"الخدمة السرية" تحقق في "ثوانٍ حاسمة" أضاعها قناصها لإنقاذ ترامب

في مراجعة تفصيلية لمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب الأخيرة، سلط عملاء وخبراء خاصون في الخدمة السرية الضوء على العديد من العوامل التي ربما تكون أخرت رد فعل القناص المضاد بثوان حاسمة. 

الحادث، الذي وقع خلال تجمع حاشد في بنسلفانيا، شارك فيه مطلق النار توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عامًا، والذي أطلق النار من سطح منزل على بعد 150 ياردة، ما أدى إلى إصابة ترامب إلى جانب العديد من رواد التجمع، بحسب موقع "إنسايدر" الأمريكي.

وأشار الموقع إلى مواجهة قناص الخدمة السرية، الذي تدخل لحماية الرئيس السابق، عددًا من التحديات التي ربما أثرت في وقت استجابته.

ومن جانبه، أشاد بيل بيكل، العميل الخاص السابق، بالقرار السريع الذي اتخذه القناص المضاد، والذي أنقذ حياة ترامب في نهاية الأمر، إلا أنه أشار إلى عوامل معينة يمكن أن تكون جميعها أسهمت في خسارة القناص الثواني الحاسمة في محاولته لتحييد التهديد.

 ومن بين هذه العوامل: ظروف الحرارة الشديدة، ونقص الدعم الإضافي لمكافحة القناصة، والتركيز المحتمل للقناص على خط شجرة قريب.

كما شدد العميل الأسبق على أن وصول مطلق النار إلى السطح دون اكتشافه وغياب المزيد من القناصة المضادين كانا من الأمور المهمة المثيرة للقلق.

التحديات في التعرف الفوري على التهديدات

يشير المقال إلى الصعوبات التي يواجهها فريق مكافحة القناصة التابع للخدمة السرية في تحديد التهديد والرد عليه بسرعة، حيث أشار أنتوني كانجيلوسي، العميل الخاص السابق الذي أدار التطورات الأمنية التقنية، إلى عملية اتخاذ القرار الصعبة عند اكتشاف التهديدات المحتملة.

ويبدو أن مزيجاً من الثغرات الأمنية، واستخدام مطلق النار لتكتيكات التخفي، والقيود المفروضة على اتخاذ القرار لدى القناصة المضادين، والنقص الاستخباراتي المحتمل، كلها عوامل أسهمت في تأخر اكتشاف فريق مكافحة القناصين  التهديد والتعامل معه. 

إلى ذلك، سلط العميل الخاص الأسبق "بيكل" الضوء على أهمية تأمين مثل هذه المواقع، وتساءل ما إذا كان هناك عملاء أو موظفون تابعون لوكالة إنفاذ القانون يراقبون المنطقة، ويتحققون من بطاقات الهوية، لافتاً إلى أن الأسلوب العسكري الذي اتبعه مطلق النار للوصول إلى السطح، بما في ذلك الزحف المنخفض، ودفع سلاحه للأمام، أظهر مستوى عالياً من التدريب والإصرار.

العوامل المساهمة في التأخير

حدد بيكل ثلاثة عوامل أساسية ربما تكون أسهمت في تأخير استجابة القناصة المضادين: ظروف الحرارة الشديدة التي ربما أثرت سلباً على أداء القناص المضاد ووعيه بالموقف، وعدم كفاية القناصة المضادين الذين تم نشرهم لتوفير المراقبة والأمن الشاملين للحدث، والتركيز على خطوط الأشجار القريبة باعتبارها مناطق تهديد محتملة.

وربما يكون المسؤولون في مقر الخدمة السرية في واشنطن قيدوا عدد الفرق المنتشرة بسبب محدودية الموارد المتاحة.

وعلى ما يبدو، فإن كل ذلك أسهم في تأخير قدرة القناص المضاد على التعرف على مطلق النار والاشتباك معه في الوقت المناسب.

 فاعلية الاستجابة والتداعيات المستقبلية

رغم التأخير، وصف بيكل رد الخدمة السرية على هجوم مطلق النار بأنه "كتاب يُدرس" بحسب تعبيره، حيث تم تنفيذه كما ينبغي.

ورد فريق مكافحة القناصة بإطلاق النار، وهرع عملاء الهجوم المضاد إلى المشهد، بينما قام عملاء محددون بإجلاء ترامب. 

ومع ذلك، فإن الحادث يثير أسئلة مهمة حول تحديد التهديدات بشكل أسرع.

وقد تكون عوامل مثل الإرهاق والتركيز على أوراق الشجر واختيار مطلق النار لسطح مفتوح أسهمت في التأخير في تحديد التهديد.

ولفت الموقع إلى أن الحادث سيخضع لتحقيق شامل، وتدقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي والكونغرس والصحافة والجمهور. وهناك تنبؤات بتوجيه أصابع الاتهام بين الوكالات الأمريكية، فضلاً عن إثارة نظريات المؤامرة في أثناء التدقيق في محاولة الاغتيال. 

ومن المتوقع أن يكون للحادثة آثار طويلة المدى، إذ ستُوضَع تحت المجهر بحثًا عن الأخطاء المحتملة ومجالات التحسين، ومن المرجح أن تصبح النتائج جزءًا من بروتوكولات التدريب المستقبلية. وسيسعى جهاز الخدمة السرية إلى معالجة أي أوجه قصور تم تحديدها وتعزيز إجراءاته لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.