‌‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل المساعد الأبرز لقائد لواء غزة في حماس

logo
العالم

التفاوض تحت النار.. هل تفتح مبادرة أوكرانيا الباب لتسوية دولية؟

التفاوض تحت النار.. هل تفتح مبادرة أوكرانيا الباب لتسوية دولية؟
فولوديمير زيلينسكيالمصدر: وكالة نوفا الإيطالية
17 مارس 2025، 3:48 م

في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لمحادثات سلام محتملة لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام مع روسيا، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسومًا رئاسيًّا، يُعين بموجبه فريقًا للتفاوض.

ويقود الفريق مدير مكتب الرئاسة أندريه يرماك، ويضم كلًّا من وزير الخارجية أندريه سيبيغا، ووزير الدفاع رستم عمروف، ونائب مدير المكتب الرئاسي بافلو باليسا كأعضاء. 

وهذا الفريق هو ذاته الذي شارك في اجتماع مع الحكومة الأمريكية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، حيث تم اقتراح هدنة مؤقتة لم تقبلها روسيا بعد. 

وفي هذا السياق، أعرب زيلينسكي عن امتنانه لأعضاء الفريق على جهودهم المستمرة، مشيرًا إلى أن تشكيل الفريق يأتي في وقت بالغ الأهمية مع اقتراب أوكرانيا من مرحلة جديدة في سعيها لتحقيق السلام. 

من جانبها، رحبت روسيا بتصريحات زيلينسكي حول الاستعداد للتفاوض، لكنها أشارت إلى أن الطرف الذي ستتفاوض معه لم يتضح بعد. 

أخبار ذات علاقة

زيلينسكي يعيّن فريقه المفاوض في محادثات السلام

 إشارات متناقضة

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه روسيا إصدار إشارات متناقضة بشأن استعدادها للتفاوض، ما يثير تساؤلات حول مدى واقعية التوصل إلى هدنة قريبة.

ورغم الخطوات الأوكرانية الجادة نحو التفاوض، إلا أن التباينات لا تزال كبيرة بين الطرفين، خصوصًا مع إصرار موسكو على فرض شروطها الخاصة.
 
هدنة مؤقتة

وفي هذا الإطار، قال رئيس المركز الأوكراني للحوار، الدكتور عماد أبو الرب، إن تعيين فريق التفاوض يعكس رغبة أوكرانيا الحقيقية في البحث عن هدنة مؤقتة، يمكن أن تكون خطوة أولى نحو تسوية سلمية عادلة. 

وأضاف أبو الرب، لـ"إرم نيوز"، أن "كييف لا تكتفي بمجرد إعلان نواياها، بل تعمل على حشد دعم حلفائها الغربيين، خصوصًا الولايات المتحدة، للضغط على موسكو وإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وأوضح أن هناك فريقين رئيسيين في هذه العملية؛ الأول هو الفريق التفاوضي الرسمي برئاسة مدير مكتب الرئيس الأوكراني، والذي لعب دورًا محوريًّا في التحركات الدبلوماسية الأوكرانية منذ بداية الحرب. أما الثاني، فهو فريق داعم يتكون من خبراء أمنيين وسياسيين ومراقبين، يعمل على تهيئة الأجواء لإنجاح أي هدنة مستقبلية.

شروط تعجيزية

ورغم إعلان روسيا عن استعدادها للتفاوض، إلا أن أبو الرب يرى أن الكرملين لا يزال يضع شروطًا مجحفة، مشيرًا إلى أن موسكو تستخدم التفاوض كتكتيك لتعزيز موقفها على الأرض قبل أي اتفاق نهائي.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الروسية واضحة، فقبل الدخول في أي مفاوضات جدية، تحاول موسكو فرض واقع جديد على الأرض عبر التوسع العسكري، حتى يكون لديها أوراق ضغط أقوى.

من ناحيته، علق الأستاذ في كلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، رامي القليوبي، على هذه الخطوة، معتبرًا أنها إضفاء طابع رسمي على مشاورات كانت قائمة بالفعل.

وقال القليوبي، لـ"إرم نيوز"، إنه "رغم تشكيل هذا الفريق، لا يبدو أن إنهاء الحرب أو التوصل إلى هدنة قريبان، إذ إن هناك انطباعًا بأن روسيا تماطل في قبول أي اتفاق لوقف إطلاق النار، ولم ترد حتى الآن رسميًّا على المقترح الأمريكي المطروح".

وأشار القليوبي إلى أن الرسائل الروسية المتناقضة تعكس عدم وجود موقف واضح تجاه الهدنة، مضيفًا: "موسكو تبعث بإشارات ضبابية، فهي تتحدث عن أن أي هدنة يجب أن تكون مقدمة لوقف مستدام لإطلاق النار، وليس فرصة لإعادة تموضع القوات الأوكرانية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد".

أخبار ذات علاقة

بغارة صاروخية.. روسيا تستهدف مسقط رأس زيلينسكي

 استنزاف الغرب  

وأكد القليوبي أن روسيا ليست في عجلة من أمرها لإنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي قد يخدم أهدافها الاستراتيجية.

وأشار إلى أن الكرملين يدرك أن الغرب يواصل ضخ الأسلحة لأوكرانيا، لكن فاتورة الدعم تتزايد على الأوروبيين والأمريكيين؛ مما قد يؤدي إلى تراجع الحماس لمواصلة المواجهة طويلة الأمد. 

واختتم بالقول، إن "تعيين فريق تفاوضي لا يعني بالضرورة أن يؤدي إلى نتائج ملموسة، بل قد يكون مجرد محاولة من كييف لإظهار حسن النوايا للمجتمع الدولي، خاصة مع تراجع زخم الدعم العسكري الغربي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات