إعلام فلسطيني: قصف مدفعي إسرائيلي على وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
تضع جولة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي بدأت، يوم أمس الأربعاء، في دول البلقان الغربية، مخططات التوسع الأوروبي على طاولة البحث.
وستزور "فون دير لاين" كل دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وسط آمال متزايدة بإحياء الاهتمام بتوسيع الاتحاد، بعد سنوات من الانتظار.
ويرى محللون فرنسيون، أن توسع الاتحاد في البلقان قد يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتقوية نفوذ الاتحاد في مواجهة التحديات الجيوسياسية التي تفرضها روسيا والصين.
ومن مركز "إفري" للدراسات الإستراتيجية، يرى ألكسندر كلوجمان، أن "التوسع هو خطوة ضرورية لتعزيز البنية السياسية والاقتصادية للاتحاد، لكنه يتطلب التزامًا صارمًا من الدول المرشحة بإصلاحات ديمقراطية واقتصادية جوهرية".
واعتبر كلوجمان، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه الزيارة إشارة قوية لإعادة تفعيل ملف التوسع، مؤكدًا أن اختيار فون دير لاين لهذه الجولة في بداية ولايتها الثانية، يُعد لفتة سياسية مهمة تظهر التزامها الواضح بالتوسع.
وأضاف أنه "على النقيض، كان سلفها جان كلود يونكر قد أكد أنه لن يكون هناك توسع خلال رئاسته، مما جعل هذه الجولة بمثابة عودة لملف تم تجاهله لفترة طويلة".
وفي أول محطة لها في ألبانيا، قالت فون دير لاين: "كونوا على ثقة بأن التوسع هو أولويتي المطلقة في هذا العهد الجديد.. لدينا، الآن، جميع الأدوات والآليات اللازمة لتحقيق ذلك".
وجاءت تصريحات دير لاين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، الذي ردَّ بعبارة: "نحن من عشاق الاتحاد الأوروبي المتحمسين".
ومن المتوقع أن تشمل جولة دير لاين، كلًا من: مقدونيا الشمالية، والبوسنة والهرسك، وصربيا، وكوسوفو، والجبل الأسود.
وأوضح كلوجمان أن "الاتحاد الأوروبي لن يتساهل مع الدول التي تتجاهل معايير الديمقراطية وسيادة القانون"، مؤكدًا أن الاتحاد يسعى إلى ضمان أن انضمام أي دولة جديدة سيكون مبنيًا على أسس قوية ومستدامة، تفاديًا للتحديات التي واجهتها دول من شرق أوروبا بعد انضمامها.
وتأتي هذه الجولة في وقت حساس للاتحاد الأوروبي، حيث يعيد ترتيب أوراقه على الساحة الدولية، وهي تذكير واضح بأن توسع الاتحاد ليس مجرد مسألة اقتصادية، بل هو قرار سياسي وإستراتيجي يحمل أبعادًا دولية متعددة.
بدوره، قال مدير مركز "جراندي يوروب" التابع لمعهد جاك ديلور، لوكاس ماسيك، إن ملف التوسع ليشمل دول البلقان، التي يتراوح عدد سكانها قرابة 18 مليون نسمة، يُعد موضوعًا مطروحًا منذ عقدين، موضحًا أن السنوات الماضية شهدت تراجعًا في الدعم الشعبي للانضمام إلى الاتحاد في بعض الدول، بينما تراجعت الإرادة السياسية لتنفيذ الإصلاحات اللازمة في دول أخرى.
واعتبر ديلور، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الحرب الروسية في أوكرانيا قلبت الموازين، حيث أعادت تنشيط هذا الملف بشكل ملحوظ، موضحًا أن "الحرب الروسية ضد أوكرانيا منحت دافعًا جديدًا لعملية التوسع"، في إشارة إلى التغيرات الجيوسياسية في أوروبا التي جعلت الاتحاد الأوروبي أكثر استعدادًا لاستقبال دول جديدة.
وأشار إلى أن جولة دير لاين ستحمل "نبرة متفائلة"، لا سيما بعد إطلاق آلية جديدة تهدف إلى تقريب المنطقة بأسرها من الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن الاتحاد خصص خطة نمو بقيمة 6 مليارات يورو لدعم القدرات الاقتصادية في المنطقة، في خطوة تهدف إلى مواجهة النفوذ الاقتصادي للصين وروسيا.
وتابع ديلور أن هذا المخطط يركز على 4 محاور رئيسة: الإندماج في السوق الأوروبية الموحدة، وبناء سوق إقليمي مشترك، وتسريع الإصلاحات الأساسية، وزيادة الدعم المالي.
وأضاف أنه مع ذلك، سيظل صرف التمويلات مشروطًا بإجراء إصلاحات دقيقة، خاصة فيما يتعلق بالتوافق مع السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، من المرجح أن تكون مسألة التوافق الدبلوماسي مع الاتحاد الأوروبي على رأس جدول أعمال المناقشات، خاصة في صربيا، التي لم تفرض حتى الآن عقوبات على روسيا.
ومؤخرًا، شكر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية على تأكيده تزويد صربيا بكميات كافية من الغاز لهذا الشتاء.
ولفت مدير مركز "جراندي يوروب"، لوكاس ماسيك، إلى أن ما ستقوله فون دير لاين في صربيا سيكون محط أنظار الجميع، موضحًا أن "فون دير لاين، كغيرها من المسؤولين الأوروبيين، قد وُجّهت لها انتقادات لعدم توضيحها للرئيس فوتشيتش بشكل كافٍ ما يمكن للاتحاد قبوله أو رفضه فيما يتعلق بالسياسات غير الليبرالية".
وأشار ماسيك إلى أن إحدى النقاط المثيرة للجدل في هذه الجولة تتعلق بالجدول الزمني لانضمام هذه الدول، فبعضها مرشح منذ أكثر من 20 عامًا وتعب من الانتظار.
ويعلق ماسيك على هذه النقطة، قائلًا: "لا أعتقد أن الانضمام الكامل سيكون ممكنًا قبل نهاية ولاية المفوضية في العام 2030"، لافتًا إلى أن دولًا مثل الجبل الأسود قد تكون قادرة على إنهاء المفاوضات بحلول ذلك الوقت.