خبراء يرجحون ذهاب الانتخابات الإيرانية لجولة ثانية (فيديو وصور)

رجّح عدد من الخبراء السياسيين الإيرانيين، الجمعة، أن تذهب الانتخابات الرئاسية المبكرة، إلى جولة إعادة (ثانية)، جراء تقارب متوقع للأصوات للمرشحين الثلاثة؛ سعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف. والمرشح الإصلاحي النائب مسعود بزشكيان.

وبدأت عملية التصويت لانتخاب خليفة إبراهيم رئيسي رئيس الحكومة الـ13 في الجمهورية الإسلامية، عند الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة في عموم إيران.

وستذهب الانتخابات إلى جولة إعادة في حال لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على نسبة 50 زائد واحد من المشاركين في هذه الانتخابات.

وستقام الجولة الثانية في الـ5 من شهر يوليو/تموز المقبل، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية سابقًا.

الساعات الأخيرة

وقال السياسي الإصلاحي عباس عبدي، "أعتقد أن تتجه الانتخابات إلى جولة ثانية في ظل المعطيات الأولية لحجم المشاركة حتى الآن، ولكن نحن ننتظر الساعات الأخيرة، وحتى الآن مضى قرابة أربع ساعات على فتح صناديق الاقتراع".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أنه "بحسب الانتخابات السابقة عادة ما نشهد في الساعات الأخيرة حجم إقبال على صناديق الاقتراع ولهذا ننتظر تلك الساعات وكيف يكون مسار الانتخابات".

بدوره، قال الناشط السياسي الأصولي ناصر إيماني، "بعد فشل التوافق في معسكر الأصوليين فإن احتمال أن يتم تحديد مهمة الانتخابات في الجولة الأولى منخفض، وأعتقد أنه لا يوجد بين المرشحين حاليًا أي شخص حصل على نسبة أعلى من 50%".

ورجح في حديث لـ"إرم نيوز"، "أن تنتقل الانتخابات إلى الجولة الثانية، وأعتقد أنه في ظل الترتيب الحالي سيذهب مسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف إلى الجولة الثانية من الانتخابات".

خط القيادة

من جهته قال النائب السابق مهدي عرب صادق، "الأصوليون اليوم نأوا بأنفسهم عن الثورة والوحدة والاستيعاب الأقصى بقدر ما نأوا بأنفسهم عن خط القيادة، كما ابتعدوا مبدأ الوحدة عن من يسمون بالأصوليين، وأعتقد أنه من غير الراجح أن يتم التوصل إلى توافق في الآراء".

وبين لـ"إرم نيوز" أنه "بعد فشل الاتفاق بين جليلي وقاليباف، فإن مسعود بزشكيان سيصبح الرئيس، وهناك احتمال قوي لتمديد الانتخابات إلى جولة ثانية، ويبدو من المنطقي أن يتمكن بزشكيان من جلب الطيف المتردد من المجتمع إلى صناديق الاقتراع".

مقاطعة وفتور

وفي سياق متصل، نشرت منصات إخبارية عن مشاركة متدنية في بعض المحافظات الإيرانية من بينها محافظة إيلام غرب إيران.

فيما أظهرت الصور من محافظة اصفهان وسط البلاد عن وجود القليل من الناخبين في مراكز الاقتراع.

 خامنئي يدعو للمشاركة

وأدلى مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي بصوته في الدقائق الأولى من التصويت أمام الصحفيين وقال: "يوم الانتخابات هو يوم الفرح والسعادة بالنسبة لنا نحن ولجميع الإيرانيين".

ودعا مرة أخرى الناس إلى التصويت في صناديق الاقتراع، بصرف النظر عن الاحتجاجات كلها، ضد القمع السياسي والوضع الاقتصادي السيئ وغياب المنافسة في الانتخابات.

وأضاف "أن استمرارية الجمهورية الإسلامية وكرامتها في العالم تعتمد على مشاركة الشعب، ومن أجل إثبات صحة ونزاهة نظام الجمهورية الإسلامية، فإن حضور الشعب ضروري وواجب".

الانتخابات المسرحية

ويتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين بعد إنسحاب اثنين من المرشحين يوم أمس، وهما المتشددان "علي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي"، أما بالنسبة للمرشحين الأربعة المتبقين فهم مسعود بزشكيان ومصطفى بور محمدي وسعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف.

وتجري انتخابات هذه الفترة في حين أعلن كثير من المنظمات الطلابية والنقابية والمدنية والأحزاب والجماعات السياسية والناشطين السياسيين والمدنيين والسجناء السياسيين والأسر الملتمسة والمواطنين الإيرانيين أنهم سيقاطعون هذه "الانتخابات المسرحية".

وشهدت الفترتان السابقتان لانتخابات المجلس الإسلامي في مطلع مارس/آذار الماضي والانتخابات الرئاسية عام 2021 أدنى نسبة مشاركة للناس في صناديق الاقتراع.

وأعلنت وزارة الداخلية أنه تم تخصيص 58640 مركز اقتراع في أنحاء إيران جميعها خلال هذه الفترة، وبحسب الإحصاءات الرسمية المنشورة في وسائل الإعلام المحلية، فإن 61 مليونًا و452 ألفًا و321 شخصًا يحق لهم التصويت داخل البلاد وخارجها.

لا للانتخابات

وفي الوقت الذي تزايدت فيه المطالبة بمقاطعة الانتخابات من قبل معظم المدعين والعائلات المتضررة، منذ يوم الخميس، أصبحت حملة "لا" للانتخابات ساخنة في الفضاء الإلكتروني باللغة الفارسية.

واشتعلت هذه الحملة بعد إعلان محمد خاتمي وحسن روحاني دعمهما لمسعود بزشكيان مرشح التيار الإصلاحي، كما أعلن بعض المقربين من هذه الجماعة مشاركتهم في الانتخابات.

وكتب مهدي محموديان، وهو سجين سياسي سابق، على منصة "إكس" قائلًا: "أنا لا أصوت رغم أنني أعرف: هناك فرق من هو الرئيس"، فيما قال محسن برهاني، على ذات المنصة: "التصويت بالأصبع ليس إراقة دماء".

كما كتب حسين رزاق، وهو سجين سياسي سابق ومؤيد للمقاطعة، على منصة "إكس" قائلًا": "التصويت أو عدم التصويت لا ينبغي أن يصبح مسألة كرامة وأيديولوجية".

فيما كتب الناشط الطلابي مطهر غوصي في المنصة نفسها قائلًا: "إن نقول "لا" هي مواجهتنا ومواجهتنا للسلطة المطلقة التي لا تسمح للناس بالحياة، والمشاركة في الانتخابات هي استمرار لحياته".

مقاطعة في الخارج

وفي مراكز الاقتراع التي تجري في 95 دولة كما ذكرت السلطات الرسمية الإيرانية، هناك إقبال ضعيف بحسب وسائل الإعلام المعارضة.

وأظهر مقطع فيديو عددًا من الإيرانيين وهم يتجمعون أمام مركز اقتراع في مدينة سيدني الاسترالية وهم يهتفون ضد ثلاث نساء يرفعن العلم الإيراني ويشاركن في الانتخابات الرئاسية.

فيما أظهر في مقطع فيديو مجموعة من الإيرانيين المقيمين في أستراليا، أمام سفارة الجمهورية الإسلامية في كانبيرا، مكان إجراء الانتخابات الرئاسية، وهتفوا بشعار "الموت للجمهورية الإسلامية"، وردًا على دخول الأشخاص إلى السفارة للتصويت، قال الحاضرون: "ضع أصبعك في دماء الشباب".