إعلام فلسطيني: قصف عنيف وانفجارات سُمعت بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة

logo
العالم

إعصار فلوريدا يخلّف وراءه "إعصارًا انتخابيًّا"

إعصار فلوريدا يخلّف وراءه "إعصارًا انتخابيًّا"
بايدن خلال تلقي إحاطة بشأن الإعصار "ميلتون"المصدر: رويترز
10 أكتوبر 2024، 1:41 م

"استياء وغضب وامتعاض"، أوصاف مناسبة يمكن إطلاقها على حالة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي ظهر بها في ساعة الذروة، متحدثًا إلى الأمريكيين عن استعدادات إدارته لمواجهة الإعصار "ميلتون"، الذي يُوصف بالأعنف من نوعه منذ قرن. 

ظهر بايدن وهو يتناول تلك التصريحات التي صدرت عن الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما يتعلق بأداء الحكومة الفيدرالية خلال أزمة الإعصارين المتتاليين في ولايات الشمال الشرقي ومدنها.

وإذا كان بايدن يتحدث بعيدًا عن السباق  الانتخابي الرئاسي، فإن المسائل تظهر على الساحة الانتخابية في صورة إعصار آخر، ولكنه انتخابي وسياسي بامتياز.

نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لجأت إلى استخدام ألفاظ قاسية، وهي تتحدث عن تلك الاتهامات التي أطلقها منافسها ترامب عن تلكؤ إدارة بايدن في تقديم المساعدات اللازمة للولايات المتضررة التي يحكمها حكام جمهوريون.

هاريس قالت إن ترامب "طائش بشكل لايصدق"، مجددة تلك الاتهامات له بأنه يعمل على نشر الأكاذيب بخصوص المساعدات التي ضختها إدارة بايدن للمتضررين من إعصار هيلين، الذي ضرب ولاية فلوريدا وخمس ولايات أخرى قبل أقل من أسبوعين.

أخبار ذات علاقة

مشاهد مروعة.. "ميلتون" يضرب فلوريدا "بعنف" و4 قتلى (فيديو)

انزعاج المرشحة الديمقراطية يأتي في أعقاب تلك التصريحات التي أطلقها المنافس الجمهوري على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال فيها إن إدارة بايدن تحجب المساعدات عمدًا عن الولايات الجمهورية، مضيفًا أن الأموال المخصصة للوكالة الوطنية للطوارئ نفدت؛ لأن أغلب هذه الأموال ذهبت لمساعدة المهاجرين غير النظاميين الذين دخلوا البلاد عبر الحدود الجنوبية، وينتشرون الآن في عدة ولايات أمريكية، أغلبها يحكمها ديمقراطيون بعد ترحيلهم الجماعي من ولاية تكساس الحدودية.

المرشحة الديمقراطية تقول إن الحكومة الفيدرالية تعمل على مدار الساعة لتأمين المساعدات للمتضررين، وقررت إرسال ألف عنصر من المتخصصين للمناطق المتضررة، فيما يقول بايدن إن المسألة حياة أو موت، وإن حكومته ستكون إلى جانب المتضررين، وأنها ستعيد بناء المناطق المتضررة، وإن أي محاولة لاستغلال الكارثة الطبيعية سياسيًّا في المرحلة الحالية هو سلوك يتنافى بالكامل مع القيم التي بنيت عليها الولايات المتحدة.

هذا الجدل الصدامي بين حملتي هاريس وترامب لم يتوقف منذ إعلان الجهات الحكومية المحلية والفيدرالية المختصة ترقبها لإعصار "هيلين" في مدن وولايات الساحل الشرقي الأمريكي قبل أكثر من أسبوعين، من خلال سلسلة الزيارات الميدانية للمدن والمناطق المتضررة من قبل الرئيس بايدن ونائبته، وكذلك الأمر بالنسبة للمنافس الجمهوري الذي أطلق سلسلة متواصلة من التغريدات على منصته للتواصل الاجتماعي وبقية المنصات الأخرى.

