بعد محاولة انقلابية فاشلة.. ماذا حدث في بوليفيا؟ (فيديو وصور)

شهدت مدينة "لاباز" البوليفية، التي تعدّ العاصمة الفعلية للبلاد، الأربعاء، محاولة انقلاب عسكري فاشلة، تزعَّمها قائد الجيش الجنرال خوان خوسيه سونيجا.

ومهّد سونيجا للانقلاب العسكري، على ما يبدو، بإطلاق تصريحات مسبقة، في ساحة "بلازا موريلو" المركزية حيث يوجد القصر الرئاسي والبرلمان.

وتركزت تصريحات سونيجا على الغضب المتزايد في الدولة التي تعاني ركودا اقتصاديا في ظل استنفاد احتياطيات البنك المركزي والضغط على العملة البوليفية وسط نضوب صادرات الغاز.

وتصاعدت التوترات في بوليفيا قبل الانتخابات العامة المقررة في 2025، حيث يخطط الرئيس اليساري السابق إيفو موراليس لخوض الانتخابات ضد حليفه السابق لويس ألبرتو آرسي.

شرارة البداية

وانتشرت، منذ الثلاثاء، شائعات مفادها أن الجنرال سونيجا، الذي يشغل منصبه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، قد تتم إقالته بسبب تجاوزه لصلاحياته.

وبحسب الشائعات، فإن قائد الجيش أقيل بعد إطلاقه تصريحات معادية لموراليس الذي كان في السابق حليفاً وثيقاً لآرسي وبات اليوم أكبر خصم سياسي له، في إطار حملة الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

وقال سونيجا إنه لن يتوانى عن اعتقال الرئيس السابق إذا أصر على الترشح للرئاسة، في تصريح يتنافى والقوانين المرعية في البلاد، وهو ما دفع الرئيس آرسي لإقالته من منصبه.

ويرفض كثيرون عودة موراليس الذي حكم من 2006 إلى 2019 عندما أطيح به وسط احتجاجات واسعة النطاق، لتتولى السلطة حكومة محافظة مؤقتة قبل أن يفوز آرسي في انتخابات 2020.

تنفيذ غير مدروس

بدأت محاولة الانقلاب على الرئيس آرسي بتقدم وحدات وآليات عسكرية تابعة للجيش، في صفوف متراصة، عبر الشوارع المؤدية إلى الساحة التي فرضت قيود على الوصول إليها.

وتجمع عناصر الوحدات العسكرية يتقدمهم سونيجا، في ساحة "بلازا موريلو" المركزية، ثم تقدموا نحو القصر الذي دخله الجنرال لبرهة، بحسب مقاطع انتشرت عبر منصات التواصل.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي إحدى الدبابات وهي تضرب مدخل القصر وتحاول كسر باب معدني داخله، فيما اندفع الجنود نحو الداخل.

ووصف سونيجا ما حدث بأنه "إعادة هيكلة الديمقراطية" في البلاد، قائلاً: "ستكون هناك حكومة جديدة والجيش لا يزال يعترف بالرئيس آرسي قائداً للجيش".

وقال وهو محاط بجنود وعدد من الدبابات: "القوات المسلّحة تحاول إعادة هيكلة الديمقراطية، لجعلها ديمقراطية حقيقية. ليس ديمقراطية بعض الأسياد الذين يديرون البلاد منذ 30 أو 40 عاماً".

انسحاب ذاتي

وبينما كان الجنود يحيطون بالمنطقة ويسعون للسيطرة على القصر، ندد الرئيس آرسي بالتعبئة غير النظامية لبعض وحدات الجيش البوليفي.

وقال آرسي، في رسالة مصورة إلى الأمة وإلى جانبه وزراؤه: "اليوم تواجه البلاد محاولة انقلاب. اليوم تواجه البلاد مرة أخرى رغبات لقطع الطريق على الديمقراطية في بوليفيا".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى الشعب البوليفي لتنظيم نفسه والتعبئة ضد الانقلاب، لصالح الديمقراطية. الجنود بدباباتهم منتشرون في ساحة موريلو".

وبعدها بساعات وبشكل مفاجئ، انسحب الجنود من الساحة في الوقت الذي سيطرت فيه الشرطة عليها، وما إن غادر المتمردون المكان، حتى خرج الرئيس إلى شرفة القصر لتحية أنصاره الذين تجمّعوا بالمئات في الساحة.

اعتقال الجنرال

وداخل القصر الرئاسي، أدى خوسيه ويلسون سانتشيث اليمين أمام آرسي قائداً للجيش، وهو المنصب الذي كان يشغله سونيجا، ودعا إلى التزام الهدوء واستعادة النظام.

وقال سانتشيث: "آمر بعودة جميع الأفراد الذين تمت تعبئتهم في الشوارع إلى وحداتهم. ونأمل ألا تراق دماء جنودنا".

ولاحقاً، ألقت الشرطة البوليفية القبض على قائد الانقلاب الفاشل الجنرال سونيجنا، بينما كان يتحدث إلى صحفيين أمام ثكنة عسكرية.

وأجبر سونيجا على ركوب سيارة للشرطة في حين كان وزير الداخلية جوني أغيليرا يخاطبه قائلاً: "أنت رهن التوقيف أيها الجنرال".

واقتيد الجنرال المُقال إلى مركز الشرطة التابع للقوة الخاصة بمكافحة الجريمة، وأعلن مكتب المدعي العام فتح تحقيق جنائي ضده، ولم تحدد النيابة العامة التهم الموجهة إليه بعد.

ولقي تحرك سونيجا إدانات إقليمية ودولية واسعة، حيث دعا قادة كل من إسبانيا وتشيلي والإكوادور والبيرو والمكسيك وكولومبيا وفنزويلا إلى احترام الديمقراطية في بوليفيا.

وفي واشنطن، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمركي إن "الولايات المتحدة تتابع الوضع في بوليفيا عن كثب وتدعو إلى الهدوء".

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقال إنه "يشعر بقلق عميق" إزاء تطورات الوضع في بوليفيا.