عبر العراق.. بزشكيان يوجه رسائل عديدة لواشنطن

تعكس زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للعراق، كأول محطة خارجية له، أهمية العراق في استراتيجية إيران لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك توجيه رسائل إلى واشنطن حول النفوذ الإيراني في المنطقة.

وتسعى طهران لتعزيز التعاون مع العراق لمواجهة التحديات الأمنية، على الصعيد الخارجي المتمثل بعملية الضغط على الولايات المتحدة للحد من وجود قواتها في العراق من جهة، وضرب المجاميع المسلحة "الكردية" المعارضة لإيران القابعة عند الحدود العراقية الإيرانية من جهة أخرى.

 

هذا مع محاولة طهران تعزيز نفوذها داخل العراق من خلال الدعم المستمر للمجاميع والفصائل المسلحة الموالية لها، التي باتت لها أجنحة عسكرية متنفذة داخل الجسد الحكومي، مثل كتائب "حزب الله" وجناحه السياسي "حقوق"، وعصائب "أهل الحق" وجناحه السياسي كتلة "صادقون"، وغيرها.

يقول المحلل السياسي، سعود الساعدي، أن "طهران تدرك أهمية العراق من الناحية الاستراتيجية، فأمنها مرتبط بشكل كبير بأمن العراق واستقراره أو عدم استقراره، وهي تحاول استغلاله أبشع استغلال لتمرير مصالحها بشكل براغماتي بحت".

وأضاف أن "هذه الزيارة تأتي وسط التصعيد الأمني والاضطرابات في عموم الشرق الأوسط، خصوصاً مع اندلاع حرب غزة، وانتظار واشنطن وتل ابيب الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية وسط طهران، وهي تحاول من خلالها توجيه رسائل جمة لواشنطن، بأنها صاحبة الكعب الأعلى في العراق".

وأشار إلى أن "طهران ضغطت على العراق عبر وكلائها وأذرعها بهدف الدفع باتجاه خروج القوات الأمريكية من العراق بشكل كامل، وهذا ما سيريحها ويزيد نفوذها أكثر فأكثر خلال المرحلة المقبلة".

وينتشر حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق في أربعة قواعد عسكرية شمال وغرب ووسط البلاد، في حين ينتشر زهاء 900 جندي آخر في سوريا التي تشهد هي أيضاً صراعا أمريكيا إيرانياً على أراضيها.

وتجري واشنطن وبغداد نقاشات مستفيضة استمرت على مدى أشهر عديدة بهدف الاتفاق على تحديد موعد ثابت لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، الذي كان من المقرر أن يتم خلال آب/أغسطس الماضي، إلا أنه تم تأجيله وفق بيان للحكومة العراقية اكتفت فيه بترير التأجيل بـ"تطورات المنطقة".

الأكاديمي والمحلل السياسي، حمزة الهاشمي، يرى  زيارة الرئيس الإيراني بابا من أبواب نفوذ طهران المتزايد في العراق، خصوصاً مع "توقيع اتفاقيات عدة ملزمة باستمرار تعامل العراق مع طهران".

وقال لـ"إرم نيوز" إن "تغيير النظام السابق عام 2003 فتح المجال على مصراعيه لإيران للتغلغل في العراق، وفرض نفوذها على البلاد، في السياسة والاقتصاد والأمن، واليوم تأتي زيارة بزشكيان رسالة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية بأن طهران لن تتخلى عن نفوذها في العراق".

من جهته، عد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عامر الفايز، زيارة الرئيس الإيراني إيجابية عبر إيجاد أهداف مشتركة للتهدئة في المنطقة بما يصب بمصلحة البلدين.

وقال لـ "إرم نيوز" إن "العراق وإيران يرتبطان بشكل وثيق من الناحية الأمنية والسياسية، نظراً للحدود المشتركة الكبيرة الممتدة من أقصى شمال العراق حتى جنوبه، وبهذا نحتاج دوماً للتفاهم مع الجانب الإيراني بما يصب بمصلحة البلدين".

ودائماً ما تدفع طهران وكلاءها في العراق لقصف البعثات الدبلوماسية، في رسائل غير مباشرة لها لبيان عدم رضاها عن التواجد الأمريكي بالقرب منها.

رئيس كتلة "حقوق" النيابية، التي تمثل الجناح السياسي لكتائب "حزب الله" في العراق، سعود الساعدي، طالب بالإسراع بخروج القوات الأمريكية من العراق.

وقال لـ"إرم نيوز" إن على "الحكومة تنفيذ قرارات مجلس النواب التي صدرت عام 2020 والقاضية بإخراج كل القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، وعدم المماطلة في ذلك، كونها أصبحت خطراً على العراق بشكل خاص والمنطقة ودول الجوار بشكل عام".