ما الذي يكشفه صوت هاريس وكلامها عن شخصيتها؟

تكتسب أحاديث وخطابات نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس أهمية خاصة بين الباحثين وخبراء اللغة والجسد، خاصة بعد ترشحها لانتخابات الرئاسة المقبلة، وفق موقع "بيركلي نيوز".

وذكر الموقع، في تقرير له، أن "نيكول هوليداي أستاذة اللغويات بجامعة كاليفورنيا في بيركلي حظيت باهتمام بالغ، عبر منصات التواصل، بفضل مقاطع تقدم فيها تحليلات لما يقوله السياسيون وكيفية حديثهم، وما تكشفه خطاباتهم عن هوياتهم.

وزاد الاهتمام بهوليداي، مؤخراً، بعدما بدأت في التركيز على كامالا هاريس، في مقاطع جديدة، انتشرت بشكل كبير عبر "تيك توك"، إذ أمضت هوليداي، ربما أكثر من أي باحث آخر، سنوات في دراسة أسلوب حديث كامالا هاريس.

وتدرس هوليداي كيف يعكس نطق هاريس جذورها في كاليفورنيا وهويتها كامرأة سوداء، كما تتعمق في كيفية تكييف هاريس لخطابها مع الجماهير والبيئات المختلفة، كما هو الحال في جورجيا أو واشنطن. 

 

تجسيد عدة هويات 

وذاع صيت هوليداي وأبحاثها منذ تناولت أسلوب خطاب الرئيس الأسبق باراك أوباما، وتزايد اهتمامها بهاريس منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة. 

وتشرح هوليداي في المقاطع، التي انتشرت على نطاق واسع عبر "تيك توك"، السر وراء نبرة هاريس وأسلوبها واختيارها للكلمات، إلى جانب التطرق إلى أهمية نطق اسم هاريس بشكل صحيح. 

وتعتقد الباحثة أن "تعديل الكلام ليتناسب مع السياقات المختلفة أمر طبيعي ومثير للاهتمام، إذ إن الناس غالبًا ما يكيّفون لغتهم بناءً على محيطهم".

ويركز بحث نيكول هوليداي في كامالا هاريس على "الطريقة التي يعكس بها أسلوبها الفريد خلفيتها كامرأة أمريكية من أصل أفريقي من شمال كاليفورنيا، بالإضافة إلى التحدي المتمثل في تجسيد هويات متعددة متضاربة".

وتُظهر أنماط خطاب هاريس "سمات كاليفورنيا المميزة مثل التحول في حروف العلة". بالإضافة إلى ذلك، تلاحظ هوليداي أن "هاريس تنتقل بسلاسة بين اللغة الإنجليزية الأمريكية الأفريقية في بعض السياقات، وأسلوب السياسي الأبيض الأكثر اعتيادية في سياقات أخرى".

وتشير الباحثة إلى أن "هاريس تدمج بشكل استراتيجي السمات غير الرسمية للغة الإنجليزية الأمريكية الأفريقية في خطاباتها الرسمية، مثل قول "gotta" و"gonna"، لإبراز هويتها السوداء بمهارة". 

استهداف الهوية

ورغم بعض التحكم الواعي في خيارات لغوية عدة، ترى هوليداي أن جوانب عدة من خطاب هاريس متأصلة بعمق، ويصعب التلاعب بها، وفق الموقع.

وتؤكد الباحثة أن "سوء النطق المتعمد لاسم هاريس من قبل البعض، بمن في ذلك شخصيات بارزة مثل دونالد ترامب، هو أمر غير محترم، ويظهر عدم بذل جهد لإظهار الاحترام الأساسي".

وبحسب الموقع، "استشرافًا للمستقبل، تخطط هوليداي لدراسة كيفية تحولات لغة هاريس في سياقات مختلفة، وكيفية استجابتها للنقد الموجه لأصالتها في مواجهة الهجمات التي تستهدف هوياتها المتنوعة".

بشكل عام، يسلط بحث هوليداي الضوء على التفاعل المعقد بين اللغة والهوية والسياسة في سياق شخصية هاريس العامة كشخصية قوية تتنقل بين قوى ثقافية ولغوية متعددة ومتداخلة.