ترامب : "يجب أن نحصل" على غرينلاند

logo
العالم

صوتها "خافت".. هل فقدت فرنسا تأثيرها على الساحة الدولية؟

صوتها "خافت".. هل فقدت فرنسا تأثيرها على الساحة الدولية؟
وزير الخارجية الفرنسي في القدسالمصدر: رويترز
11 نوفمبر 2024، 5:33 ص

رأى محللون سياسيون فرنسيون، أن الدبلوماسية الفرنسية تواجه تحديات غير مسبوقة، خاصة في ضوء التطورات العالمية الأخيرة، مما يثير التساؤل حول قدرة فرنسا على الحفاظ على دورها وتأثيرها في السياسة الدولية. 

فبعد سلسلة من الأحداث، بدءًا من انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصولًا إلى توتر العلاقات مع إسرائيل، تتساءل الدوائر السياسية في فرنسا عن مستقبل تأثير صوتها على الساحة الدولية.

تحالفات أوروبية أقوى

ويقول مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، تييري دو مونبريال، إن التوترات الأخيرة، خاصة مع إسرائيل وألمانيا، قد تكشف عن تراجع قدرة فرنسا على الحفاظ على مكانة مؤثرة عالميًا.

وأضاف دو مونبريال، لـ"إرم نيوز"، أن فرنسا بحاجة إلى استراتيجية جديدة تستند إلى تحالفات أوروبية أقوى، حيث يعتمد تأثيرها بشكل كبير على تحالفاتها، مشيرًا إلى أن الصوت الفرنسي يصبح أقل فعالية إذا كان معزولًا عن الشركاء الأوروبيين.

وأشار إلى أن الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي أعادت دونالد ترامب إلى السلطة، قد تضع العلاقات بين باريس وواشنطن على مسار معقد، مما يقلل من قدرة فرنسا على التأثير دون دعم أمريكي.

وأوضح أنه إلى جانب ذلك، فإن التوترات مع حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، خاصة إثر حادثة اعتقال رجال أمن فرنسيين في منطقة إليون بالقدس، تشير إلى ضعف قدرة فرنسا على فرض نفسها في الشرق الأوسط، حيث كان يهدف دورها تقليديًا إلى الوساطة وتحقيق التوازن.

أخبار ذات علاقة

الجمهوريون واليمين المتطرف.. التحالفات بفرنسا والقلق في ألمانيا

 

محدودية التعاون مع ألمانيا

وتابع دو مونبريال: "على صعيد آخر، تضاف الأزمة السياسية في ألمانيا إلى التحديات، حيث تعاني فرنسا من محدودية التعاون مع شريكها الأوروبي الأكبر، مما يقلل من قوة المواقف المشتركة داخل الاتحاد الأوروبي".

وأكد حاجة فرنسا إلى استراتيجيات جديدة تدعم تحالفاتها الأوروبية، مشيرًا إلى أن صوتها يصبح ضعيفًا في غياب هذه الشراكات.

من جانبه، يؤكد باسكال بونيفاس، من "معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية"، أن تزايد التحديات على الساحة الدولية يستدعي تحركًا فرنسيًا جديدًا يتلاءم مع التحولات الجيوسياسية ويعزز تحالفاتها.

بدوره، يقول أستاذ العلوم السياسية الفرنسي، برونو كورتريه، إن فرنسا تواجه تحديًا لإعادة بناء مكانتها، خصوصًا في الشرق الأوسط، حيث تسعى إلى إثبات توازن في مواقفها بين مصالحها الاستراتيجية وقيمها التقليدية المتعلقة بحقوق الإنسان.

ويرى كورتريه، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن السياسة الخارجية الفرنسية قد تواجه المزيد من التحديات، ما لم تقم باريس بتجديد استراتيجياتها بشكل يتيح لها كسب الدعم الدولي، مشيرًا إلى أن العلاقات مع قوى مثل ألمانيا والولايات المتحدة حاسمة لاستعادة فعالية التأثير الفرنسي على الساحة الدولية.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الفرنسي يجري جولة في الشرق الأوسط

 

أزمة مع إسرائيل

وفي مكتب واسع بوزارة الخارجية الفرنسية، حيث لا يزال يظهر المجسم الجغرافي الذي يعود إلى عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، يستعرض وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، تحديات فرنسا الدبلوماسية في لقائه الأخير مع صحيفة "لو باريزيان". 

وعاد بارو لتوه من زيارة إلى الشرق الأوسط، شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وسط توترات متصاعدة في المنطقة.

وشهدت هذه الزيارة حادثة دبلوماسية حادة، حيث أقدمت الشرطة الإسرائيلية على اعتقال جنود فرنسيين في "دومين إلأونا"، وهي كنيسة مسيحية تديره فرنسا في القدس الشرقية. 

ووصفت الصور المتداولة لهذه الواقعة بأنها "مذلة"، مما يُعَد استفزازًا جديدًا من حكومة بنيامين نتنياهو التي تبدو غير مهتمة بالحفاظ على الروابط الدبلوماسية مع فرنسا.

وتعهد بارو بأن الحادثة، التي اعتبرها خرقًا للقوانين الدولية، لن تمر دون رد.

ويتزامن هذا الوضع مع أزمة سياسية في ألمانيا المجاورة، ما يزيد من عزلة الموقف الفرنسي على الساحة الأوروبية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات