حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية تتجاوز 200 قتيل وأكثر من 350 مصابًا
تستخدم وكالة ناسا والقوات الجوية الأمريكية والعديد من الأمريكيين الآخرين كاميرا صينية الصنع في جمع البيانات، وتتواصل مع خوادم في الصين وروسيا، مما يشكل تهديدًا محتملًا للأمن القومي، وفق دراسة حصلت عليها مجلة "نيوزويك".
وقالت المجلة إن ليو جينغ كانغ، مؤسس ونائب رئيس شركة Arashi Vision Inc، التي تتخذ من شنتشن في الصين مقرًا لها، وتصنع كاميرا على غرار GoPro تسمى Insta 360، لديه علاقات بالحزب الشيوعي الصيني، إذ تم تعيينه "سفيرًا للترويج" لمؤتمر الشباب العالمي الخامس "هاكا".
وتأتي الدراسة في ظل توترات عالية بين الولايات المتحدة والصين، وسط مخاوف بشأن التجسس والتكنولوجيا والتنافس العسكري المتزايد، ومع إدارة أمريكية جديدة برئاسة دونالد ترامب مستعدة لاتخاذ موقف أقوى من الصين.
وفحصت الدراسة أحدث إصدار من كاميرا الحركة وتطبيقها Insta 360، الذي صنعته شركة ليو.
وأجرى البحث على Insta 360 X4 المتخصصان الأمنيان الأمريكيان، مدير استخبارات الأبحاث في شركة Parallax Research الممولة من البنتاغون، إيدز إل جيه، وخبير تقني ثانٍ في شركة مختلفة في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال المؤلفان إن البيانات من الأجهزة كانت تتواصل مع 276 نقطة نهاية أجنبية، العديد منها في الصين وروسيا، بما في ذلك حوالي 10 نقاط تابعة لشركات Bytedance مالكة "تيك توك"، وهواوي، وشركة الاتصالات الصينية المملوكة للدولة China Telecom.
وكتب المؤلفان في الدراسة المؤرخة في 14 يناير/ كانون الثاني الجاري: "يمكن لهذه الكاميرات جمع بيانات مهمة للأمن القومي بشكل نشط أو سلبي، وذلك بشكل مستمر، وبدرجة دقة قد تكون مستحيلة من خلال أي وسيلة أخرى، بما في ذلك المصادر البشرية".
وبحسب الدراسة، فإن الكاميرات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عمل وكالة ناسا، حيث تلتقط لحظات بارزة مثل البث المباشر للهبوط على المريخ بواسطة مركبتي InSight وPerseverance وإنشاء جولات غامرة في الواقع الافتراضي لمرافق ناسا.
وبهذا الصدد، قالت ناسا في بيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني إلى "نيوزويك"، إنها استخدمت الكاميرا دون فحص أمني مسبق، لكنها والتطبيق لم يكونا متصلين بشبكة ناسا.
وقالت نائبة رئيس الأخبار في مقر ناسا، جينيفر دورين: "اشترت ناسا الكاميرات في عام 2018، وتم استخدام كاميرات Insta 360 والتطبيق المرتبط بها مع أجهزة غير متصلة بشبكة ناسا".
وأضافت دورين أنه "أثناء بث الهبوط لمركبة Perseverance عام 2021، ومركبة InSight عام 2018، تم استخدام الكاميرا لتوفير الصور، لكن لم يكن أي منهما على شبكة ناسا الداخلية أو الخارجية".
وتابعت: "تحتوي الكاميرات على مخرجات HDMI، وتم استخدام البرنامج للتبديل بين موجزي الفيديو، وتم بثه على يوتيوب، كما تم استخدام الكاميرا للمناظر البانورامية في الجولات الافتراضية لمركز أبحاث جلين التابع لناسا في كليفلاند".
