التجارة الصينية: نؤكد الاستعداد للتعاون مع جميع الأطراف لمواجهة "التنمر الأمريكي"

logo
العالم

"قمة باريس" تفشل في تشكيل قوة أوروبية لإرسالها إلى أوكرانيا.. ماذا بعد؟

"قمة باريس" تفشل في تشكيل قوة أوروبية لإرسالها إلى أوكرانيا.. ماذا بعد؟
اجتماع السلام والأمن من أجل أوكرانيا" في قصر الإليزيه بباريسالمصدر: رويترز
28 مارس 2025، 4:13 م

طرح خبراء سياسيون فرنسيون خيارات بديلة لطمأنة كييف بعد فشل قمة باريس في التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل قوة أوروبية لإرسالها إلى أوكرانيا بعد اتفاق السلام.

عُقدت قمة في باريس لمناقشة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا. وقد اقترحت فرنسا وبريطانيا تشكيل "قوة طمأنة" أوروبية تُنشر في أوكرانيا لردع أي عدوان روسي مستقبلي.

إلا أن هذا الاقتراح لم يحظَ بإجماع بين الدول الأوروبية، حيث أبدت دول مثل ألمانيا وإيطاليا تحفظات بشأن المشاركة في هذه القوة.

وتعتبر الضغوط الاقتصادية، إلى جانب الدعم العسكري والدبلوماسي، من العناصر الأساسية التي يمكن أن تساهم في تأمين مستقبل أوكرانيا في ظل استمرار الصراع مع روسيا.

ولكن رغم أهمية هذه الخيارات، فإن التحديات لا تقتصر فقط على الوصول إلى توافق أوروبي حولها، بل أيضًا على كيفية تطبيقها بشكل فعال دون تصعيد الوضع بشكل قد يؤدي إلى صراع أوسع.

ومن أبرز التحديات التي تواجه أوروبا في هذا السياق هي التوترات الداخلية بين الدول الأعضاء، حيث تتباين وجهات النظر بشأن حجم ونوع الدعم المقدم لأوكرانيا.

وفي هذا الإطار، يرى مراقبون أن دعم كييف في مواجهة تهديدات موسكو يتطلب توازنًا دقيقًا بين ضمانات الأمن، التي قد تكون دبلوماسية أكثر منها عسكرية، وبين الالتزام بمواصلة الضغط على روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية التي يمكن أن تساهم في تقليص قدرتها على مواصلة الحرب.

 لكن ذلك يتطلب أيضًا استراتيجيات متجددة تركز على تعزيز الجبهة الداخلية الأوروبية، وتوحيد المواقف بشأن أي خطوات قد تُتخذ في المستقبل.

الخيارات البديلة لطمأنة أوكرانيا

واعتبر المحلل السياسي الفرنسي في مؤسسة مونتين لوكاس بيرنار، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن استمرار العقوبات الاقتصادية يشكل وسيلة ضغط فعّالة على روسيا، لكن يجب أن يكون مصحوبًا بحوار دبلوماسي لتجنب تعميق العزلة الدولية.

وأشار إلى أن استمرار العقوبات الاقتصادية على روسيا، والاتفاق على استمرار وتكثيف هذه العقوبات كوسيلة لردع أي تصعيد مستقبلي، وربط رفع هذه العقوبات بالتزام موسكو باتفاقيات السلام، يشكلان أحد أهم الخيارات البديلة لطمأنة أوكرانيا.

من جهته، رأى الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية جان بيير مولان، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية هو الخيار الأكثر واقعية، حيث يمكن لأوروبا تقديم الدعم دون المخاطرة بتصعيد عسكري مباشر مع روسيا".

وأوضح مولان أن الدول الأوروبية يمكنها تقديم مساعدات عسكرية متقدمة وتدريب مكثف للقوات الأوكرانية، مما يعزز قدرتها على الدفاع عن نفسها بشكل مستقل.

بدورها، قالت خبيرة في مركز الدراسات الأوروبية ماري كلير دوبوا، لـ"إرم نيوز"، إن "الضمانات الأمنية الدبلوماسية قد تكون حلًّا وسطًا، لكنها تتطلب التزامًا قويًا وواضحًا من جميع الأطراف المعنية لضمان فعاليتها". 

وأضافت: "بدلاً من نشر قوات على الأرض، يمكن تقديم ضمانات أمنية دبلوماسية، تشمل التزامات بالدعم في حال تعرض أوكرانيا لأي تهديد، دون التواجد العسكري المباشر".

تحديات أمام البدائل

في المقابل، تواجه هذه الخيارات تحديات عدة، منها تحقيق توافق أوروبي حول مستوى ونوع الدعم المقدم، وضمان فعالية هذه الإجراءات في ردع أي تهديدات مستقبلية، بالإضافة إلى الحفاظ على وحدة الصف الأوروبي في مواجهة التحديات الجيوسياسية.

في ظل عدم التوصل إلى إجماع حول تشكيل قوة أوروبية، تبقى الخيارات البديلة محور نقاش بين الدول الأوروبية. يتطلب الأمر استراتيجية متكاملة تجمع بين الدعم العسكري، الضمانات الدبلوماسية، والضغوط الاقتصادية، لضمان أمن واستقرار أوكرانيا في المرحلة المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات