عاجل

إطلاق رشقة صاروخية على الجليل الأعلى في إسرائيل

logo
العالم

"نذر حرب عالمية".. هل يُرسل "الناتو" مدربين عسكريين إلى أوكرانيا؟

"نذر حرب عالمية".. هل يُرسل "الناتو" مدربين عسكريين إلى أوكرانيا؟
حرس أوكران قرب حدود بيلاروسياالمصدر: (أ ف ب)
26 أغسطس 2024، 6:01 م

عبد الهادي كامل

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات له مطلع العام الجاري، بأن "نشر قوات أوروبية في أوكرانيا غير مستبعد"، فيما يبدو أن هذا المقترح - والذي كان بمثابة بالون اختبار - قد يتحول إلى حقيقة على أرض الواقع قريبا، لتنذر باندلاع حرب عالمية ثالثة، بحسب خبراء.

فرنسا ودول البلطيق والدنمارك والسويد يؤيدون إرسال متخصصين عسكريين إلى الأراضي الأوكرانية، بينما تعارض النمسا وهنغاريا وألمانيا ومالطا وسلوفينيا هذا المقترح الفرنسي؛ خوفا من تصعيد الصراع في القارة العجوز.

وكشفت صحيفة "Welt am Sonntag" الألمانية، بأن وزراء خارجية ودفاع دول الناتو سيبحثون لأول مرة في منتصف الأسبوع المقبل إمكانية إرسال مدربين إلى أوكرانيا، حيث سيتم اتخاذ القرار النهائي حيال ذلك، بحلول نوفمبر.

وأشارت الصحيفة الألمانية أن نظام كييف كان قد دعا الاتحاد الأوروبي إلى إرسال مدربين إلى أوكرانيا في رسالة إلى المفوض السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل، بتاريخ 31 مايو.

أخبار ذات علاقة

"التايمز": روسيا تقترب من نصر كبير رغم مقامرة أوكرانيا في "كورسك"

ويرى الخبراء، أن القرار المحتمل من وزراء دفاع الناتو قد يكون هو طوق النجاة الأخير لأوكرانيا؛ تحسبًا لتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنها في أعقاب الانتخابات الرئاسية حال عودة دونالد ترامب مجددًا لكرسي رئاسة البيت الأبيض.

ويضيف الخبراء، أن هذه الخطوة قد تتسبب باندلاع حرب عالمية ثالثة، وهذه الحرب لن تكون حرب استنزاف كما كانت في العقود الماضية، وإنما حرب نووية قد تهدد العالم بأكمله، وتحديدًا القارة العجوز التي تعاني العديد من المشكلات، والتي قد تستغلها ثلاثي التحالف روسيا وكوريا الشمالية والصين في دفع المخاطر عن موسكو.

وقال حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن المقترح الفرنسي قد يتحول إلى واقع الأشهر الماضية، وأن زعماء الاتحاد الأوروبي وتحديدًا إيمانويل ماكرون يرغبون تنفيذه بسرعة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وعزا ذلك "خوفا من رفع المساعدات الأمريكية عن حلف الناتو بشكل نهائي، تنفيذًا للوعود الانتخابية وتهديدات دونالد ترامب، وفي هذه الحالة تتعرض هذه الدول التي تعاني من نقص أعداد الجنود والمعدات العسكرية لتهديدات مباشرة من روسيا".

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إرسال قوات إلى كييف، وإن كان يُمثل ردا على المخاوف الأوروبية من التهديدات الروسية، إلا أنها قد تتسبب في اضطرابات توازن القوى الإقليمي بشكل واضح.

وأشار إلى أن هناك العديد من الدول الأوروبية قد تُبدي انفتاحا على مقترح إرسال قوات من الناتو إلى كييف، والتي قد يُصاحبها توسع رقعة الصراع في المنطقة، والذي قد يبدأ بين روسيا ودول البلطيق وتحديدا لاتيفا التي تحاول استفزاز القوات الروسية بالتدريبات العسكرية والحشد على الحدود الروسية.

وتابع أستاذ العلاقات الدولية في تصريحاته، أن فرنسا ومنذ مطلع العام الحالي بدأت البحث عن ثغرات تُمكنها ودول حلف شمال الأطلسي التواجد داخل الأراضي الأوكرانية لدعم قوات كييف، وذلك في محاولة للقضاء على الأسطورة الروسية وهيبة الدب الروسي.

وتابع يقول: "بالفعل وقع ماكرون وزيلينكسي خلال الأشهر الماضية على اتفاقية تمكن العسكريين الفرنسيين من التواجد في مراكز التدريب الأوكرانية بحجة تدريب الجنود والضباط الأوكران على فن التعامل مع الأسلحة الأوروبية الجديدة، ولم تنفذ حتى الآن هذه الاتفاقية والتي أصبحت قريبة إلى التطبيق حال موافقة الزعماء الأوروبية على هذه الخطوة".

وأكد عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سبفاستوبول الروسية، أن إرسال المدربين العسكريين الأوروبيين إلى كييف هو غطاء لإقحام قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في الصراع الروسي الأوكراني؛ ولذلك فإن القوات الروسية إذا لم تتمكن بمجرد ظهور أول دفعة للمدربين الأوروبيين داخل الأراضي الأوكرانية من مواجهتهم ومنعهم من التواجد داخل كييف، فيصبح من الصعب عليها مواجهتهم بعد ذلك لزيادة أعدادهم بشكل كبير، ومن المحتمل أن يزيد هذا العدد في المرة الأولى عن ألف جندي.

أخبار ذات علاقة

هل توشك بيلاروسيا على مهاجمة أوكرانيا؟

 وقال في تصريحات، لـ"إرم نيوز"، إنه "من المرجح أن نشهد حربا ذات مخاطر كبيرة بالنسبة لموسكو، وسيكون أبرز أسبابها تفعيل الناتو المادة الخامسة من ميثاق الحلف، الذي يضمن الهجوم على أي من الدول حال مهاجمة الدول الأعضاء في الحلف، وهذا ما تسعى روسيا لتجنبه في الوقت الحالي".

ولفت عمار قناة، إلى أن وصول الدفعة الأولى من قوات الناتو إلى كييف قد يغير حسابات موسكو، وهناك سيناريوهان: الأول، قد يُجبرها على الجلوس على مائدة التفاوض خوفا من التصعيد الأوروبي المحتمل بقيادة دول الناتو ضد موسكو.

أما السيناريو الثاني فهو استخدام موسكو كافة أسلحتها النووية تنفيذا لعقيدتها النووية لدفع المخاطر عنها، وفي هذه الحالة سنكون أمام حرب عالمية نووية، تهدد كافة دول العالم وخاصة دول القارة الأوروبية، بحسب قناة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC