logo
العالم

لوموند: تطاحن داخل اليسار الفرنسي إثر التهديد بـ"إسقاط" ماكرون

لوموند: تطاحن داخل اليسار الفرنسي إثر التهديد بـ"إسقاط" ماكرون
زعيم ائتلاف اليسار الفرنسي جان لوك ميلانشون مع مؤيديهالمصدر: AFP
19 أغسطس 2024، 9:19 ص

ذكرت صحيفة "لوموند" أن اليسار الفرنسي يشهد انقسامًا كبيرًا، إثر إصدار حزب "فرنسا الأبية" بقيادة جان لوك ميلانشون تحذيرًا شديد اللهجة للرئيس إيمانويل ماكرون، مهددًا بتفعيل آلية دستورية نادرة لإقالته من منصبه.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أن هذا التحرك أحدثَ شرخًا داخل التحالف الهش للأحزاب اليسارية المعروف بالجبهة الشعبية الجديدة، وذلك قبل أسابيع قليلة من الانتخابات التشريعية الحاسمة.

واتهم ميلانشون في بيان مشترك، أمس الأحد، إلى جانب منسق حزب "فرنسا الأبية" مانويل بومبارد ورئيسة المجموعة في الجمعية الوطنية ماتيلد بانو، ماكرون بـ"الانقلاب المؤسسي"، و"إساءة استخدام السلطة". 

أخبار ذات علاقة

"خطوة مفاجئة".. اليسار الفرنسي يهدد بعزل ماكرون

 

كما طالبوا بأن يقبل نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويعيّن لوسي كاستيتس رئيسة للوزراء، مؤكدين أنه في حال عدم الامتثال، سيتم تفعيل المادة الـ68 من الدستور الفرنسي التي تسمح بإقالة الرئيس في حالات "الإخلال الجسيم بواجباته".

وقالت الصحيفة، إن هذه المبادرة قوبلت بمعارضة شديدة من شركاء حزب "فرنسا الأبية" اليساريين، الحزب الاشتراكي (PS)، والخضر، والشيوعيين (PCF) —الذين يخشون أن يؤدي هذا الإجراء المتطرف إلى تقويض فرصهم في تشكيل حكومة. 

ردود فعل منتقدة

وأضافت "لوموند"، أنه رغم أن فرص النجاح الإجرائية للمادة الـ68 ضئيلة، حيث تتطلب أغلبية الثلثين في كل من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، فإن التداعيات السياسية باتت واضحة بالفعل.

 من جانبه، أدان زعيم الحزب الاشتراكي، باتريك كانير، هذه الخطوة ووصفها بأنها "استفزاز غير مناسب"، مشيرًا إلى أنها تقوّض وحدة الجبهة الشعبية الجديدة، وتضعف مرشحتهم لرئاسة الوزراء، لوسي كاستيتس. 

وكان زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل أيضًا انتقد المبادرة، قائلًا إن الأولوية يجب ألا تكون في إثارة أزمة مؤسسية، بل في التركيز على القضايا السياسية الملحة.

فيما فضلت مارين توندلييه زعيمة الخضر، عدم تصعيد الموقف، لكن السيناتور عن باريس يانيك جادو عبَّر عن قلقه من أن تصرفات "فرنسا الأبية" قد تؤدي إلى نفور ماكرون أكثر؛ ما يجعل من الصعب على الجبهة الشعبية الجديدة تحقيق أهدافها.

من جهته، وصف ألكسيس كوربيير العضو السابق في "فرنسا الأبية" والذي انشق عن ميلونشون، الوضع بأنه "معركة سياسية مثيرة للاهتمام"، لكنه أكد أن هذا النقاش يجب أن يكون أوسع من السياسة الحزبية.

وبحسب الصحيفة، أعاد هذا النزاع إحياء التوترات الداخلية داخل الحزب الاشتراكي، ولا سيما بين السكرتير الأول أوليفييه فور، الذي كان له دور أساس في إنشاء الجبهة الشعبية الجديدة، والفصائل المعارضة لنفوذ ميلونشون.

وفي البداية، رد فور بحذر، لكنه لاحقًا نأى بنفسه عن مبادرة "فرنسا الأبية"، مؤكدًا أن البيان يمثل فقط قيادة "فرنسا الأبية"، وأن التصويت بحجب الثقة سيكون الرد المناسب إذا تجاهل ماكرون نتائج الانتخابات التشريعية.

مرشحون جدد

وكشفت الصحيفة، أنه في خضم هذه التوترات، ظهرت احتمالات لمرشحين آخرين لرئاسة الوزراء مثل برنارد كازنوف، ما يزيد تعقيد إستراتيجية اليسار.

وقالت: "بينما تكافح الجبهة الشعبية الجديدة مع الانقسامات الداخلية، ورد أن الإليزيه رحب بهذا الانقسام؛ حيث أفاد مسؤولون بأن تصرفات "فرنسا الأبية" تلعب مباشرة في مصلحة ماكرون من خلال إضعاف وحدة اليسار".

وخلصت الصحيفة إلى أنه قد يكون لنتائج هذا الصراع الداخلي داخل اليسار تأثيرات كبيرة على مستقبل الجبهة الشعبية الجديدة وقدرتها على تحدي رئاسة ماكرون.

أخبار ذات علاقة

ميلانشون مهاجماً ماكرون: عليك أن تستسلم أو تستقيل

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC