خبير لبناني: "التوغل البري" قد يجبر إسرائيل على مراجعة حساباتها

رجح خبير سياسي وعسكري لبناني لـ"إرم نيوز"، أن "التوغل البري" الإسرائيلي، قد يُجبر تل أبيب على مراجعة حساباتها العسكرية، مؤكداً، في الوقت نفسه، أن الخسائر "الجسيمة" التي تعرض لها "حزب الله" مؤخراً، سّهلت مهمة الجيش الإسرائيلي برياً وجوياً.

وخلّف قرار الجيش الإسرائيلي بالتوغل "براً" في جنوب لبنان، ضغوطاً، ربما لم تكن تتوقعها تل أبيب، حيث لم تعد القدرة الصاروخية لـ"حزب الله" تخيف إسرائيل، ما يثير تساؤلات بين الأوساط الإسرائيلية حول كيفية خروج تل أبيب من هذه "الورطة".

وقال نضال السبع: "7 أكتوبر هو توقيت يعرفه الإسرائيليون جيداً، لذلك تحضروا جيداً لما بعد ذلك اليوم، مستغلين المناخ الدولي، فمن المعلوم أن الجيش الإسرائيلي بات يستهدف المنطقة وليس حركة حماس".

وأضاف: "حينما يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي في 9 أكتوبر، أي بعد يومين فقط من عملية يحيى السنوار، عن تغيير وجه الشرق الأوسط، نستنتج أن هذا التغيير لا يمكن أن يتم ما بين رفح وحي الشجاعية، بل يستلزم من نتنياهو الذهاب إلى الضاحية الجنوبية دمشق، وربما يستهدف الإيرانيين واليمن".

وتابع قائلاً: "بالتالي، إسرائيل جرّت حزب الله لحرب استنزاف برية طويلة الأمد، ثم استهدفت قياداته ووصلت إلى اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، ولا شك أن حزب الله مربك الآن".

التوغل البري.. "ورطة"

وبخصوص التوغل البري، أكد السبع أنه "في البداية، قال نتنياهو إن التوغل البري عملية محدودة، لذلك فإذا خسر الجيش الإسرائيلي عدداً من الضباط والجنود، سيقول نتنياهو إنها فعلا عملية محدودة ومؤقتة وانسحبنا".

وأوضح: "في حال كسرت إسرائيل خطوط حزب الله الأمامية، فسيتوجه الجيش الإسرائيلي إلى ما بعد نهر الليطاني وربما بيروت واليمن وإيران، فالأمر متروك الآن للميدان متمثلاً بمدى قدرة حزب الله على صد الهجوم البري، وعلى قدرة الحزب إلحاق خسائر بالإسرائيليين.. ففي عام 2006 عندما واجه حزب الله إسرائيل، ومُني بخسائر كبيرة، ذهب إلى الحل السياسي".

وتابع: "اليوم ربما يتكرر الأمر في حال تعرض الجيش الإسرائيلي لخسائر كبيرة، فإنه بحكم المؤكد سيعيد الإسرائيليون النظر في مسألة التوغل البري في الجنوب اللبناني وقد يتراجعون.. وعلينا ترقب الميدان".

قدرات حزب الله

وقال نضال السبع إن "حزب الله لديه فائض كبير من الكوادر والمقاتلين الأشداء الذين اكتسبوا خبرات قتالية في عدة جبهات منها سوريا، ولكن ما يعاني منه حزب الله هو الخرق الأمني الكبير في صفوفه، حيث تعرض معظم قياداته للاغتيال".

وأضاف: "الجيل كله الذي يتضمن من هم بعمر الـ60 عاماً المؤسسين للحزب، وقد انخرطوا في صفوفه منذ عام 1982، تم استهدافه".

وفيما يتعلق بالقدرات الصاروخية لحزب الله، شدد نضال السبع أن "إسرائيل استهدفت أماكن تخزين الصواريخ والأسلحة، ومصانع التسليح والصواريخ في مصياف السورية، وذلك في تحرك يهدف إلى إعاقة سوريا عن توريد الأسلحة، ذلك أنه قبل اغتيال نصر الله، تم استهداف المعابر الحدودية التي يستخدمها حزب الله".

وتابع: "حزب الله يواجه حالياً تحدياً كبيراً، يتمثل في مدى قدرته على ترميم الثغرات الأمنية، وسد اختراق قدرته الصاروخية والتسليحية، لذا لن يتمكن من الحصول على الدعم المالي بسهولة، ولاسيما بعد استهداف حسن قصير، الذي كان بمثابة وزير مالية لحزب الله".