تسلّل متشددون نشطوا لفترة طويلة في منطقة الساحل الأفريقي إلى شمال غرب نيجيريا، واستقروا في متنزه بعد عبورهم من بنين المجاورة.
وكشف معهد "كلينغينديل"، وهو مركز أبحاث هولندي أجرى أبحاثًا مكثفة في منطقة الساحل عن التحرك الجديد للمتشددين.
وشهدت بنين، التي تشترك في الحدود مع نيجيريا وجمهورية النيجر وبوركينا فاسو، ارتفاعًا في التطرف العنيف في منطقتها الشمالية.
وقال معهد "كلينغينديل" إن هذا العنف تسرب الآن إلى نيجيريا.
وبحسب التقرير الهولندي، فإن المتشددين الذين يعتقد بأنهم على صلة بتنظيم القاعدة عبروا في العام الماضي من المنطقة الشمالية الأكثر تضررًا في بنين، واستقروا في متنزه بحيرة كينجي الوطنية، وهي واحدة من أكبر المتنزهات الوطنية في نيجيريا، والتي كانت تتعرض لتهديدات أمنية.
وقال كارس دي بروين، أحد معدي التقرير وزميل أبحاث بارز في المعهد، إن الوضع الأمني في المتنزه الذي تبلغ مساحته 5300 كم مربع في ولاية النيجر -أكبر ولايات نيجيريا- وعلى طول الحدود القريبة مع بنين "خرج عن السيطرة".
وأضاف دي بروين أن "الحضور الدائم" للجماعات المسلحة في المتنزه هو أول دلالة على وجود صلة بين المتشددين الذين يدعمهم تنظيم "داعش" في تطرفهم المستمر منذ عشر سنوات في شمال نيجيريا، والجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأضاف أن وجودهم يمنح المتشددين فرصة "لادعاء نجاح واسع النطاق" في البلدين اللذين دمرتهما فعلًا هجمات عنيفة في السنوات الأخيرة.
وبينت مؤسسة "كلينغينديل"، أن دافع المتشددين من منطقة الساحل الأفريقي للوجود في المتنزه غير واضح، وكذلك طبيعة العلاقة التي تربطهم مع الجماعات المسلحة الأخرى هناك.
ويقول محللون أمنيون، إن المكان يوفر فرصًا للخدمات اللوجستية والمزيد من النفوذ في خضم ازدهار التبادل التجاري غير المشروع عبر الحدود التي يسهل اختراقها.
