إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية عنيفة على حي التفاح بمدينة غزة
وسط أزمات أمنية وسياسية واقتصادية، يجد الملايين من السكان في الساحل الأفريقي أنفسهم عرضة إلى التشرد والاستغلال، بحسب ما تفيد تقارير أممية ما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية التي تعرفها المنطقة المضطربة.
وتتفاقم في هذه المنطقة التي تعرف تناميًا لنشاط الجماعات المسلحة والإرهابية المجاعات وحركات النزوح، وأيضًا الجريمة المنظمة من خلال رواج المخدرات، وغير ذلك.
ثالوث الخطر
وتُطلق المنظمات الحقوقية والإنسانية في العديد من المرات نداءات استغاثة بشأن ثالوث بات يهدد مستقبل منطقة الساحل الأفريقي، وهي: المجاعة، والإرهاب، والجريمة المنظمة.
وعلّق الناشط الحقوقي المالي، علي بامبا بالقول إن "هذا الثالوث بات يتربص بمستقبل أجيال بأكملها، أصبحت عرضة للاستغلال من قبل تجار البشر، وغير ذلك، وهو ما يقود إلى مستقبل قاتم".
وأضاف بامبا في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "المأزق الإنساني يتعمق، ومع الأسف كل المنظمات الأممية والإنسانية منشغلة بالحروب في الشرق الأوسط، وأوكرانيا، ما يؤدي إلى تهميش الساحل الأفريقي الذي يتم اللجوء إليه فقط من أجل المعادن الثمينة وثرواته دون إيلاء أي أهمية لشعوبه وأزماته"، وفق تعبيره.
وأكد أنه "على شعوب المنطقة التفكير في بدائل وطنية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية التي لم تخلق أية حلول أو مقاربات قادرة على حل هذه المعضلات".
وأوضح بامبا أنه "مع هشاشة الدول، وغياب تطبيق القانون، واستفحال الفوضى، فإنه من المرجح أن يتعمق المأزق، لكننا نرجو أن تستجيب السلطات المحلية للنداءات الرامية لإيجاد أرضية تخلق الاستقرار، ومن ثم الاتجاه لحل كل معضلة على حدة، على غرار الجريمة المنظمة، والمجاعات لأنه دون استقرار لا يمكن الحديث عن أية مقاربات''، بحسب تعبيره.
أزمات إنسانية
ومن جانبها، قالت المحللة السياسية المتخصصة في شؤون الساحل الأفريقي، ميساء نوفا عبد الخالق إن "هناك هشاشة في دول الساحل أدت إلى استشراء الإرهاب، والجريمة المنظمة، ونقص في الخدمات الاجتماعية، ما قاد إلى مجاعات، وهي كلها مشكلات من شأنها أن تُفاقم أزمات المنطقة إنسانيًا".
وأضافت عبد الخالق في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "ما يزيد هذه الأزمات أن معظم الدول التي تتدخل في الساحل الأفريقي، وإن كانت تزعم محاربة الإرهاب، أو لأهداف تنموية، جميعها لا تهمها مصالح الشعوب بل هي تدافع عن مصالحها لأن هذه المنطقة غنية بالثروات".
وأكدت أنه"رغم ادعاء من يتدخل في هذه المنطقة، وآخرهم الروس، بأن ذلك من أجل مصالح الشعوب الأفريقية، إلا أنهم يتدخلون لتأمين مصالح حكوماتهم، وهو ما يُعمّق الأزمات الإنسانية ما يؤدي لاستشراء العديد من الظواهر مثل تجارة الكبتاغون والجريمة المنظمة، وهي آفات جديدة تهدد مستقبل شعوب الساحل الأفريقي، خاصة أنها منطقة عبور لهذه الآفات" وفق تعبيرها.
وتابعت عبد الخالق أن "المخاوف تتزايد مع تفاقم الحروب في دول العالم، مثل: لبنان، وغزة، وأوكرانيا، وهو أمر يؤدي إلى حرمان منطقة الساحل الأفريقي من المساعدات من الجهات الدولية المانحة، والمؤسسات التي كانت تخفف من وطأة الأزمات".