أوروبا في مرمى الصواريخ.. التدخل الغربي بأوكرانيا يستحضر "شبح الحرب العالمية"

يرى خبراء أن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي حال السماح لكييف بضرب العمق الروسي باستخدام الصواريخ، والأسلحة الأوروبية.

وأشار الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن الإستراتيجية العسكرية الروسية تتضمن استهداف المنشآت العسكرية الأوروبية، ليست الموجودة في كييف فقط، بل تمتد آثارها إلى منشآت حلفاء واشنطن الموجودة على حدودها.

وأكد رائد جبر، المحلل السياسي والمختص في الشأن الروسي، أن تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدخول في مواجهة مباشرة مع الغرب حال السماح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى، قد تفتح الباب أمام حرب عالمية ثالثة.

 

وقال جبر في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن روسيا كانت قد حذرت كثيرًا، في السابق، من خطورة انخراط الغرب في الحرب الروسية الأوكرانية والتورط فيها.

وأضاف: "لم يلتزم بهذه التحذيرات، وقام بتوسيع دائرة مساعدته لأوكرانيا، ومدّها بالمزيد من الأسلحة العسكرية، وهو ما شاهده العالم خلال التوغل الأوكراني الذي تم في كورسك، مؤخرًا، باستخدام تقنيات ومعدات عسكرية ثقيلة من الغرب".

ولفت إلى "الاستعدادات الغربية، خاصة من جانب  الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والتي قد تسمح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الغربية لضرب مواقع داخل العمق الروسي".

وتابع: "تحذير الرئيس الروسي هذه المرة واضح ومباشر؛ لأن الإقدام على هذه الخطوات والتطورات من جانب الغرب سيعني تجاوز آخر الخطوط الحمراء التي وضعتها روسيا؛ ومن ثم انتقال المواجهات إلى مرحلة جديدة من النزاع".

وأوضح رائد جبر، أن الرد الروسي قد يتطور ليشمل استهداف ناقلات السفن، والطائرات الغربية في الأجواء والمياه الإقليمية الأوكرانية كبداية.

واعتبر أن "موسكو بالفعل قد ركزت، في الآونة الأخيرة، على استهداف مخازن للذخائر والمعدات الغربية، ومنشآت، وبنية تحتية، وأيضًا مراكز تدريب للقوات الأوكرانية على استخدام تلك التقنيات والمعدات الغربية".

 

وأضاف أنه من المحتمل أن تلجأ موسكو إلى التلويح بضرب المواقع والمنشآت التي تنطلق منها الإمدادات العسكرية، ومع وسط تعالي أصوات داخل روسيا تنادي بضرورة توجيه ضربات استباقية إلى أماكن انطلاق الخطر، وقد يطال الأمر بعض المواقع في بلدان مجاورة تنطلق منها تلك الإمدادات، مثل بولندا، ورومانيا، على سبيل المثال، مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع.

بدوره، ذكر محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية: "الاعتداء الأوكراني بالصواريخ بعيدة المدى بمثابة اعتداء مباشر على روسيا، وإعلان للحرب".

وأكد الأفندي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن روسيا سترد من خلال استهداف القواعد العسكرية الأمريكية والأوروبية التي تساعد أوكرانيا مثل القواعد الموجودة في ألمانيا، وبولندا، بالإضافة إلى استهداف الأقمار الصناعية الأمريكية التي توجّه تلك الصواريخ.

وتوقع الخبير في الشؤون الروسية في تصريحاته، أن تسير الأمور نحو التهدئة، خاصة مع رغبة الأمريكان في تلاشي وقوع صدامات مباشرة مع روسيا في أعقاب تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة، والتي تشير إلى أن الأهداف الروسية ستكون مباشرة على مناطق حلف الناتو، خاصة الأهداف العسكرية.