المسألة باتت مثيرة للقلق، حتى بالنسبة للأطراف المحايدة في المرحلة الحالية من السباق الرئاسي؛ لأن التعامل مع هذه الكارثة الطبيعية يحتاج إلى جهود مشتركة من قبل قيادات الحملتين ومشروعي الحزبين في الكونغرس، وليس إلى إظهار مزيد من الانقسام وتحويل معاناة مواطنين أمريكيين فقدوا كل ما يملكونه بالكامل، ومآسي عائلات أمريكية فقدت أقرباء لها جراء الإعصار لمناسبة للاستقطاب السياسي والدعاية الانتخابية المجانية.

الأمر لم يقتصر فقط على ذلك التصادم الانتخابي بين مرشحي الحزبين، بل تعداه إلى صدام ثانٍ، هذه المرة ظهر واضحًا بين المرشحة كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري الرئاسي السابق وحاكم ولاية فلوريدا، الولاية الأكثر تضررًا من الإعصارين المتتابعين "رون دي سانتوس"، عندما  اتهمته الأخيرة أنه بصدد ممارسة الألاعيب السياسية في هذه المرحلة الحساسة التي يعيشها ملايين الأمريكيين.

أخبار ذات علاقة

"ميلتون" يحطم المنازل والكهرباء في فلوريدا (فيديو وصور)

هاريس، وضمن سياق إظهار صرامتها القيادية في التعامل المباشر مع الازمة، أعلنت تهديدها للأطراف المحلية جميعها التي يمكن أن تسعى إلى استغلال الأزمة لتحقيق أرباح أفضل من خلال الزيادة في أسعار الوقود والمواد الغذائية، وقالت إن عقوبات قاسية سوف تكون في انتظار هؤلاء.

يدرك المرشحان هاريس وترامب أن توقيت هذين الإعصارين خلال مدة الأسبوعين حساس جدًّا، بقدرته على التأثير في شعبيتها، خاصة بين سكان الولايات الست المتضررة، وبالأخص في ولاية فلوريدا المتأرجحة انتخابيًّا، هي الأخرى بين الحزبين، ولو أنها خلال العقد الأخير باتت أقرب إلى الحزب الجمهوري منها إلى الديمقراطي، ومع ذلك فإن المحاولات لا تتوقف من الطرفين لتعزيز الحظوظ الانتخابية فيها.

وفي الجهة المقابلة، فجر هذا الوضع الطارئ مجددًا الجدل القديم المرتبط برؤية الحزبين لمسألة التغير المناخي وضرورة أن تأخذ الحكومة الفيدرالية مزيدًا من الخطوات لمواجهة هذا التحول المناخي الذي بات يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي والاقتصاد الوطني، كما يقول بذلك الديمقراطيون ودعاة تدخل الحكومة العاجل لمعالجة أزمة التغير المناخي من المستقلين.

وعلى العكس من ذلك تمامًا، يقول النواب والشيوخ الجمهوريون، إضافة إلى مرشح الحزب دونالد ترامب إن مسألة التغير المناخي مبالغ فيها، وهي سياسة مكلفة للولايات المتحدة، وإن جهود هذه الإدارة في هذا الاتجاه تخدم مصالح الصين والدول الأكثر تلوثًا في العالم، وليس مصالح الولايات المتحدة.

بايدن وهاريس يقولان إنهما يدركان الأهمية القصوى للطبيعة العاجلة لهذه المخاطر، التي تهدد مستقبل الكرة الأرضية وليس الولايات المتحدة فقط، ولذلك سعيًا، وبالتعاون مع الكونغرس لتقديم المشروع القانوني الأكثر خدمة للبيئة في تاريخ الولايات المتحدة، ويؤكدان أن هناك عملًا كبيرًا لا يزال ينتظر الولايات المتحدة في الداخل، من خلال إصدار مزيد من التشريعات والقوانين لحماية البيئة ومع بقية أعضاء المجتمع الدولي، بقصد إعادة إحياء الاتفاق العالمي الذي كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد توصلت إليه، وألغاه لاحقًا الرئيس السابق دونالد ترامب  خلال ولايته  السابقة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC