وزير الدفاع الأمريكي: مقتل السنوار يوفر فرصة حقيقية لإنهاء "حرب مروعة" في غزة

logo
العالم

خبراء لـ "إرم نيوز": حلف عسكري من 4 دول قد يطيح بـ "الناتو"

خبراء لـ "إرم نيوز": حلف عسكري من 4 دول قد يطيح بـ "الناتو"
تعبيريةالمصدر: رويترز
17 أكتوبر 2024، 8:11 م

عبد الهادي كامل

قال خبراء في الشؤون الروسية، إن هناك حلفا عسكريا غير معلن من 4 دول، بدأ يتشكل للإطاحة بحلف شمال الأطلسي "الناتو".

بعد مرور 14 عامًا على توقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين روسيا وكوريا الشمالية، والتي أثارت مخاوف دولية آنذاك، عادت موسكو لتعزز شراكتها مع بيونغ يانغ في يونيو الماضي، في خطوة تمثلت بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية، وهي الزيارة الأولى له منذ 24 عامًا.

وفي الساعات الأخيرة، تقدم بوتين إلى مجلس الدوما بمشروع معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع كوريا الشمالية، ليحل محل الاتفاقية الأساسية الموقعة بين البلدين في فبراير 2000.

تنص المعاهدة الجديدة، التي ستدخل حيز التنفيذ فور تصديق الدوما عليها، على تقديم الدعم العسكري المتبادل بين موسكو وبيونغ يانغ في حال تعرض أحد الطرفين لهجوم.

منذ إحالة المشروع إلى الدوما، تصاعدت المخاوف في الغرب، حيث حذرت الولايات المتحدة عبر نائب وزير الخارجية كورت كامبل من التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن واشنطن وحلفاءها يشعرون بالقلق.

ورغم ذلك، لم يؤكد كامبل الادعاءات الأوكرانية بأن بيونغ يانغ ترسل جنودًا لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن الدعم العسكري المتزايد لكوريا الشمالية قد يفاقم عدم الاستقرار في أوروبا.

وفي أعقاب هذا التحرك الروسي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن استعداد بلاده للحوار مع روسيا والصين وكوريا الشمالية حول تقليص الترسانات النووية دون شروط مسبقة، مؤكدًا أهمية الحد من المخاطر النووية التي تقوض الاتفاقيات الدولية.

وفي ظل هذه التطورات، تتزايد التساؤلات حول ملامح وأهداف الشراكة الروسية الكورية الشمالية، وتأثيرها على التوازن العالمي، خاصة في ظل دعوة بايدن للحوار بشأن الأسلحة النووية.

وفي هذا السياق، علق الدكتور سمير أيوب، الخبير في الشؤون الروسية، بأن تقديم بوتين مشروع المعاهدة إلى الدوما يعكس فقدان الأمل في تحسن العلاقات الروسية الأمريكية.

بنود المعاهدة 

وأشار الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذه المعاهدة أو الاتفاقية، تشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية وفي مجال الطاقة، لكن أهم ما فيها الجانب العسكري الذي يرعب الجانب الغربي، خاصة أن هناك بندا في هذه المعاهدة ينص على أن "أي اعتداء يتعرض له أحد طرفي المعاهدة، يقوم الطرف الآخر، روسيا كان أو كوريا الشمالية، بتقديم كافة أنواع المساعدات العسكرية وغيرها".

وأكد أيوب في تصريحاته، أن هذه المعاهدة عمليًا هي إعادة إحياء لمعاهدة الصداقة والتعاون القديمة التي كانت موقعه بين الاتحاد السوفيتي السابق وكوريا الشمالية.

وبعد ذلك عقدت روسيا اتفاقية في عام 2000، وشملت العديد من المجالات لكن المجال العسكري لم يكن له ذكر في معاهدة 2000، وهذا يعني أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الموجودة اليوم، هي تطوير لمعاهدة 2000، بإضافة "بند التعاون العسكري لها ومجالات أخرى مثل التطور التقني والذكاء الاصطناعي".

