إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية عنيفة على حي التفاح بمدينة غزة
أسهمت تكتيكات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتشددة في خفض معدلات الهجرة إلى الولايات المتحدة؛ إذ انخفض عدد المهاجرين المُلقى القبض عليهم على حدود المكسيك في فبراير/شباط الماضي إلى 408 مقارنة بـ 37 ألفًا في الشهر ذاته من العام 2024، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن ترامب يُمارس ضغوطًا شديدة على القادة الإقليميين، وينشر القوة العسكرية، ويُحطم عقودًا من السوابق فيما يتعلق بالحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وفي حين انخفضت حالات العبور غير القانوني عبر الحدود الأمريكية المكسيكية إلى أدنى مستوى لها منذ عقود، أصبحت ملاجئ المهاجرين، التي كانت مكتظة في السابق، فارغة؛ وبدلًا من التوجه شمالًا إلى أمريكا، بدأ العالقون في المكسيك بالعودة إلى ديارهم بأعداد أكبر.
كما أصبحت الحدود مختلفة تمامًا عما كانت عليه قبل عامين فقط، عندما كان مئات الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء العالم يعبرون الحدود إلى الولايات المتحدة شهريًّا في مشاهد من الفوضى والاضطرابات.
وبحسب الصحيفة، في مواجهة موجة من الغضب الشعبي خلال حملة انتخابات عام 2024، شنّ الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن حملة قمع ضد طالبي اللجوء، وضغط على المكسيك لإبقاء المهاجرين تحت السيطرة.
وبحلول نهاية ولايته، هدأت الحدود بشكل ملحوظ، وانخفضت حالات العبور غير القانوني إلى أدنى مستوياتها خلال رئاسته.
والآن نجح ترامب في خنق تدفق المهاجرين بشكل جذري، ما عزز التحول الشامل في السياسة الأمريكية من خلال تدابير اعتبرها العديد من المنتقدين، خاصة أولئك على اليسار، غير مقبولة سياسيًّا وقانونيًّا، وغير فعالة في نهاية المطاف لأنها لا تعالج الأسباب الجذرية للهجرة.
وأضافت الصحيفة أن ترامب استخدم عدة أساليب متشددة في آن واحد؛ كإيقاف منح اللجوء إلى أجل غير مسمى للأشخاص الذين يلتمسون اللجوء في الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية؛ ونشر قوات لمطاردة عابري الحدود، وربما الأهم من ذلك، تخويفهم؛ والترويج على نطاق واسع لرحلات الترحيل التي يُعاد فيها المهاجرون إلى أوطانهم مكبلين بالأغلال؛ وإجبار حكومات أمريكا اللاتينية، مثل المكسيك، على بذل المزيد من الجهود للحد من الهجرة، ما أسفر عن إحصاءات مذهلة.
وفي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن حرس الحدود الأمريكي عن إلقاء القبض على 8,347 شخصًا كانوا يحاولون عبور الحدود بشكل غير قانوني، بانخفاض عن أعلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 225,000 حالة اعتقال في ديسمبر/كانون الأول عام 2023.
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، ارتفع عدد المهاجرين في المكسيك الذين يطلبون المساعدة للعودة إلى بلدانهم إلى 2862 مهاجرًا في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين.
كما أظهر استطلاع أجرته لجنة الإنقاذ الدولية في يناير/كانون الثاني، وشمل أكثر من 600 مهاجر، أن 44% من المشاركين الذين كانوا يعتزمون في البداية الوصول إلى الولايات المتحدة يخططون الآن للبقاء في المكسيك.
وخلُصت الصحيفة إلى أن كل هذه الأرقام تُسجل قبل أن تبدأ إجراءات صارمة أخرى يروج لها ترامب، مثل تعهده بتكثيف عمليات الترحيل الجماعي بشكل كبير؛ علاوة على أنه يخطط لتفعيل قانون أمريكي غامض، هو قانون الأجانب الأعداء لعام 1798، لتسريع عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين مع توفير إجراءات قانونية عادلة لهم، إن وُجدت.
ويقول خبراء الهجرة إن أقرب مثال يُقارن بالحملة الحالية يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما أدى الغضب من تدفق العمال المكسيكيين إلى "عملية ويتباك"، وهي هجوم عسكري قصير الأمد اشتق اسمه من إهانة تُستخدم لوصف عابري الحدود المكسيكيين، وكان الهدف منه ترحيل أكثر من مليون مهاجر مكسيكي.