logo
العالم

وسط جدل حول سحبها.. استقالة ظريف تخلط أوراق الرئيس الإيراني

وسط جدل حول سحبها.. استقالة ظريف تخلط أوراق الرئيس الإيراني
بزشكيان وظريفالمصدر: أ ف ب
16 أغسطس 2024، 12:35 م

بينما كانت البيئة السياسية والإعلامية في إيران مشغولة بردود الفعل الإيجابية والسلبية على قائمة الوزراء المطروحة لتشكيل الحكومة الرابعة عشرة، لفت السياسي البارز محمد جواد ظريف الأنظار باستقالة مفاجئة على منصة "إكس"، مساء الأحد.

وأدى نشر استقالة ظريف، بعد ساعات من إعلان قائمة حكومة مسعود بزشكيان المقترحة في وسائل الإعلام، إلى الافتراض بأنه استقال بسبب عدم رضاه عن بعض الأسماء المقترحة وابتعادها عن الأسماء التي اقترحها مجلس قيادة الحكومة الجديدة الذي ترأسه ظريف.

ورغم أن بزشكيان عين في أواخر أيلول/ تموز الماضي، ظريف بمنصب نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، فإنه استقال من هذا المنصب، مؤكدًا أن استقالته لا تعني معارضته للرئيس بزشكيان الذي سيدافع عن مرشحي حكومته من الوزراء يوم غد السبت في البرلمان.

وفي مساء الخميس التقى ظريف بالرئيس بزشكيان وذلك بعدما نشر الأول مقطع فيديو أكد فيه: "لقد كنا دائمًا مهتمين ببزشيكان وسنظل كذلك".

واعتبر خبراء سياسيون أن تصريحات ظريف وحديثه عن إجراء حوار صادق وصريح مع الرئيس بزشكيان بمثابة مؤشر على عودته إلى الحكومة، خصوصًا أن بزشكيان لم يقبل حتى الآن استقالة ظريف التي أعلن عنها الأحد الماضي.

وساهم ظريف بشكل كبير في فوز بزشكيان على منافسه المتشدد سعيد جليلي في الجولة الثانية التي جرت مطلع مايو أيار الماضي، وكان ضمن الحملة الانتخابية للمرشح الإصلاحي، كما شكل ظريف المجلس الإستراتيجي لقيادة الحكومة الانتقالية، وكانت مهمة هذا المجلس اختيار الوزراء.

الحكومة الجديدة بحاجة إلى ظريف؛ بسبب خبرته في السياسة الخارجية

محمود واعظي، سياسي إيراني

وقال نائب رئيس حزب الاعتدال والتنمية، أحد الأحزاب الإصلاحية في إيران، محمود واعظي لـ"إرم نيوز"، إن "هناك مساعي كبيرة تجري بهدف إعادة ظريف إلى حكومة بزشكيان"، مضيفًا أن "الحكومة الجديدة بحاجة إلى ظريف؛ بسبب خبرته في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية".

واعتبر واعظي، وهو مدير مكتب الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، أن استقالة ظريف لا معنى لها، مبينًا "إذا كان الاعتراض على التشكيلة الوزارية المقترحة هو سبب الاستقالة، فأعتقد أن معظم الوزراء المقترحين مقبولون نسبيًا".

وأضاف أن "حكومة بزشكيان حكومة وطنية تشمل الإصلاحيين والمعتدلين والأصوليين (المتشددين)، وليس من الصحيح توجيه النقد إلى بزشكيان في هذه المرحلة الصعبة، وفي المقابل أظهر الرئيس نفسه أنه لا يبحث عن تشكيل حكومة ائتلافية، بل حكومة وطنية".

وعن استقالة ظريف من منصب نائب الرئيس التي وصفها البعض بأنها علامة انتقاد لبزشكيان، أوضح واعظي: "ظريف لم يقل مثل هذا الكلام، بل حتى بعد استقالته ذكر أنه يؤيد بزشكيان وحكومته، لذلك فإن عودته ليست مستحيلة إلى الحكومة".

لقاء ظريف مع بزشكيان وتغريدته "سهم أصاب المناوئين"

محمد حسن بلاغي، سياسي إيراني

بدوره، عدّ الناشط والسياسي الإصلاحي محمد حسن بلاغي مبين، عدم إعلان بزشكيان عن قبول استقالة ظريف بأنه "سحب لهذه الاستقالة".

وتوقع بلاغي مبين في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الاجتماع الأول للمجلس الحكومي الرابع عشر سيعقد بحضور محمد جواد ظريف، وذلك بعد أن يحصل الوزراء المقترحون على ثقة البرلمان الأسبوع المقبل.

75b328be-0382-447b-926f-75847b7735cd

واعتبر أن لقاء ظريف مساء الخميس مع بزشكيان وتغريدته "سهم أصاب المناوئين"، منوهًا أن "ظريف سيعود إلى الحكومة، ولن يترك بزشكيان في هذه المرحلة الحساسة التي يتطلع فيها إلى تحسين علاقات إيران مع الغرب".

وتابع "لا يزال ظريف قلقًا، ويقف كالجبل خلف مسعود بزشكيان، والأخير يبذل جهودًا لإعادة ظريف؛ لأنه لا يخفى على أحد أن الحكومة الرابعة عشرة دون أحد أجنحتها القوية ستكون محدودة في قدرتها على الطيران، لذلك يجب ألا ننسى ضرورة عودة ظريف".

غياب ظريف يعني فتح المجال للمتطرفين والأصوليين

هدى أحمدي، صحفية

الصحفية والمحللة السياسية الإيرانية هدى أحمدي ترى في حديثها لـ"إرم نيوز"، أن "غياب ظريف يعني فتح المجال للمتطرفين والأصوليين بالاستحواذ على قرارات السياسة الخارجية للبلاد".

وأكدت أحمدي أن ظريف "اليد اليمنى والمستشار السياسي للرئيس بزشكيان" وأن هذا ما ظهر في الحملة الانتخابية، مشيرة إلى إمكانية عودة ظريف بقبول شروطه وإجراء تغييرات على التشكيلة الوزارية المقترحة.

وقالت إن "ظريف اشتكى من حصول تغييرات في اللحظات الأخيرة للقائمة الوزارية المقترحة حيث جرى استبعاد بعض المرشحين واستبدالهم بآخرين، وهذا ما حصل جراء استبعاد المرشح الكردي السني الوحيد، قسيم عثماني".

وأضافت "أحد الشروط التي وضعها ظريف لعودته وفق المعلومات المؤكدة هي حصول محمد جواد آذري جهرمي على منصب وزاري في الحكومة حيث كان من المقرر أن يُسند إليه منصب نائب الرئيس أو وزير الاتصالات".

وجهرمي كان وزيرًا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني، وكان من أشد المدافعين وضمن الحملة الانتخابية للمرشح بزشكيان.

وتابعت "حصلنا على معلومات أن جهرمي كان من بين الأسماء التي جرى استبدالها ضمن القائمة الوزارية المقترحة، وهذا الأمر أثار غضب ظريف"، مشيرة إلى خلاف ظريف مع النائب الأول للرئيس الإصلاحي محمد رضا عارف الذي أجرى تغييرات على القائمة الوزارية المقترحة قبل إرسالها للبرلمان.

المتشددون يرفضون

من جانبه، يرى القيادي في حزب المؤتلفة الإسلامي، أحد الأحزاب الأكثر تشددًا في إيران، حميد رضا ترقي، أن عودة ظريف مستحيلة؛ لأن القانون الذي صوت عليه البرلمان العام 2022 يمنع بموجبه تسلم المناصب العليا (مثل الرئيس أو نوابه أو السفراء وغيرهم) أن يكون لدى شخص أو زوجته أو أحد أبنائه جنسية مزدوجة.

وقال ترقي لـ"إرم نيوز"، إن "ظريف أحد أبنائه يحمل الجنسية الأمريكية، ولهذا فإن استقالته جاءت بسبب عدم أهليته من قبل المؤسسات الأمنية، واستقالته هي لحفظ ماء الوجه"، مبينًا أن "ظريف لن يعود إلى الحكومة إلا بتغيير هذا القانون من قبل البرلمان".

وأضاف "منذ البداية توقعنا أن الإصلاحيين سوف يصادرون فوز بزشكيان ويعتبرونه إنجازًا لهم، وهذا اعتقاد خاطئ، فهناك من الأصوليين من صوت لبزشكيان، وبناء على ذلك سعى الإصلاحيون إلى استخدام سلطة بزشكيان للعودة إلى السلطة وفرض مطالبهم الخاصة".

أخبار ذات علاقة

استقالة ظريف تهدد حكم بزشكيان وتفجر "حرب الأجنحة" في إيران

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC