الجيش الأمريكي: فقدان 4 من جنودنا خلال تمرين تدريبي في ليتوانيا
رجح محللون أن تحمل كوادر إدارة الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب المُقبلة، مواقف مختلف عن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية.
ومع تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في شهر كانون الثاني/يناير المُقبل، تُشير الأحداث المُتصاعدة والضربات الروسية العنيفة على الأهداف داخل الأراضي الأوكرانية إلى دلالات هامة بشأن موقف موسكو وواشنطن تجاه وقف إطلاق النار وتجميد الصراع، والتي كشفت عنها تصريحات صادرة من الكرملين، أخيرًا.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أخيرًا، أن فوز ترامب لن يغير النهج الأمريكي تجاه أزمة أوكرانيا، مبينًا أن واشنطن لن تتخلى عن "مصالحها الإستراتيجية" وأنها تسعى للسيطرة على كل ما يحدث ضمن نطاق حلف "الناتو"، خاصة على أراضي الحلف.
وقال الخبير العسكري، رئيس قسم الإستراتيجية في مركز الدراسات الإنثروستراتيجية، العميد نضال زهوي، إن هناك اختلافًا جذريًّا في السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية.
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن ذلك الاختلاف يعود لعدة أسباب: "أولها العلاقة الخاصة التي تجمع الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، إلى جانب الرؤية الخاصة بالحزب الجمهوري، الذي ينتمي له ترامب ورؤية الإستراتيجية الأمريكية لعام 2025، التي وضعها ترامب قبل وصوله للحكم سنة 2022.
وأضاف العميد زهوي أن ترامب يستهدف عدم توجيه أمريكا لمساعدات لأي طرف، إلى جانب الاستغناء عن جزء كبير من حلف "الناتو"، والاستغناء عن القضايا الأوروبية والمسألة الأوروبية بشكل عام، على أن تكون هناك شراكة بحرية فقط بين بريطانيا وأستراليا ودول شرق آسيا لمحاربة الصين غير معني بخصوص أوروبا؛ لأن الحزب الجمهوري يعتبر أن أوروبا أصبحت عائلًا على الولايات المتحدة الأمريكية وليس داعماً للأمريكيين كما كانت في السابق.
وأوضح أن الفكرة الجيوسياسية التي تتجه نحو محاصرة الصين عبر إشغال روسيا تعرف بفكرة "الريم لاند"، ويعتبرها الحزب الجمهوري غير مجزية بينما الحرب البحرية والسيطرة على البحار هي تعتبر الأساس في محاربة الصين وليس حصارها بنظام "الريم لاند".
ولفت العميد زهوي إلى أن روسيا اليوم قد قفزت فوق البحار باتجاه المياه الدافئة عبر تركيا باتجاه البحر الأبيض المتوسط ووصولها إلى طرطوس السورية، بينما وضع فريق دونالد ترامب إستراتيجيتة لـ 2025 على أساس الحسم السريع، وفي هذه الحالة لم يكن هناك قدرة على الحسم السريع فيما يتعلق بروسيا.
وذكر أن النظرية الجيوسياسية الخاصة بالسيطرة على البحار التي لها مهام مختلفة عن نظرية قلب العالم لـ"مكاندر"، حيث عاد الجانب الأمريكي والإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى نظرية عالم البحار؛ ولذلك يقومون بتحالفات بحرية مع اليابان وأستراليا باتجاه الصين للسيطرة على بحر الصين.
بدوره قال رامي القليوبي، ألأستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن كل المؤشرات تؤكد أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيسعى إلى تجميد النزاع على خط التماس في الجبهات الحالية بين روسيا وأوكرانيا.
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن هناك تغيرات في مواقف الكوادر التي يختارها ترامب حوله فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية مثل المندوبة المقترحة للولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة التي كانت قبل عامين تدعو إلى إشراك أوكرانيا في حلف "الناتو".
ولفت القليوبي إلى أن المندوبة المقترحة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، الآن تؤكد أنها تلتزم بدعم ترامب في إنهاء الحرب، كذلك مسالة إعلان الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، الذي حاور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والآن أصبح من أنصار ترامب، وكل تلك المؤشرات تؤكد أن ترامب يشكل حوله فريق محافظ لعدم تكرار أخطاء ولايته الأولى حينما استعان بصقور الحزب الجمهوري الذين عطلوه في سياسته.
وتطرق إلى أن الدعم والانحياز من ترامب لروسيا لن يكون مجانيًّا؛ لأن ترامب رجل صفقات، وقد يطلب مقابل ذلك أن تقدم روسيا تنازلات في ملفات أخرى مثل تحجيم الوجود الإيراني في سوريا، أو ربما سيسعى لتقليص الشراكة الروسية الصينية.