خبراء: إيران تترك حلفاءها بلا أي غطاء وتحاول النجاة بنفسها

قال محللون وخبراء سياسيون إن إيران تحاول النجاة بنفسها دبلوماسيًا في ظل التصعيد الإسرائيلي ضد ميليشيا حزب الله، وهو ما يفسره تصريح الرئيس الإيراني بأن بلاده مستعدة لوقف التصعيد والتوتر مع إسرائيل.

واعتبر المحللون والخبراء في حديث لـ"إرم نيوز"، أن إيران تركت حلفاءها بلا أي غطاء، وهي تثبت يومًا بعد يوم أن مصالحها تتقدم على أي اعتبار، ولذلك، لم تشارك في المعركة العسكرية بشكل مباشر، وبادرت إلى إرسال رسائل دبلوماسية لكسب المزيد من الأوراق على طاولة التسوية في المنطقة.

وقال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، إن "إيران اليوم تحاول النجاة بنفسها دبلوماسيًا دون الدخول في أي حروب تتيح لإسرائيل فرصة المواجهة المباشرة".

وأوضح أن تصريحات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، عن الاستعداد لخفض التوتر مع إسرائيل، تشير إلى أن المعركة الإيرانية دبلوماسية فقط، تهدف إلى إبعاد شبح الحرب عن إيران، وأن ما يجري هو مجرد صراع دبلوماسي دون تدخل عسكري مباشر.

وأضاف السبايلة أن "إيران، في الوقت الذي يتعرض فيه حزب الله لأكبر الهجمات، تركز على إرسال رسائل تدور حول فكرة التسوية والبحث عن مخرج من الحرب. إيران تواجه تحديًا خطيرًا، خاصة بعد أن نجحت إسرائيل في توحيد الجبهات تدريجيًا، ما قد يقود في النهاية إلى مواجهة مع القيادة الإيرانية نفسها".

وبحسب السبايلة، فإن القلق الإيراني يتزايد مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن واحتمال وصول إدارة جمهورية بقيادة دونالد ترامب، التي تتعامل مباشرة مع إيران، وليس مع وكلائها.

وأوضح المحلل السياسي أن إسرائيل توجه رسائل إلى المنطقة بأنها لن تتسامح مع أي تنظيم على حدودها قد يعيد سيناريو 7 أكتوبر/تشرين الأول، حتى لو بعد سنوات. وأضاف أن ما تقوم به في لبنان يرسل رسالة مفادها أنها لن تتعايش مع تنظيم مسلح على حدودها، وأن الهدف هو ضرب قدرات حزب الله العسكرية وإعادته جغرافيًا إلى مناطق لا تشكل تهديدًا وتحويل أزمته إلى الداخل اللبناني.

من جانبه، قال عضو البرلمان الأردني السابق، جعفر الربابعة، إن إيران تثبت يوميًا أن مصالحها تتقدم على أي اعتبار، وليس من المستغرب تصريح الرئيس الإيراني بشأن خفض التوتر مع إسرائيل.

وأضاف الربابعة في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، "لقد تركت إيران حلفاءها بلا أي غطاء، فقد شاهد الجميع كيف انفردت إسرائيل بغزة، واليوم تنتقل إلى جبهة لبنان لضرب حزب الله، وبعد ذلك ستستهدف أذرع إيران في سوريا والعراق واليمن. الأيام القادمة ستثبت ذلك، وسيكتشف الجميع في المنطقة، خاصة من خدعتهم إيران، أن شعاراتها ليست سوى أدوات للاستهلاك الإعلامي، وأن مصلحة طهران فوق كل اعتبار."

وأضاف الربابعة، "نحن نعتصر ألمًا على الضحايا المدنيين في لبنان الذين يدفعون ثمن سنوات من الخطابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وفي الوقت ذاته، نرفض الوحشية الإسرائيلية التي لا تميز بين مدني وعسكري".

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي رياض منصور إن سياسة إيران البراغماتية ليست مفاجئة، ومن يظن أنها تهدف لصالح شعوب المنطقة العربية فهو واهم، وأضاف أن لإيران مشروعًا توسعيًا مشابهًا للمشروع الإسرائيلي.

وأشار منصور في تصريحاته لـ"إرم نيوز" إلى أن إيران اليوم في مأزق حقيقي، بعد أن تمكنت إسرائيل من كسر قواعد الاشتباك دون أي رد موجع. ولم نرَ تنفيذًا لأي من التهديدات التي كان يطلقها حزب الله طوال السنوات الماضية حول توازن الردع.

وأوضح منصور أن إيران تسعى إلى كسب أوراق تفاوضية في المنطقة، وهو ما يفسر تصريحات الرئيس الإيراني، ويدرك صانع القرار الإيراني أن إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة لن تسمح باستمرار أذرع إيران في نهج الاشتباك الذي ساد خلال السنوات الماضية.

وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في بيان نقلته وسائل إعلام أمريكية، أن "بزشكيان لم يدلِ بمثل هذا التصريح قط".

وكانت وكالة أنباء "فارس نيوز" التابعة للحرس الثوري الإيراني أكدت، يوم الثلاثاء، صحة التصريح الذي أدلى به بزشكيان من نيويورك خلال اجتماعه مع مجموعة من كبار مديري وسائل الإعلام الأمريكية، والذي أكد فيه أن طهران مستعدة لوقف التصعيد والتوتر مع إسرائيل.