عراقجي: هناك "خلافات" لا تزال قائمة في المحادثات مع الولايات المتحدة
ذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ألقاه بمناسبة العام الجديد ليلة 31 ديسمبر، أثار موجة من الانتقادات الحادة، خصوصًا من اليسار.
وأقر ماكرون، في تصريح غير مألوف، بأن قرار حل البرلمان في يونيو الماضي "أدى إلى مزيد من الانقسامات بدلاً من تحقيق الاستقرار"، مرجحا إمكانية إجراء استفتاءات عام 2025، وهي خطوة وصفها بعضهم بمحاولة لاستعادة ثقة الشارع الفرنسي بعد سلسلة أزمات سياسية واجتماعية.
وقوبل اعتراف ماكرون بانتقادات لاذعة من المعارضة، فقد اعتبر زعيم "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون أن الوقت قد حان لإنهاء حقبة ماكرون، قائلاً: "يجب إغلاق هذه الصفحة السياسية لبناء مستقبل أفضل".
ووصفت النائبة كليمانس غيتي ماكرون بأنه "منفصل عن واقع الفرنسيين"، بينما سخرت ماتيلد بانو، رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب، من ماكرون، كما وصفته بـ"الرئيس المتعالي الذي يكرر الأخطاء نفسها".
وذهب النائب إريك كوكرل أبعد من ذلك، معتبرًا خطاب ماكرون "نسخة مكررة من خطابات سابقة".
أما زعيم الحزب الشيوعي، فابيان روسيل، فرحب بفكرة الاستفتاءات لكنه لم يفوت الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة، قائلاً: "ماكرون يكتشف الديمقراطية عام 2025.. إنه تطور متأخر” !". وأضاف روسيل أن الاستفتاء يجب أن يبدأ بإصلاح نظام التقاعد، وهو مطلب شعبي تجاهله ماكرون مرارًا.
من جهتها، ركزت السياسية البيئية ساندرا روسو على التناقضات في خطاب ماكرون، معتبرة استخدامه لأمثلة من التجربة الألمانية "محاولة فاشلة لتبرير أخطائه".
ووصفت خطابه بأنه "غير متسق"، لا سيما فيما يتعلق بقضايا حساسة مثل الحق في الإجهاض.
على الجانب الآخر، جاءت ردود الفعل من الوسط واليمين أكثر توازنًا، فقد أثنت وزيرة الصحة كاترين فوترين على "تواضع" ماكرون، مشيرة إلى أن خطابه تضمن "إعلانات واضحة ومباشرة".
ودعت إلى البناء على هذه التصريحات لتحقيق استقرار سياسي بعد عام مضطرب شهد تغيير أربعة رؤساء وزراء.
في حين دعا جيفروي ديدييه، الأمين العام لحزب الجمهوريين، إلى تجاوز الانقسامات السياسية، مؤكدًا أن البلاد بحاجة إلى "الاستقرار والوحدة لمواجهة التحديات المقبلة".
وعدّ المتحدث باسم حزب التجمع الوطني، ألكسندر نيكوليك، أن ماكرون أمام فرصة ذهبية لاستعادة ثقة الفرنسيين من خلال الاستفتاءات، قائلاً: "الفرنسيون يريدون أن يكون لهم رأي مباشر في مصيرهم، وهذه هي اللحظة المناسبة لتحقيق ذلك".
وأوضحت "لو فيغارو" أن خطاب ماكرون يعكس عمق الانقسامات في المشهد السياسي الفرنسي، مبينة أنه في حين يرى البعض أنه محاولة لتعزيز الحوار الديمقراطي، يعتبره آخرون مجرد خطوة تكتيكية لإعادة ترتيب أوراقه السياسية.
وخلصت الصحيفة إلى أنه مع تصاعد الدعوات إلى استفتاء حول التقاعد، يبدو أن فرنسا تتجه نحو مرحلة جديدة من النقاشات الحادة التي قد تعيد تشكيل العلاقة بين الدولة ومواطنيها.