ترامب: سأفرض رسوما 25% على جميع السيارات غير المصنوعة في أمريكا

logo
العالم

خبراء: تفاهمات صفقة المعادن تعيد "الدفء" إلى علاقة ترامب وزيلينسكي

خبراء: تفاهمات صفقة المعادن تعيد "الدفء" إلى علاقة ترامب وزيلينسكي
ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيضالمصدر: رويترز
22 مارس 2025، 10:00 ص

بعد فتور في العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عاد ترامب مؤخرًا للحديث عن إمكانية توقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا في المستقبل القريب.

أخبار ذات علاقة

ترامب: توقيع اتفاق المعادن مع أوكرانيا "قريب جداً"

هذه العودة المفاجئة أثارت تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء تغير موقف ترامب، وما إذا كانت هناك تفاهمات غير معلنة دفعت إلى إعادة إحياء هذا الملف.

وبحسب مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية، فإن ترامب، الذي لطالما انتقد الدعم المالي الضخم المقدم لأوكرانيا خلال إدارة جو بايدن، يسعى إلى استرجاع هذه الأموال عبر استثمارات مباشرة في قطاعي المعادن النادرة والطاقة.

وتُقدر قيمة التمويل الأمريكي لأوكرانيا منذ بدء الحرب بـ 350 مليار دولار، وهو رقم تسعى واشنطن إلى تعويضه عبر صفقات استراتيجية تحقق لها مكاسب طويلة الأمد.

وفي ظل الأجواء السياسية المتوترة بين الطرفين، هناك تساؤلات حول ما إذا كانت تفاهمات غير معلنة قد أسهمت في تليين موقف ترامب تجاه زيلينسكي.

وبعد أن شهدت العلاقة بينهما فتورًا ملحوظًا، خاصة بعد لقاء البيت الأبيض العاصف، يبدو أن الطرفين توصلا إلى نقاط التقاء جديدة.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن أوكرانيا قدمت بعض التنازلات الاقتصادية لواشنطن، من بينها منح الشركات الأمريكية امتيازات في قطاعي التعدين والطاقة، خاصة أن زيلينسكي، الذي يدرك أهمية دعم ترامب المحتمل في الانتخابات المقبلة، قد يكون قدم ضمانات إضافية تتعلق بالسياسات الاقتصادية والتعاون الأمني.

استرجاع الأموال الأمريكية

قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، لـ"إرم نيوز"، إن الولايات المتحدة تسعى لاسترجاع الأموال التي ضختها في أوكرانيا، والتي تُقدر بحوالي 350 مليار دولار، من خلال صفقات المعادن النادرة.

وأشار الأفندي إلى أن ترامب يعمل على استرداد هذه الأموال عاجلًا أم آجلًا، عبر الاستثمار في المعادن الثمينة ومصادر الطاقة، خصوصًا المفاعلات النووية، حيث يسعى للسيطرة عليها وبيع الطاقة للدول الأوروبية.

وأضاف الأفندي أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي ترامب لاسترداد الاستثمارات التي تم توجيهها إلى الحرب الأوكرانية خلال فترة حكم الرئيس السابق جو بايدن.

وأوضح أن زيلينسكي، بعد طرده من البيت الأبيض، حاول كسب ود ترامب مجددًا عبر إغرائه بصفقة المعادن النادرة، في محاولة لاستمالة الإدارة الأمريكية الجديدة.

وأشار إلى أن ترامب، بصفته رجل أعمال، يسعى إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من استخراج المعادن النادرة والاستثمار في قطاع الطاقة النووية، بما يضمن له استعادة الأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة في أوكرانيا، إلى جانب تحقيق أرباح إضافية.

وأكد الأفندي أن ما يجري خلف الكواليس ليس مفاجئًا، ويعكس استراتيجية ترامب لاسترجاع الأموال المستثمرة في أوكرانيا، والتي، بعد احتساب الفوائد، قد تصل إلى 500 مليار دولار. وهو يرى أن الاستثمار في قطاعي المعادن والطاقة هو الطريق الأمثل لتحقيق هذا الهدف.

كما أشار الأفندي إلى أن التوتر بين ترامب وزيلينسكي له أبعاد شخصية أيضًا، إذ يعود الخلاف بينهما إلى رفض زيلينسكي في السابق طلب ترامب بفتح تحقيق حول صفقات مشبوهة تتعلق بهانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أوكرانيا.

الضغط على أوكرانيا

ومن جانبه، قال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى إلى إعادة النظر في صفقة المعادن مع أوكرانيا، مع توسيع المطالبات الاقتصادية من كييف.

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن ترغب في الضغط على أوكرانيا لتوسيع الصندوق الاستثماري المشترك، الذي سيُنشأ ضمن الاتفاقية، بالإضافة إلى إدخال محطات الطاقة النووية ضمن الأصول التي ستديرها الولايات المتحدة.

وأضاف ملحم أن الولايات المتحدة لم تقدم بعد شروطها الجديدة، لكنها تعمل على إدخال تعديلات واسعة النطاق على صفقة المعادن النادرة. 

في المقابل، تخشى أوكرانيا أن تؤدي هذه التعديلات إلى نتائج غير مربحة لها، خاصة في ظل توقف واشنطن عن تقديم الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية لكييف.

وأشار إلى أن كييف تحاول التحرك بحذر وتسعى لفصل صفقة محطة الطاقة النووية عن صفقة المعادن النادرة، لتجنب أي تداعيات سلبية.

وأكد ملحم أن هناك مخاوف حقيقية في كييف من المطالب الأمريكية، مشددًا على ضرورة فهم الملف ضمن سياقات أوسع.

وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى إلى السيطرة على محطة زاباروجيا النووية، نظرًا لحاجة الشركات الأمريكية العاملة في قطاع التنقيب عن المعادن النادرة إلى مصدر طاقة مستدام، يضمن استمرارية عملياتها ومصانعها.

وأضاف أن الأنظار تتجه إلى هذه المحطة، مرجحًا أن تنجح الولايات المتحدة في إقناع روسيا بالتخلي عنها، لتتمكن واشنطن وكييف من إدارتها بهدف توفير الطاقة اللازمة لمشاريع استخراج المعادن النادرة.

أخبار ذات علاقة

"الصفقة الغامضة" بعد المعادن.. واشنطن تسعى لنيل قلب أوكرانيا النووي

وذكر ملحم أن أمريكا ترى في السيطرة على المحطة النووية أفضل ضمان أمني لأوكرانيا، لكنه استبعد أن تلجأ واشنطن إلى إرسال قوات عسكرية لحماية استثماراتها وشركات التنقيب، وبدلًا من ذلك، قد تعتمد على شركات أمنية خاصة لتنفيذ هذه المهمة، وهو ما يعكس استراتيجيتها في هذا الملف.

وأكد ملحم أن التركيز الأمريكي على محطة زاباروجيا النووية يعود إلى موقعها القريب من المناطق الشرقية، حيث توجد معظم مناجم المعادن النادرة، التي ضمتها روسيا في خريف 2022 أو تقع بالقرب من جبهات القتال؛ ما يجعل السيطرة على المحطة النووية أمرًا حيويًا للمصالح الاقتصادية والاستراتيجية الأمريكية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات