ترامب وهاريس.. من يمول الحملات الانتخابية؟

يمثل السباق بين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب مشهدًا مختلفًا في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تبعًا للظروف السياسية التي شكلت هذا المشهد، والعلامات الفارقة التي طبعته، وستؤثر حتمًا في نتيجة السباق.

كلا المرشحين يمتلكان أوراقًا لاستخدامها ضد الآخر، وكلاهما لديه نقاط تعزز فرصه، وأخرى قد تضعفها، ليبقى الحسم بيد الناخب الأمريكي، فيما يشكل الدعم المالي محورًا أساسًا في كل سباق انتخابي بين الحزبين.

وفيما تتسابق الحملتان لجمع أكبر قدر من التبرعات المالية، تظهر في المشهد أسماء مؤثرة تقف خلف الحزبين ومرشحيهما.

أعلنت حملة هاريس أنها جمعت 310 ملايين دولار في يوليو الماضي، وهو أكثر من ضعف المبلغ الذي جمعه ترامب خلال الشهر نفسه.

وبحسب منظمة "أوبن سيكرتس" المتخصصة في التمويل السياسي، فإن انتخابات 2024 يمكن أن تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

وتنفق مئات الملايين من الدولارات على مقاطع مصورة تروج لنتائج المرشحين ووعودهم، وتُنشر بكثافة على الإنترنت وقنوات التلفزيون خلال الأشهر التي تسبق الانتخابات.

داعمو ترامب

في تحليل لـ "رويترز" للإفصاح عن تمويل الحملات الانتخابية للجنة الانتخابات الفيدرالية، ظهرت مجموعة من المانحين من كبار الأثرياء كداعمين رئيسين للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، حيث تبرعوا بشكل جماعي بأكثر من 50 مليون دولار لدعم ترشيحه، وتاليًا أبرزهم:

تيموثي ميلون

أعطى تيموثي ميلون، الوريث البالغ من العمر 81 عامًا لعائلة ميلون المصرفية ومقرها بيتسبرغ، لجنة العمل السياسي الكبرى المؤيدة لترامب والمعروفة باسم "MAGA Inc" ما لا يقل عن 16.5 مليون دولار منذ العام 2022، كما قدم أيضًا ما لا يقل عن 20 مليون دولار لأحد المؤيدين لترامب.

إسحاق ولورا بيرلماتر

تبرع إسحاق "آيك" بيرلماتر، الرئيس السابق لشركة  Marvel Entertainment" وزوجته لورا بيرلماتر، بأكثر من 10 ملايين دولار في هذه الدورة الانتخابية إلى لجنة العمل السياسي الجديدة المؤيدة لترامب لجمع التبرعات.

ليندا مكماهون

قدمت سيدة الأعمال السابقة في المصارعة المحترفة، ليندا مكمان، تبرعات  بأكثر من 10 ملايين دولار في هذه الدورة.

كما قدمت مكمان أكثر من 15 مليون دولار في عامي 2019 و2020 قبل الانتخابات الرئاسية. 

روبرت بيجيلو

أعطى قطب الفنادق الاقتصادية في نيفادا، روبرت بيجلو، 79 عامًا، شركة "MAGA" المتحالفة مع ترامب أكثر من 9 ملايين دولار في هذه الدورة.

 وقال بيجلو إنه تعهد بمنح المجموعة المؤيدة لترامب ما إجماليه 20 مليون دولار.

وشركة "MAGA" هي لجنة العمل السياسي الكبرى المتحالفة مع ترامب التي أنفقت الملايين على إعلانات الهجوم على هاريس في الولايات الحاسمة.

 باتريشيا دوجان

منحت باتريشيا دوغان شركة "MAGA Inc" أكثر من 5 ملايين دولار في هذه الدورة الانتخابية.

وفيما تجنبت حملة ترامب الإنفاق كثيرًا على الإعلانات، قامت المجموعات الخارجية، ولجان العمل السياسي المتحالفة مع الرئيس السابق، بالإنفاق نيابة عن الحملة، بحسب موقع "أكسيوس".

داعمو هاريس

منذ انسحاب بايدن، جمعت حملة هاريس أكثر من 100 مليون دولار من التبرعات، وفي فترة قياسية مدتها 24 ساعة تم جمع 81 مليون دولار.

وخلال هذا الإطار الزمني، تبرع أكثر من 888 ألف شخص بمبالغ تصل إلى 200 دولار لكل منهم، وفقًا لمنصة التبرع التدريجي "ActBlue."

ويعتزم المانحون الذين سحبوا تمويلهم بسبب مخاوف بشأن عمر بايدن، استئناف دعمهم للحزب بعد اختيار هاريس.

وكانت الزيادة في التبرعات خلال فترة 24 ساعة بعد انسحاب بايدن من السباق هي الأكبر للمساهمات عبر الإنترنت للديمقراطيين منذ العام 2020، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت  مجموعة  "Win With Black Women"  وهي مجموعة من القيادات النسائية ذوات البشرة السمراء، إنها جمعت أكثر من 1.5 مليون دولار في ثلاث ساعات لحملتها الرئاسية، بعد  لقاء عبر منصة "زوم" مع أكثر من 44000 مشارك لتقديم دعمهم لهاريس.

وقال جو كوتشيت، وهو جامع تبرعات  للديمقراطيين ومقره سان فرانسيسكو، لشبكة "إن بي سي نيوز الأمريكية" إن المانحين مستعدون، الآن، للحفر في جيوبهم لدعم هاريس .

ومن بين المانحين جدعون شتاين، رئيس صندوق موريا وأحد المانحين للحزب، الذي قال لوسائل الإعلام الأمريكية إنه سيستأنف تمويله بعد أن أوقفه مؤقتًا بسبب مخاوف بشأن إمكانية انتخاب بايدن.

وأكد العديد من المانحين السياسيين البارزين دعمهم لهاريس  كمرشحة للحزب الديمقراطي.

ووصف ريد هوفمان، المؤسس المشارك لموقع  LinkedIn بأن هاريس هي الشخص المناسب في الوقت المناسب.

وقال ألكسندر سوروس، وهو متبرع كبير آخر إن هاريس كانت "المرشحة الأفضل والأكثر تأهيلاً لدينا".

ومن بين كبار جامعي التبرعات لمساعدة هاريس، المدير التنفيذي في "وول ستريت" مارك لاسري.

وساعد لاسري في جمع الأموال لكاميلا هاريس، عندما ترشحت ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي للعام 2020.

وقام، لاحقًا، بجمع أموال الحملة الانتخابية لبايدن عندما تغلب على ترامب خلال تلك الدورة الانتخابية.

ويخطط الرأسمالي المغامر ريد هوفمان للتبرع لدعم ترشيح هاريس أكثر مما فعل عندما دعم بايدن ضد  ترامب طوال دورة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وتبرع هوفمان بما لا يقل عن 10 ملايين دولار لدعم لجان العمل السياسي لبايدن حتى الآن في هذه الانتخابات، وفقًا لسجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية.