قال الخبير في الشؤون الصينية، محمد بايرام، إن إرسال الرئيس الصيني شي جين بينغ نائبه "هان تشينغ" كمبعوث شخصي لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يُعدّ خطوة إيجابية وغير مسبوقة تكسر التقاليد الدبلوماسية المعتادة بين البلدين.
وأوضح بايرام، في حوار مع "إرم نيوز"، أن هذه الخطوة جاءت نتيجة اتصال هاتفي بين ترامب وشي، حيث اتفقا على إنشاء قناة اتصال استراتيجية لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مما يعكس استعداد بكين لاعتماد الحوار بدلاً من المواجهة.
وتاليا نص الحوار:
أكد بايرام أن سياسات ترامب الاقتصادية والتجارية شكّلت تهديداً مباشراً لطموحات الصين، متوقعاً تصعيداً جديداً للحرب التجارية مع عودته إلى البيت الأبيض.
وأضاف أن الصين تتبنى استراتيجيات مرنة لتعزيز استقلاليتها الاقتصادية والسياسية، مع العمل على تخفيف التصعيد عبر الحوار.
يرى بايرام أن أبرز نقاط التوتر بين واشنطن وبكين ستتمحور حول تايوان وبحر الصين الجنوبي. وأكد أن الصين لن تسعى إلى صراع عسكري قبل عام 2030، لكنها ستواصل تعزيز وجودها في هذه المناطق الحساسة عبر مناورات عسكرية.
وفي مجال التكنولوجيا، لفت بايرام إلى أن التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس وأشباه الموصلات سيظل محوراً أساسياً للصراع، حيث تسعى واشنطن إلى فرض قيود صارمة لكبح التفوق الصيني.
توقع بايرام أن يستأنف ترامب سياساته السابقة بفرض رسوم جمركية وحواجز تجارية. ورداً على ذلك، اتخذت الصين خطوات استباقية مثل تحفيز الاقتصاد المحلي، دعم العملة، وزيادة الاعتماد على الذات في الصناعات الاستراتيجية كأشباه الموصلات.
أوضح بايرام أن الحرب التجارية ستلقي بظلالها على الشرق الأوسط، نظراً لاعتماد الصين على ثلث إمداداتها من الطاقة من الدول العربية.
أكد بايرام أن العالم يتجه نحو انقسام بين معسكرين: الأول تقوده الولايات المتحدة مع حلفائها التقليديين، والثاني تقوده الصين بالتعاون مع دول مثل روسيا وإيران وشركاء في آسيا وأفريقيا.
أشار بايرام إلى أن التعاون بين الصين وإيران في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والعسكري يعزز مواجهة الضغوط الأمريكية، لكنه وصف العلاقة بأنها تكتيكية وليست استراتيجية.
أكد بايرام أن الأمن السيبراني والمواجهة التكنولوجية يمثلان أبعاداً حاسمة في الصراع بين واشنطن وبكين.
وتوقع أن تواصل الصين تعزيز قدراتها الذاتية في قطاع الشرائح الإلكترونية لمواجهة العقوبات الأمريكية.