واعترفت دورين بأن "الكاميرات لم تخضع لمراجعة أمنية قبل الشراء، ومع ذلك، فإن برامج التحرير المستخدمة على أجهزة الكمبيوتر التابعة لوكالة ناسا تلتزم بضوابط أمنية يتم تدقيقها بانتظام.. واليوم، تخضع جميع الأجهزة الجديدة، سواء كانت متصلة بالشبكة أم لا، لمتطلبات الأمن الخاصة بوكالة ناسا".
كما تم استخدام كاميرات Insta 360 لتوثيق الأنشطة العسكرية الأمريكية، بما في ذلك بمروحيات الإنقاذ القتالية التابعة للقوات الجوية الأمريكية، والقفز بالمظلات، وفقًا لمؤلفي الدراسة، مع وجود روابط لحسابات على إنستغرام لأعضاء الخدمة العسكرية، والتي يبدو أنها تُظهر ذلك.
وكتب إيدز وزميله المشارك أن الكاميرا كانت متاحة للشراء في التبادلات العسكرية لأفراد الخدمة، بغرض الاستخدام الشخصي.
وحصلت المجلة على صور التقطها أحد أفراد الخدمة العسكرية، والتي يبدو أنها تُظهر كاميرا Insta 360 والبطاريات معروضة للبيع في أحد المعارض العسكرية في هاواي، حيث تشترك في رف مع كاميرات GoPro.
ووجدت المجلة أيضًا أن الكاميرا مدرجة للبيع على موقع الويب الخاص بموقع NEX Exchange التابع للبحرية الأمريكية.
وفي الدراسة، تساءل المؤلفان عن الكيفية التي تمكنت خلالها Insta 360 من دخول السوق الأمريكية، والرواج والبيع مباشرة في مؤسسات وزارة الدفاع الأمريكية وغيرها من البيئات الحساسة للأمن القومي.
وأثار المسؤولون الأمريكيون في السابق مخاوف بشأن التكنولوجيا الصينية واستخدامها المحتمل للتجسس.
من جانبها، قالت الصين إن مثل هذه المخاوف لا أساس لها، واتهمت الولايات المتحدة بمنع بعض صادرات التكنولوجيا المتطورة لتعوق تطويرها.
وبحسب الدراسة، فإن تطبيق الكاميرا كان يرسل رقم IMEI الخاص بالجهاز الذكي - بصمة الإصبع الفريدة الخاصة به - بالإضافة إلى الشركة المصنعة والطراز والرقم التسلسلي ونظام التشغيل المحمول وجنس المستخدم وهواياته وأعياد ميلاده.
كما يرسل التطبيق معلومات حساب تسجيل الدخول الخاص بطرف ثالث والصور ومقاطع الفيديو والمحتوى النصي.
وقالت الدراسة إن إصدار أندرويد من التطبيق يجمع أذونات قد لا تكون مرتبطة بوظائف التطبيق، بما في ذلك المهام الجارية الحالية والأخيرة وملفات الصوت والصور والفيديو والمكالمات النشطة وأرقام الهواتف الأخرى.
وقال المؤلفان إن كل هذا يمكن تجميعه في ملفات تعريف موسعة عن المواطنين الأمريكيين، مؤكدين أن "الجمع بين الإفراط في جمع البيانات، واستخراج الصوت، ونقل البيانات غير الآمن يخلق عاصفة مثالية من الثغرات الأمنية لمستخدمي الولايات المتحدة".
وقالا إنهما تمكنا من تحديد ثغرات أمنية في البرامج الثابتة والأجهزة الخاصة بالكاميرا.
وتابع المؤلفان أن "البيانات الصوتية التي تم التقاطها من خلال أجهزة Insta 360 يبدو أنها تُنقل إلى خوادم تابعة للشركة الصينية، iFlyTek، دون إشعار المستخدم أو سياسات واضحة لاستخدام البيانات".
وبحسب المجلة، تخضع iFlyTek لعقوبات من الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