وأضاف المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن "روسيا تخوض صراعا قاسيا مع حلف "الناتو" بقيادة الولايات المتحدة على الساحة الأوكرانية، وقد طال أمد هذا الصراع، بسبب الدعم الأمريكي والغربي اللا محدود لنظام كييف".

 وتابع: "إن اتباع استراتيجية هزيمة روسيا عسكريًا على الساحة الأوكرانية لإضعافها، فشلت، وكل موازين القوة على الجبهات أصبحت لمصلحة روسيا.

وأكمل: "صحيح أن المعركة لم تحسم سريعًا، لكن ما هو واضح أننا "نرى تقدما منظما وثقة روسية، بتغيير الموازين وحسم الصراع".

أخبار ذات علاقة

بوتين لبزشكيان: العلاقة مع إيران "أولوية"

 مخاوف غربية 

وأضاف الدكتور سمير أيوب، أنه "في كل الأحوال وبما أن الحرب اليوم لا تزال مستمرة، يبدو أن روسيا تريد أن تكون لها معاهدات عسكرية مع دول أخرى في حالة إذا كانت هناك تطورات ضد مصلحتها، خاصة وأن الغرب لا يزال يقدم أحدث أنواع الأسلحة إلى أوكرانيا"، رغم مخاوفه من تمدد هذا الصراع".

وتابع: إن "روسيا وكوريا الشمالية في حاجة لتلك المعاهدة، فمن ناحية تريد روسيا "مواجهة حلف الناتو"، ومستمرة حتى النهاية، لأنها تعتبره صراعا وجوديا.

وأما بالنسبة لكوريا الشمالية، فهي تتعرض لعقوبات قاسية غربية وأمريكية منذ فترات بعيدة، وهناك تهديدات ضدها تنطلق من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من كوريا الجنوبية واليابان، وفي نفس الوقت هناك تهديدات حقيقية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب أيوب.

 وأردف أيوب، بالقول: "إذن الدولتان في حاجة ماسة لهذه الاتفاقية أو المعاهدة الاستراتيجية".

وأكد المحلل السياسي، أن هذه الاتفاقية ستؤدي إلى إحداث نوع من التوازن الدولي في حالة انضمام دول أخرى مثل الصين التي تربطها علاقات متميزة مع روسيا وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى إيران أيضًا.

وتتخوف الولايات المتحدة من تلك الدول الأربعة وتصفها أنها "قوس الشر"، لذلك من حق هذه الدول عقد هذه المعاهدات لمساعدة بعضها البعض في مواجهة الأخطار، على حد قول أيوب.

الأسلحة النووية 

وقال أيوب: إن "دعوة بايدن للجلوس مع روسيا بشأن الأسلحة النووية، التي جاءت بعد ساعات من تقدم مشروع الشراكة لمجلس الدوما ليست جادة".

 ويبدو أن بايدن يريد استثمار هذا الأمر انتخابيًا ولا ينبع من إرادة ونية صادقة للولايات المتحدة، وفق أيوب.

أخبار ذات علاقة

التايمز: حرب "تلوح في الأفق" بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية

 وتابع: "قبل أن يطلق بايدن مثل هذه التصريحات، عليه أن يحل أولًا النزاعات التي افتعلتها إدارته بشكل مباشر وغير مباشر، وخاصة الساحة الأوكرانية التي تعتبر أخطرها، لأنه قد تستخدم فيها أسلحة نووية".

 وثانيًا يبدو أن الرئيس الأمريكي في نهاية حياته السياسية التي استمرت على مدى طويل من الزمن، يريد أن ينال أي جائزة، وقد يكون في نيته الحصول على جائزة نوبل للسلام، بحسب أيوب.

 وأكمل أيوب، بالقول: "لكن ما تفعله أمريكا لا تريد الحد من الأسلحة النووية، بل تريد أن تكون هي القوة المهيمنة على العالم، وما يمنعها اليوم، هو وجود دول أخرى تمتلك أسلحة نووية".

