل، إدارة أزمة الحدود، ومع ذلك، فإن مواقفها السياسية لم يتم اختبارها نسبيا، بالنظر إلى انسحابها من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2020، قبل بدء التصويت.

وهاريس المولودة في أوكلاند عام 1964 لمهاجر قادم من جامايكا، ومهاجرة هندية، عملت كمدعية عامة قبل أن تترقى إلى منصب المدعي العام في كاليفورنيا عام 2010، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2017، لتصبح من أشد المنتقدين لإدارة ترامب، وتترشح لقيادة الحزب بعد ثلاث سنوات.

مواقفها ونهجها السياسي

ومع أن هناك أوجه تشابه بين أجندة هاريس وبايدن، لا سيما فيما يتعلق بقضايا مثل، تغيّر المناخ وحقوق الإجهاض، إلا أن هنالك العديد من الاختلافات الرئيسة بينهما، فـ "هاريس"التي توصف أنها"ليبرالية من كاليفورنيا"، تدعم بقوة إصلاح الشرطة على نطاق واسع، وتدعو إلى إجراء تغييرات في المبادئ التوجيهية للسجون، وإصدار الأحكام التي تؤثر بشكل غير متناسب على مجتمعات السود، كما أنها تدعم حقوق مجتمع المثليين، وهي قضايا لم تكن مركزية في أجندة بايدن.

كما تدعم "هاريس" التشريع الفيدرالي للماريغوانا، وهو الموقف الذي عارضه بايدن تاريخيًا، وتدعو إلى برامج رعاية وإسكان أقوى، ما يعكس نهجها الأكثر هجومية مقارنة ببايدن.

سياسة الهجرة والحدود

واتخذت "هاريس"موقفًا أكثر ليبرالية بشأن الهجرة، ودعت إلى المزيد من حقوق المواطنة للأطفال الذين يصلون إلى الولايات المتحدة، و"إصلاح جذري" لنظام الهجرة.

وعلى الرغم من تكليفها بالتفاوض مع دول أمريكا الوسطى، للحدّ من العبور غير القانوني - وهو جهد دبلوماسي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه غير ناجح – إلا أنه من المرجح أن تتبنى "هاريس"، نهجًا أكثر تصادمية مع الجمهوريين بشأن أخلاقيات وسياسات الهجرة.

التركيز على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

ومن المتوقع أن تركّز رئاسة هاريس على سياسة التكنولوجيا، فمنذ توليها منصب قائدة الحكومة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي العام الماضي، ركزت على تنظيم الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن الرقمي، وبصفتها عضوًا في مجلس الشيوخ، دعت إلى وضع لوائح أكثر صرامة لحماية مستخدمي الإنترنت ومكافحة الاتجار بالجنس عبر الإنترنت، ما يدل على التزامها بمواجهة التحديات التكنولوجية المعاصرة. 

الإستراتيجية السياسية والتداعيات المستقبلية

ويعتقد حلفاء هاريس، أنها تستطيع الاستفادة من خلفيتها القضائية للترشح ضد ترامب، مستفيدة من مشاكله القانونية.

ورغم الانتقادات الموجهة إلى أسلوب هاريس في التواصل، أظهرت فترة عملها كمدعية عامة، نهجًا صارمًا من جانبها، بما في ذلك القرارات المثيرة للجدل مثل تجنب التحقيقات في إطلاق النار على الشرطة، ومعارضة حظر عقوبة الإعدام، الأمر الذي أثار انتقادات من التقدميين.

وخلُص مقال الـتلغراف، إلى أن كامالا هاريس، تمثّل مزيجًا من الاستمرارية والتغيير، فنهجها المتميز، الذي شكّلته خلفيتها الليبرالية في كاليفورنيا ومواقفها السياسية الفريدة، يشير إلى أنها قد تشق طريقًا جديدًا إذا خلفت بايدن بالرئاسة الأمريكية القادمة.