إذاعة الجيش الإسرائيلي: إطلاق القذائف من لبنان هو الأول منذ 3 أشهر ويشكل انتهاكا خطيرا من حزب الله
عشية مؤتمر أمني رفيع المستوى، وقبل الانتخابات التشريعية المبكرة بعشرة أيام، نفّذ لاجئ أفغاني هجومًا في مدينة ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا، إذ اقتحم بسيارته حشودًا خلال مظاهرة لاتحاد النقابات العمالية "Verdi"، أسفر عن إصابة نحو 20 شخصًا، حالة بعضهم "حرجة"، بحسب الإعلام الألماني.
وركزت تحليلات وقراءات الصحافة الألمانية على توقيت الهجوم، الذي جاء بينما تستعد المدينة الواقعة جنوبي البلاد، لاستضافة مؤتمر ميونيخ للأمن، المقرر أن يحضره نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وينعقد مؤتمر ميونيخ الأمني، وهو مثقل بجدول أعمال مزدحم وملفات شائكة تمتد من الحرب الأوكرانية الروسية، إلى نزاعات الشرق الأوسط، وخطة ترامب "المثيرة للجدل" لتهجير سكان قطاع غزة، وليس انتهاء بالسجالات السياسية والاقتصادية الدائرة بين ضفتي الأطلسي، عقب وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وجاءت حادثة الدهس، بحسب خبراء، لتفاقم الهواجس الأمنية لدى قادة الدول وخبراء الأمن والدفاع وصناع القرار الذين سيجتمعون في ميونيخ، بالموعد السنوي التقليدي المتواصل منذ العام 1963، بحثًا عن أرضية مشتركة تؤسس لعالم خالٍ من العنف والتطرف و"الإرهاب".
واللافت أن الهجوم جاء وسط إجراءات أمنية مكثفة طبقتها السلطات الألمانية في المدينة التي تدعى بالعاصمة الخفية للبلاد، فهي ثالث أكبر مدينة في ألمانيا، وتعتبر في طليعة المدن الاقتصادية والسياحية في البلاد.
وفيما يتعلق بتوقيت الهجوم، لم تغفل الصحافة الألمانية عن دلالاته ورمزيته وتداعياته؛ ذلك أنه يأتي بينما تستعد ألمانيا للانتخابات التشريعية المقررة في 23 فبراير/شباط الجاري.
ويرى خبراء أن هذا الهجوم يعد بمثابة "دعاية دموية مجانية" لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، معتبرين أن مثل هذا الهجوم يعزز رواية الحزب في التوجس من "المسلمين والمهاجرين والأجانب".
ورجحت غالبية استطلاعات الرأي، قبل الهجوم، أن حزب البديل سيحصل على نحو 20% من أصوات الناخبين الألمان، ليحتل بذلك المركز الثاني على مستوى البلاد، بعد "التحالف المسيحي" الذي تعطيه استطلاعات الرأي نحو 29% من أصوات الناخبين.
وأكد الخبراء أن مثل هذا الهجوم سيرفع رصيد حزب البديل، معتبرين أن حادثًا من هذا النوع، وإن كان مؤلمًا، إلا أنه سيمنح حزب البديل زخمًا إضافيًّا، ولا سيما أن أيامًا قليلة تفصل عن الانتخابات، بمعنى أن مشاهد الهجوم الدموي ستكون "طرية" في ذاكرة الناخبين وهم يتوجهون إلى صناديق الاقتراع.
وسارع المستشار الألماني أولاف شولتس إلى التنديد بما وصفه بـ"العمل الشنيع"، في إشارة إلى حادثة الدهس، متوعدًا بترحيل منفذ الهجوم الأفغاني، في تأكيد لما يدور في أروقة السياسة الألمانية التي تطالب بضرورة ترحيل المتهمين بجرائم وأعمال عنف، بصرف النظر عما إذا كان بلد "المتهم" آمنًا أم لا، على اعتبار أن القوانين الألمانية ترفض ترحيل المهاجرين إلى بلاد غير مصنفة بـ"الآمنة"، وهو تصنيف تقرره وزارة الخارجية الألمانية بشكل دوري.
وحتى قبل الهجوم، فإن ملف الهجرة واللجوء تصدّر أنشطة الحملات الانتخابية للأحزاب الألمانية المختلفة، ليمثل هذا الهجوم، والحال كذلك، بوصلة لتحديد خيارات الناخب الألماني الذي بات "يضيق ذرعًا" بسلوكيات المهاجرين، ويميل أكثر إلى الأحزاب التي تطالب بتقييد "سياسة اللجوء". ومن المعروف أن حزب البديل هو صاحب الصوت الأعلى في هذا المجال، إذ يجهر بعدائه للمهاجرين، ويطالب بترحيلهم.