ضربات أمريكية على صنعاء وصعدة معقل الحوثيين شمالي اليمن
تشهد أوساط الانتخابات الرئاسية الأمريكية جدلاً يتسبب به الظهور غير المعتاد لمرشحي ما يعرف بـ"الأحزاب الثالثة"، البعيدة عن الحزبين الرئيسين، الجمهوري والديمقراطي، اللذين يفوز أحدهما كل 4 سنوات، فيما تُطرح تساؤلات حول علاقتها بـ"الدولة العميقة" في أمريكا.
وهؤلاء المرشحون هم تشيس أوليفر عن حزب التحرريين، وجيل ستاين عن حزب الخضر، والمرشح المستقل كورنيل ويست.
ومن الواضح أن انعكاسات المنافسة القوية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على الولايات المتأرجحة التي يكون لها قول فصل حاضرة بشكل قوي من خلال تواجد مرشحي الأحزاب الثالثة.
ويتعلق ذلك بالقدرة على فوز أحدهم بأصوات كانت للجمهوري أو الديمقراطي من هذه الولايات المتأرجحة، ما يكون له تأثير في قلب الطاولة في اللحظات الأخيرة.
الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، قال إن تأثير "الأحزاب الثالثة" محدود؛ لأن المنافسة الحقيقية بين ترامب وهاريس، ولكن هذه الأحزاب قد تؤثر في عملية نزيف أصوات لمرشح كان يضمن دائرة معينة من الناخبين.
وفسر يعقوب ذلك، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، مدللاً بمثال من خلال مرشحة حزب الخضر التي تحظى بدعم كبير من الجالية العربية والإسلامية، ويؤدي ترشحها إلى نقص الأصوات المؤيدة للديمقراطيين في ميتشغان.
وتعد ستاين خيار بعض المصوتين من العرب كعقاب لهاريس بشكل كبير عما قدم من جانب الديمقراطيين مؤخراً في حقبة الرئيس جو بايدن التي تعتبر هاريس جزءاً أساسياً منها كنائب للرئيس.
وأكد يعقوب أنه عادة ما تكون الانتخابات الأمريكية ساحة لمرشحين بعيدا عن الحزبين الأساسيين، سواء كانوا مرشحين مستقلين أو أحزاباً أخرى، وهؤلاء لا يحصلون على الأصوات ولا يتم ترشيحهم ليكونوا منافسين؛ لأن المواجهة لا تكون إلا بين الجمهوري والديمقراطي، والبقية دائماً ما يكونون مرشحين على الهامش.
وأشار يعقوب إلى المرشح جونيور كينيدي، الذي كان يقال إنه ربما يكون الخيار الثالث أمام الأغلبية التي لديها انزعاج من بايدن في فترة حكمه التي كانت ضمنها المرشحة هاريس، وكذلك من ترامب، ولكنه في النهاية قام بدعم الأخير، ليبقى المرشحون الثلاثة، وأكثرهم قرباً من الأضواء مرشحة الخضر بأفكارها التي يتم وصفها على أنها معتدلة.
وذكر يعقوب أن التصويت لأي من المرشحين الثلاثة الذين تنحصر عنهم الدعاية والاهتمام، يكون إما كنوع من العقاب للحزب الجمهوري أو الديمقراطي، أو ترضية الضمير لدى الناخب، الذي لا يجد مبتغاه في ترامب أو هاريس.
وتابع يعقوب أنه تقليديا يستحوذ الجمهوري والديمقراطي على الأضواء بشكل كبير، وأن المرشحين الثلاثة خاضوا الترشح وهم يدركون أنه لن ينتج عن ذلك أي مكاسب سياسية، بقدر ما هو نوع من العمل على صناعة الاسم في المستقبل، والدليل على ذلك أن ترامب في يوم ما ترشح عبر هذه الأحزاب.
وقال المحلل السياسي أحمد العلوي إن الأحزاب الثالثة أخذت جانباً كبيراً في هذه الانتخابات على الرغم من أنها كانت حاضرة في المناسبات السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأضاف: كان وجودها لا يزيد على توضيح مصير نسب مئوية لا تذكر وغير حاضرة وليس لها تأثير في التصويت من باب العملية الحسابية ليس أكثر.
وعبر العلوي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، عن اعتقاده أن إعطاء جانب من "البروباغندا السياسية" بأن الأحزاب الثالثة في هذه الانتخابات حاضرة، هو أمر مدبر بشكل كبير من جانب مؤسسات "الدولة العميقة" على حد وصفه.
وأوضح أن الدولة العميقة تدير العملية الانتخابية في الولايات المتحدة بشكل كبير، وتدفع بشكل غير مباشر للمجيء بالمرشح المناسب للمرحلة القادمة المحددة أهدافها سلفاً، عبر التصويت والتأثير على الناخبين في بعض المراحل.
ويرى العلوي أن الدور الحقيقي لهذه الأحزاب ربما أن يكون لها فرصة حقيقية في التأثير على الواقع السياسي الأمريكي وليس دوراً مرسوماً كما هو في الوقت الحالي، وذلك في عقود قادمة مع إعادة تقييم توازنات التجمعات الديموغرافية في الولايات المتحدة وأن يخرج منها شخصيات حقيقية غير "مصنوعة"، وترى أن فرصتها تكون في هذه الأحزاب بعيداً عن الجمهوري والديمقراطي، وهما مؤسستان ليس بمقدور أحد التعديل أو تغيير سياساتهما.
وأشار إلى الرئيس السابق باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية الحالية كامالا هاريس، اللذين هما في الأساس بمثابة "تفريغ" لتجمعات ديموغرافية تكون السيطرة عليها محكمة، بدلاً من الذهاب إلى تكوين أطر سياسية جديدة، تكون بمثابة تهديد للنظام السياسي الذي تسير عليه الولايات المتحدة.