من جانبه، قال الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن "الروس قاموا بتوقيع تعاون عسكري مع كوريا الشمالية وخاصة العتاد العسكري، أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية خلال فصل الصيف الماضي.

الصناعة العسكرية 

وأكد الأفندي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، تعتبر أقوى، لأنها تفرض على الطرفين الشراكة، ما يعني تبادل الخبراء العسكريين وخبراء الصناعة العسكرية من الطرفين، والشراكة الكاملة، لإنتاج الذخيرة والأسلحة، وأيضاً الشراكة الاستراتيجية في مجال الفضاء العسكري والأقمار الصناعية.

وتابع الخبير في الشؤون الروسية: "كوريا الشمالية تعاني من نقص في الأقمار الصناعية، وفي مجال الفضاء، بينما روسيا في حاجة إلى الذخيرة، بسبب الحرب الأوكرانية، ولا سيما أنها تعتمد عليها  في مجال الذخيرة وقذائف المدافع، حيث تعتبر كوريا الشمالية بلدا عسكرية، تصنع المدافع والقذائف المدفعية، وخاصة الـ 155، التي تستخدمها روسيا يومياً في حربها ضد أوكرانيا، حيث تطلق ما بين 50 ألفا إلى 60 ألف قذيفة".

وأضاف الأفندي أنه "إذا صدّق مجلس الدوما على الاتفاقية، فستمنحها صفة قانونية وتستمر الشراكة حتى مع تغيير رئيس أي دولة من الدول الموقعة، بالإضافة إلى أن الشراكة الاستراتيجية العسكرية تعطي أيضا شراكة في المجال النووي وإنتاج الرؤوس النووية".

وأشار الأفندي في تصريحاته لـ "إرم نيوز"، إلى أن العالم بحاجة إلى عدة أقطاب تقوده، نظرًا لفشل نظرية القطب الواحد خلال الفترة الأخيرة، لأن الأزمات في الشرق الأوسط والحروب المتصاعدة في عدة أنحاء من العالم، جاءت نتيجة لفشل الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة العالم.

انهيار الناتو

ولفت الأفندي، إلى أن الشراكة القائمة بين روسيا وكوريا الشمالية من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر مع إمكانية توقيع الاتفاقية نفسها مع إيران، كل هذا يؤكد أن هناك حلفا عسكريا "غير معلن"، أفضل من حلف "الناتو"، لأن القرار فيه لن يرجع إلى دولة واحدة، حيث أثبت فشل هذا النوع من الأحلاف مثل "الناتو"، وحلف "وارسو".

وأكد أن الحلف الذي تسيطر عليه دولة واحدة قد يتعرض للانهيار حال سقوط هذه الدولة.

وأشار الأفندي، إلى ما حدث في حلف "وارسو"، فبعد أن انهار الاتحاد السوفيتي، أصبحت الدول التي كانت تشارك فيه تحارب روسيا الآن، مثل بولندا ورومانيا التي تحولت أراضيهم إلى معبر لأسلحة الغرب للأراضي الأوكرانية.

وشدد الأفندي على أن التوازن العالمي يقتضي وجود تعددية قطبية تقود العالم، ولذلك فإن التحالفات بين دول قوية تؤدي إلى التوازن العالمي وإعادته لمجراه، وإيقاف الحروب.

 وأشار إلى أنه من وقت انهيار الاتحاد السوفيتي حتى الآن، مر العالم بحوالي 80 حربا، نتيجة انهيار الاتحاد السوفيتي، وهيمنة أمريكا على العالم بشكل كامل، منوها إلى أن هذه الحروب، جاءت كنتيجة مباشرة للاستفزازات الأمريكية.

وأخيرا، يرى الدكتور محمود الأفندي المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن روسيا لن توافق على الدخول والبدء في مفاوضات أمريكية بشأن التخلص من الأسلحة النووية، خاصة وأن روسيا وكوريا الشمالية والصين لن يعقدوا اتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلا بعد إنتاج خريطة جديدة للسلام في أوروبا وآسيا في المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC