مسيرة في فرنسا تندد بمعاداة السامية
مسيرة في فرنسا تندد بمعاداة الساميةأ ف ب

لجنة حقوقية: تراجع "مثير للقلق" في مستوى التسامح بين الفرنسيين

كشف أحدث تقرير للجنة الاستشارية الوطنية لحقوق الإنسان، نشر اليوم الخميس، عن تراجع مثير للقلق في مستوى التسامح بين الشعب الفرنسي.

ووفق صحيفة "لوموند"، أظهر مؤشر التسامح السنوي الذي تصدره اللجنة، والذي يقيس التحيزات الاجتماعية على مقياس من 0 إلى 100، انخفاضًا كبيرًا من 65 إلى 62 خلال العام الماضي.

ووصف الخبير السياسي، فنسنت تيبريج، هذا الانخفاض الكبير والنادربأنه "مثير للقلق"، نظرًا للانتخابات التشريعية المقبلة في 30 يونيو/حزيران الجاري و7 يوليو/تموز المقبل.

وبين أنه رغم هذا الانخفاض، لايزال مستوى المؤشر الحالي أعلى مما كان عليه في أوائل التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، الذي كان يحوم حول 50.

وأكدت الصحيفة أن هذا الانخفاض يعزى إلى التحولات الديموغرافية مثل زيادة مستويات التعليم، والتغيرات بين الأجيال، وزيادة تنوع السكان، موضحة أنه في حين أصبحت العنصرية "البيولوجية" القائمة على الاعتقاد بتفوق بعض الأعراق هامشية، فإن التصور بأن المهاجرين يستغلون الموارد العامة بشكل غير مستحق لايزال منتشرًا على نطاق واسع.

كما يسلط التقرير الضوء على التنافر المتزايد بين الإدانة العلنية للتمييز وأنماط التصويت الفعلية، ورغم أن غالبية المواطنين الفرنسيين يدعمون التدابير القوية المناهضة للعنصرية، فإن الناخبين اليمينيين المتطرفين، لاسيما أولئك المتحالفين مع حزب التجمع الوطني والجمهوريين، يشاركون على نحو متزايد في الانتخابات.

يشار إلى أن 54% من مؤيدي حزب الجبهة الوطنية و26% من مؤيدي الجمهوريين يعترفون بوجود مشاعر عنصرية لديهم، وفق الصحيفة.

ملف الهجرة

وأكدت أن تزايد كراهية الأجانب ليس ثقافيًا فحسب، بل اقتصاديًا واجتماعيًا أيضًا،حيث يُنظر إلى الخدمات العامة، لاسيما الرعاية الصحية، على أنها متوترة بسبب الهجرة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك ارتباط متزايد بين الهجرة وانعدام الأمن، إلى جانب التوترات المتعلقة بالإسلام وتوافقه الملحوظ مع قيم الجمهورية الفرنسية، لاسيما فيما يتعلق بحقوق المرأة والعلمانية، بحسب تقرير الصحيفة.

وأشارت "لوموند" إلى أن النتائج التي توصلت إليها اللجنة الوطنية الصينية لحقوق الإنسان صارخة، حيث إن 51% من الفرنسيين يشعرون بالغربة في بلدهم، بزيادة 8 نقاط عن ربيع عام 2022، ويعتقد 56% أن هناك عددًا كبيرًا جدًا من المهاجرين في فرنسا، إضافة إلى ذلك فإن 43% من أطفال المهاجرين المولودين في فرنسا ليسوا فرنسيين حقًا، وهي زيادة كبيرة من 21.4% في نوفمبر عام 2022.

أخبار ذات صلة
ماكرون يستنكر مظاهر معاداة السامية "الجامحة" في فرنسا

معاداة السامية

كما ارتفعت معاداة السامية أيضًا؛ إذ انخفض مؤشر التسامح تجاه اليهود من 72 في عام 2022 إلى 68 هذا العام.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الارتفاع يتزامن مع تصاعد التوترات في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، والصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة؛ ما أدى إلى ارتفاع استثنائي في الأعمال المعادية للسامية.

كما ارتفع الاعتقاد بأن اليهود الفرنسيين أكثر ولاءً لإسرائيل من فرنسا بنسبة 7 نقاط.

بدورها، لاحظت نونا ماير، التي شاركت في تأليف تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، التأثير المستمر للصور النمطية القديمة في جميع الفئات السكانية، حيث لا يزال 37% يربطون اليهود بالقوة المالية، ويعتقد 21% أنهم يتمتعون بنفوذ مفرط في فرنسا.

ونقلت الصحيفة تحذير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان من أن تراجع التسامح يعكس التأثير المتزايد للخطاب السياسي والإعلامي على المواقف الوطنية، لافتة إلى أن التقرير يشدد على ضرورة مواصلة اليقظة والعمل ضد العنصرية وكراهية الأجانب؛ إذ أصبحت هذه المشاعر أكثر ترسخًا في النفسية العامة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com