ماذا وراء تلويح زيلينسكي بفرض حكم عسكري في كورسك؟

يبدو أن أوراق اللعبة بين كييف وموسكو قد تشهد تغيرات كبرى بعد الهجوم المُباغت الذي شنته القوات الأوكرانية في 6 من الشهر الجاري في مُقاطعة كورسك، والتوغل داخل الأراضي الروسية.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده قد تضطر إلى فرض حكم عسكري في المقاطعة التي تتوغل فيها القوات الأوكرانية للأسبوع الثاني.

فماذا يعني هذا اللويح الأوكراني بفرض حكم عسكري في كورسك، وما احتمالات الرد الروسي على التصريحات الأوكرانية؟

 حول ذلك قال المحلل السياسي، د. محمود الأفندي، إن تصريحات الرئيس الأوكراني جاءت ردًا على ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية بنجاحها في رد محاولات القوات الأوكرانية التي استهدفت التوغل داخل الأراضي الروسية في مقاطعة كورسك، وأن ما قاله زيلينكسي رد طبيعي للحفاظ على الروح المعنوية لجنود بعد تكبد الكثير من الخسائر خلال الساعات الماضية بعد تعزيز القوات الروسية لتواجدها بشكل مكثف داخل كورسك.

وأشار الأفندي في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن فرض الحكم العسكري ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى تعزيزات عسكرية وتواجد قوي على أرض الواقع في المقاطعة التي يريد حُكمها عسكريًا، وهو ما لا تقدر عليه كييف، للعديد من الأسباب، أبرزها التفوق العددي والعسكري للدب الروسي وإن كانت قوات كييف نجحت في السيطرة على جزء بسيط من كورسك فهو لا يدل على فشل روسيا وأنما بسبب عدم وجودها بشكل كبير في هذه النقطة التي دخلت منها القوات الأوكرانية.

وتابع المحلل السياسي أن "فرض الحكم العسكري، لن تنجح فيه أوكرانيا، ولن تسمح بذلك روسيا، وهو ما يؤدي إلى تبعات لا تتوقعها كييف كما حدث في الكثير من المقاطعات التي نجحت روسيا في السيطرة عليها ومنها دونيتسك وخيرسون، والتي لن تنجح في استعادها كييف حتى الآن"

واختلف معه في الرأي، د. حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، قائلاً: "القوات الأوكرانية نجحت في كسر شوكة الدب الروسي للأسبوع الثاني على التوالي داخل مقاطعة كورسك، - والدليل على ذلك – بقدرتها على الحفاظ على مكتساباتها من الأراضي الروسية بطول كيلومترين حتى الآن، وهو ما يُعزز من تصريحات الرئيس الأوكراني بقدرته على فرض الحكم العسكري"

وأكد فارس في تصريحات لـ "إرم نيوز" أنه على الرغم من تلويح زيلينكسي بفرض الحكم العسكري داخل كورسك، فيجب عليه تغيير وتعزيز خططته من الدفاع التي استمرت حتى عامين ونصف إلى خطط هجومية، وبدون ذلك لا تتمكن من الحضور داخل الأراضي الروسية وليس فرض حكم عسكري.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن أوكرانيا حال نجاحها في فرض الحكم العسكري على المقاطعة الروسية كورسك فهي تكتُب النصر لنفسها، وقد تُجبر روسيا على الجلوس للتفاوض على إعادة أراضيها التي تحكمها كييف، وبذلك تكون كافة أوراق المعادلة تغييرت وهو ما يتوقف على الخطة الأوكرانية الجديدة.

وأضاف د. حامد فارس، أن اجتماع الرئيس الأوكراني مع كبار المسؤولين الأمنيين في كييف، تناول تفاصيل التحركات العسكرية الأوكرانية داخل كورسك، وأنه موافقته على إنشاء إدارات عسكرية أوكرانية على الحدود الروسية، أمر قد يُثير حفيظة الروس، متوقعًا أن تكثف القوات الروسية هجماتها البرية المدعومة جوًا لاستعادة أراضي المقاطعة من أيدي الأوكران.