عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات على "حزب الله" في جنوب لبنان

logo
العالم

هل تترجم "خطة ماتي" الإيطالية في أفريقيا مبدأ "تبادل المنفعة"؟

هل تترجم "خطة ماتي" الإيطالية في أفريقيا مبدأ "تبادل المنفعة"؟
06 فبراير 2024، 6:50 م

اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن مبادرة إيطاليا في أفريقيا المتمثلة بـ"خطة ماتي"، التي تتبناها رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتطرفة جيورجيا ميلوني، ستبقى "جوفاء"، ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة لتمكين المجتمعات المهمشة.

وقالت صحيفة "الغارديان"، إن ميلوني كانت تدعو إلى فرض حصار بحري على طول الساحل الأفريقي وإمتاع الملايين من أنصارها بنظريات المؤامرة القومية البيضاء، قبل أن تنقلب على خاطبها بشكل جذري بعد مرور نحو عام على ولايتها.

وبينت أنه خلال القمّة، التي استضافتها روما، أعلنت ميلوني أن النهج "الأبوي"، الذي تتبناه أوروبا في التعامل مع أفريقيا قد فشل، ووعدت بأن إيطاليا ستسعى، من الآن فصاعدًا، إلى إقامة تعاون "متبادل المنفعة" خال من "افتراضات الماضي المفترسة".

وتعهدت الحكومة الإيطالية بتقديم أكثر من 5.5 مليارات يورو لتمويل مبادرات الطاقة والتعليم والرعاية الصحية والزراعة في: المغرب، وساحل العاج، والجزائر، وموزمبيق، ومصر، وجمهورية الكونغو، وأفريقيا.

في المقابل، تأمل ميلوني أن تتخذ الدول الأفريقية إجراءات للمساعدة في وقف عمليات عبور القوارب غير النظامية في أجزاء من البحر الأبيض المتوسط، والتي ارتفعت، العام الماضي، بنحو 50% عن العام 2022.

ليسوا "متسولين"

وحذَّر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، من الوعود التي قد لا تتحقق، مؤكدًا أن الأفارقة ليسوا "متسولين".

وأوضحت الصحيفة أن مبادرة ميلوني، التي سميت على اسم إنريكو ماتي، مؤسس شركة النفط الحكومية "إيني"، لا تتعلق فقط بتعزيز التعاون بين القارات.

أخبار ذات صلة

تقرير: إيطاليا لم تتخلص من ماضيها الفاشي مع حكم اليمين المتطرف

           

وبينت أنها خطوة إستراتيجية لتعزيز نفوذ إيطاليا داخل الاتحاد الأوروبي وتأمين صفقات الطاقة وسط التدافع للتعويض عن النقص في الغاز الروسي، ومن خلال مغازلة حلفاء الاتحاد الأوروبي ومواءمة إيطاليا مع القضايا الإستراتيجية الرئيسة مثل دعم حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والانسحاب من مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيثُ تهدف ميلوني إلى وضع إيطاليا كشريك موثوق به للكتلة.

هدفت ميلوني من خلال القمة، التي حضرها 45 زعيمًا أفريقيًا، إلى إظهار قدرة إيطاليا على تأمين اتفاقيات بشأن الهجرة وواردات الطاقة، فيما يرى المنتقدون أن نهج المبادرة الذي يركز على الموارد يتعارض مع خطاب المساواة المعلن في إيطاليا.

دون تشاور

وأشار الصحيفة إلى أن المنظمات غير الحكومية وجماعات المجتمع المدني أثارت مخاوف بشأن الطبيعة التنازلية للمقترحات، وعدم التشاور مع الحكومات والمجتمعات المحلية، وغياب الضمانات ضد استغلال الموارد أو سرقتها، معتبرًا ذلك بمثابة مؤشر إلى ديناميكية القوة، حيث تتوقع إيطاليا من الحكومات الأفريقية أن تقبل مقترحاتها دون التشاور.

وتطرقت الصحيفة إلى أن ماضي إيطاليا الاستعماري، والذي اتسم بالجرائم المروعة في إثيوبيا الحالية، وإريتريا، وليبيا، وأرض الصومال، لا يزال دون معالجة كافية، مبينة أن الافتقار إلى الوعي العام والاعتراف بهذا التاريخ يُسهم في استمرار عدم المساواة داخل المجتمع الإيطالي، بما في ذلك استغلال العمال الأفارقة وتهميش الإيطاليين الأفارقة.

وأكدت الصحيفة أن مبادرة ميلوني، مدفوعة بمزيج من المصالح الجيوسياسية، واعتبارات إمدادات الطاقة، والموروثات الاستعمارية غير المعالجة، وفي حين تم تأطير المبادرة على أنها تحول نحو التعاون متبادل المنفعة، إلا أنها تعرضت للانتقاد بسبب نهجها الذي يركز على الموارد، وعدم التشاور مع أصحاب المصلحة الأفارقة، والفشل في معالجة عدم المساواة المنهجية داخل المجتمع الإيطالي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC